«الوطن» داخل قرية «محمد صلاح».. «نجريج سابقاً»

«الوطن» داخل قرية «محمد صلاح».. «نجريج سابقاً»

«الوطن» داخل قرية «محمد صلاح».. «نجريج سابقاً»

فى العُرف الاجتماعى يُضاف اسم الطفل لأبيه من أجل التعريف به، ويُنسب الأب لعائلته، والعائلة إلى القرية التى تسكنها، لا لشىء سوى للتعريف بمن يُذكر منهم، وسار الجميع على النهج، لكن فى حالة الفرعون محمد صلاح، نُسب الأب والعائلة والبلدة إلى الطفل، فأصبح الجميع يسأل ويستفسر عن «بلد محمد صلاح». من قرية نجريج، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، انطلق قطار البطولات والشهرة للشاب المصرى، الذى رسم طريقه -بمساعدة والده- منذ الصغر، ورغم صولاته وجولاته المحلية والعالمية، إلا أن «ابن القرية» ما زال يحمل وداً وحباً كبيرين لمسقط رأسه وأهله وجيرانه، فأبقى على أسرته بداخلها، وحافظ على زيارتها مرة تلو الأخرى كلما سنحت له الظروف. «الوطن» زارت قرية نجريج، مسقط رأس «الفرعون المصرى»، تحدثت مع معلميه، ومدربيه، وأهله وجيرانه، ورصدت بالصور حكاية ما يزيد على 18 عاماً، قضاها «مومو» بين أرجائها.

عبر مضيق ترابى ضيق، لا يتسع لمرور أكثر من سيارة واحدة، ينحدر من الطريق العمومى المؤدى إلى مدينة بسيون، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، يترجل المارة وسط الطرق الزراعية، للدخول إلى قرية نجريج، مسقط رأس النجم محمد صلاح، التى تعيش فيها أسرته حتى الآن، دون أن يتغير الوضع، ويحرص الفرعون المصرى على قضاء إجازته كاملة فيها، وسط أهله وجيرانه وأصدقائه، الذين أشادوا بأدبه وتواضعه الجم، بالإضافة لمشاركته أفراحهم وأتراحهم، كلما سنحت له ظروفه.

داخل حارة جانبية، تتفرع من الشارع العمومى بالقرية، يرتفع منزل «الحاج صلاح» لثلاثة طوابق، لا يميزه عن جيرانه سوى التفاف الجيران حول أى سيارة تقف بجوار المنزل، ليخبروا من فيها أن «ده بيت محمد صلاح، بس أهله قافلين أو مش موجودين».

يقول المهندس ماهر أنور أبوشتية، عمدة قرية نجريج، مسقط رأس «صلاح»، إنه شاهد عيان على تربية «محمد» وتألقه منذ طفولته، كونه كان يعمل مديراً عاماً بمديرية الشباب والرياضة وكان مسئولاً عن فريق كرة القدم بمركز شباب قرية «نجريج»، مشيراً إلى أن مهارة «محمد» كانت تجذب أى شخص يشاهده وتلفت نظره، وكان هو الداعم الرئيسى لفريق مدرسة نجريج الإعدادية فى حصد بطولة الغربية لكرة القدم 3 سنوات متتالية.

{long_qoute_1}

وأضاف عمدة القرية أن والد «محمد» كان محباً للرياضة ويمارسها بشكل دائم، حيث كان أحد لاعبى فريق مركز شباب القرية فى مركز «الظهير الثالث»، وكان يتحرك بابنه إلى أندية عديدة للبحث عن فرصة، فألحقه بنادى بلدية المحلة، ثم توقف عن الاستمرار فيه نظراً لبعد المسافة، فوجد طريقه إلى نادى اتحاد بسيون وهو فى سن 12، وهناك شاهده مدربه رضا الملاح، وساعده فى الالتحاق بفريق «عثماثون»، التابع لشركة المقاولون العرب بطنطا، وهو فى سن 15، وسرعان ما تم ضمه لنادى المقاولون العام وبعد مرور 3 أشهر فقط تم تصعيده للفريق الأول بالنادى، وأشركه مدربه محمد رضوان فى مباراة المقاولون العرب وإنبى، لتكون أول مباراة له فى الدورى الممتاز، فكان أصغر لاعب لعب بالدورى العام المصرى، ثم بدأت تظهر نجوميته تدريجياً فالتحق بنادى بازل السويسرى لتبدأ شهرته ونجوميته الأوروبية.

