صور وفيديو| "الوطن" على باب منزل "إرهابي حلوان".. هنا لعب الكرة وسمع الأغاني و"حاله اتشقلب"

كتب: كريم عثمان

صور وفيديو| "الوطن" على باب منزل "إرهابي حلوان".. هنا لعب الكرة وسمع الأغاني و"حاله اتشقلب"

صور وفيديو| "الوطن" على باب منزل "إرهابي حلوان".. هنا لعب الكرة وسمع الأغاني و"حاله اتشقلب"

شارع واسع، يغطيه التراب، يتوسط حي المنشية بمنطقة "أطلس" في حلوان، الذي تبدو البيوت فيه بدائية أغلبها من الطوب الأحمر، هيمن على سكانه الصمت وخفّت فيه الحركة وساد فيه الوجوم، وكأن المكان يشعر بالحزن على شهداء يوم الجمعة.. هنا شارع منشية السلام، محل إقامة إبراهيم إسماعيل منفذ عملية حلون الإرهابية بكنيسة "مارمينا".

منزل من خمسة طوابق، يبدو المشهد من أمامه مأساويًا، قفل من حديد متوسط الحجم، أغلق به الباب بعد الواقعة بساعات، أسفل البيت مخبز "أولاد أبوإسماعيل"، يبتعد السكان عن المرور من أمامه، بعد أن سيطر الحزن على شهداء الكنيسة عليهم، متعجبين من وجود إرهابي في شارعهم، وتظل وطأة الحادث مسيطرة عليهم حتى الآن.

{long_qoute_1}

بعد وقت طويل، مر من أمام المنزل شابان يشيران إلى الطابق الثالث بالمنزل متبادلين الحديث حول الواقعة، "هو ده بيت إبراهيم منه لله"، يتذكر الشاب أحمد حسين جار منفذ عملية حلوان، ما جمعه به عندما كان يعيش في شارعهم: "كان طبيعي وبيسلم علينا، مرة واحدة اختفى من المنطقة ومحدش عرف عنه حاجة غير بعد المصيبة اللي عملها".

أمام منزل "أبوإسماعيل" كما يطلق عليه سكان الشارع، يوجد سوبر ماركت، تروي صاحبته "م.ج" لـ"الوطن" الأيام التي تعاملت فيها مع أهل إرهابي حلوان، "بصراحة أهله مش زيه خالص، ناس في حالها وما لهمش في المشاكل، معرفش هو طلع كده لمين"، تعامُل أهل إبراهيم مع السيدة الأربعينية جعلها تتعاطف مع حالهم، "عمر ما حد فيهم خد مني خضار شكك، كانت حالتهم متيسرة، بس هو مشحططهم وراه باللي بيهببه ده بقاله 3 سنين"، السبب الذي جعل زوجته تحرر دعوة للخلع منه بعد سنة من غيابه، لتعود إلى بيت أهلها تاركة ابنائها "عدي" وطفلة صغيرة.

 {left_qoute_1}

بصعوبة بالغة تحدث صاحب محل الحلويات المجاور لمنزل الإرهابي، والذي كان ضمن أصدقاءه في الشارع لـ"الوطن"، عن الذكريات التي جمعتهما سويًا: "كان طفلًا عاديًا، لا يفتعل المشكلات، وهو أكبر إخوته، خمس أشقاء، أحمد معلم، ومصطفى كهربائي، ومحمد عامل بشركة كهرباء، وإسلام وعبدالتواب عاملين في المخبر، ما جعله ولي أمرهم بعد وفاة والدهم، ده طبعًا قبل ما يتبرأو منه بعد الحادثة"، يتعجب البائع من التحول الرهيب في شخصية إبراهيم، "مش مصدق إنه بقى زي الديابة بينهش في الناس بالمنظر البشع ده"، وهو سابقًا لم يكن سوى شخص انطوائي هادئ الطباع.

"مش عارفين ننام من يوم الحادثة" كلمات عبرت عن صدمة 4 أصدقاء جلسوا في محل جزارة "الأرزاق بالله" المجاور لمنزل "أبو إسماعيل"، بعد أن خيم الصمت على جلستهم، قبل أن يتحدثوا لـ"الوطن" عن المواقف التي جمعتهم بالإرهابي، "كان في حاله خالص، وبيلعب معانا كورة كمان"، قالها الجزار محمد السيد متعجبًا من سلوكه الذي تحول من شخص يشاهد مباريات كرة القدم، ويسمع الأغاني بصوت عالي في محله، إلى إرهابي بفكر متطرف، يقتل أبرياء دون رحمة، "لو شفته قدامي دلوقتي هقتله".

{long_qoute_2}

يلتقط المعلم عبدالقوي، أطراف الحديث، ليروي موقفا آخر لإبراهيم، عندما اشتبك أخاه أحمد مع شخص من منطقة مجاوة لهم، وذهب أبناء الشارع ليضربوا من تعدى على شقيقه قبل أن يظهر إبراهيم، ويلومهم على ما ينوون فعله، ويقتصر رد فعله على توبيخ أحمد، "أخوه ده جاتله سفرية برة ومش قادر يسافر بقاله سنتين، بسبب إن أخوه مطلوب في أمن الدولة.. شوفت عطل حال أخواته معاه إزاي"، ومنذ 3 سنوات اختفى إبراهيم، بعد أن كان أفضل عامل ألوميتال في المنطقة بحسب عبدالقوي، "كان صنايعي مقاولات بياخد شغل كبير ويعمله، مكانش محتاج حاجة، ضيع أهله وخلاهم كرهوه"، ما جعل والدته تغلق محله، وتحوله إلى مخبز، لإيجاد لقمة العيش.

{long_qoute_3}

على بعد خطوات من منزل "أبوإسماعيل" يظهر انحدار في الأرض يسميه السكان "مزلقان الجامع"، يجاوره مسجد علي بن أبي طالب، الذي كان إبراهيم يتردد عليه لأداء الصلاة، حسبما قال الشيخ محمد عبدالرحمن، المداوم على الصلاة بالمسجد "كان بييجي يصلي معانا، مكانش باين عليه أي تطرف، بيخلص صلاته ويمشي"، ولم يره الشيخ منذ 3 أعوام، حتى تفاجأ عندما شاهده في التلفاز، "كنا نسيناه، يا ريته ما كان ظهر، وخلى سمعة المنطقة بقت وحشة كدة".

هنا كان يصلي الإرهابي

ورشة إرهابي كنيسة حلوان

منزل الإرهابي مغلق بعد الحادث

منزل الإرهابي

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا


مواضيع متعلقة