ماذا قال "فاروق الباز" عن زلزال 92.. وشائعات هبوط الدلتا؟

كتب: سمر صالح

ماذا قال "فاروق الباز" عن زلزال 92.. وشائعات هبوط الدلتا؟

ماذا قال "فاروق الباز" عن زلزال 92.. وشائعات هبوط الدلتا؟

كان حلقة وصل بين الجهات العلمية المتخصصة في مصر وأمريكا والأردن، وقت كارثة زلزال 1992، الذي ضرب مصر وخلّف خسائر مادية وبشرية، في الوقت الذي لم تتوقف فيه المراسلات الجيولوجية بين الدول الثلاث، حتى أصبح لديه كل التحليلات والمفاهيم العلمية عن الكارثة.

آنذاك، حضر الدكتور فاروق الباز، الذي تحل ذكرى ميلاده الـ79 اليوم، إلى مصر قادما من أمريكا، في مهمة عمل لمدة 24 ساعة، للمشاركة في مناقشة كبيرة بحضور نخبة من علماء رصد الزلازل والجيولوجيا وكبار المسؤولين في الدولة، عن أسباب زلزال 92 وتداعياته، حاملا معه التفاصيل التي ألمّ بها عن الزلزال المدمر.

"علينا أن نلغي من أذهاننا تماما مقولة أن مصر دخلت حزام الزلازل من جديد".. مقولة استهل بها العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، حديثه عن سبب الزلزال الذي ضرب مصر، وحسب المقال المنشور في جريدة المصور بتاريخ 24 ديسمبر 1992، أكد الباز أن أحزمة الزلازل تكونت في العصور الجيولوجية القديمة، وخطوط هذه الزلازل تكونت منذ نحو 65 مليون سنة، وهذا الحزام لا أحد يدخله أو يخرج منه، فمن كان موجودا على الحزام سيظل، ومن هو خارجه فسيبقى.

في تفسيره للزلزال المدمر الذي ضرب مصر في العام 1992، قال الباز: "ليس هناك أي منطقة على اليابسة خالية من الزلازل، وأي زلزال يحدث في أحد الأحزمة يؤثر على غيرها، وفي مصر من أسباب الزلازل في العصر الحديث، كزلزال بحيرة ناصر بعد بناء السد العالي، نتيجة المياه الضخمة وثقلها فوق الصخور جنوب أسوان، وثقل المياه تجعلها تسير في شقوق الصخور، فتلين وتؤدي إلى هزات أرضية".

أوضح الباز في تفسيره للظاهرة: "في مصر الوضع مختلف، يرجع إلى وجود علاقة بين الصخور الصلبة في الصحراء الغربية، ودلتا وادي النيل، ومن خلال رصد التوابع بواسطة علماء مصر والأردن، تبين أنه هناك عدة نقاط على طريق (مصر - السويس) وممتدة، ما أدى إلى وقوع هزات في الأردن وإسرائيل، وأدركوا أن هذا الخط بادئ في النشاط".

"القشرة الأرضية كانت كلها متصلة في بداية الأمر، ثم بدأت تنقسم وتنفصل عن بعضها بعدد القارات".. هكذا وصف الباز طبيعة القشرة الأرضية، وأكد أنّ كل قارة أصبحت منفصلة عن غيرها فوق كتلة مستقرة، والكتلة الصلبة داخلها طبقات مهشمة لينة وتتحرك فوقها القارات.

"لا نعرف متى تحدث الزلازل وليس هناك حد أدنى عن التوقع بها".. هكذا أكد الباز في المقال المنشور بالعام 1992، نافيا ما أشيع بشأن هبوط الدلتا في مصر: "معروف أن كل الدلتا الموجودة في العالم تهبط بنسب بسيطة، وهذا لن يحدث لا في عصرنا ولا في عصور طويلة، والمعلومة بأن ثلث الدلتا سينتهي بعد ربع قرن غير صحيح على الإطلاق".

 

 

 


مواضيع متعلقة