وقال «أبوشتية»: «النجومية والفلوس ماغيروش ابن بلدنا.. بيتعامل مع أهله وناسه بنفس اللى اتعود عليه قبل ما يبقى لاعب عالمى، وكمان أهله كدا لا اتغيروا ولا شهرة ابنهم غيرت حاجة من طباعهم».

يحرص «صلاح»، بحسب عمدة قريته، على قضاء شهر رمضان فى «نجريج»، ويذهب لزيارة أماكن تجمع أصدقائه القدامى وجيرانه وأهله، ولا يمانع فى الجلوس معهم فى أماكن بسيطة للغاية، وهو يرتدى ملابس بسيطة لا تدل على أنه هو ذلك اللاعب الذى يملأ الدنيا شهرة حالياً.. «إنسان بسيط عايش عيشة أهله»، بحسب «أبوشتية»، ويكمل: «والد صلاح يعمل موظفاً بإدارة الوحدة الصحية فى بسيون، ووالدته موظفة بالوحدة الصحية بالقرية، وله شقيقة كبرى، رباب، متزوجة ومقيمة فى السعودية، وشقيق أصغر، ناصر، فى الفرقة الأولى بكلية تجارة طنطا».

محمود سعيد، أحد أصدقاء «صلاح» وجاره الذى طالما شاركه اللعب بفريق نادى اتحاد شباب بسيون، قال إن «صلاح» بدأ اللعب فى مركز «الليبرو» ثم «جناح شمال»، وانتهى به الأمر فى مركز المهاجم، فكان ينتزع الفوز لفريقه فى الدقائق الأخيرة.

وأضاف «سعيد» أن «صلاح» يعشق النادى الإسماعيلى وفريق مانشستر يونايتد، ويهوى لعب «البنج بونج والشطرنج والبلايستيش»، ويحكى عنه: «مرة لما صلاح كان بيلعب فى بازل راح كلية التجارة فى طنطا عشان يشوف خطيبته اللى كانت بتدرس فى نفس الكلية وخد كارنيه واحد صاحبه عشان يعرف يدخل الكلية، لكن الأمن اكتشف اللعبة والكارنيه المزيف ورفض دخوله فحاول يتصرف إنه نط من فوق السور وهنا طبعاً الأمن قبض عليه».

«محمد بييجى هنا فى رمضان، بنلاقيه بيخبط على الباب بالليل جاى يسأل ويسلم علينا، بنحس ساعتها إنه ابننا مش جارنا».. هكذا يقول الحاج سعيد، صاحب كشك مجاور لمنزل «صلاح» فى قريته، مضيفاً: «القرية كلها بتتسند على صلاح، وعارفين إن بقى لينا ضهر ولما بتحصل لحد مشكلة يجرى على بيت أبوصلاح وهناك بنلاقى العون كله».

وتابع: «روح صلاح الطيبة والسماحة اللى فى وشه خلت الكل هنا يتمنى له الخير، لسه محافظ على بساطته بين أهله، لما بنشوفه ماشى فى وسط البلد مابنصدقش إن ده اللى بنشوفه فى التليفزيون اللى الدنيا كلها بتتكلم عنه، بنقول ربنا يزيده كمان وكمان»، ويستطرد: «القرية كلها بتقعد تتفرج على ماتشاته وبعد انتهاء المباريات بيخرج الشباب للنواصى يتكلموا عنه وعن أدائه وأهدافه وتوقعاتهم لمبارياته الجاية.. صلاح بقى جزء من حياة بلدنا وهيفضل كدا بفعل اللى بيعمله من خير».


مواضيع متعلقة