«الوطن» ترصد قصة نجاح «الفرعون».. فرحــة 2017 وأمــل 2018

كتب: الوطن

«الوطن» ترصد قصة نجاح «الفرعون».. فرحــة 2017 وأمــل 2018

«الوطن» ترصد قصة نجاح «الفرعون».. فرحــة 2017 وأمــل 2018

ليس مجرد لاعب على درجة عالية من المهارة والاحتراف، وليس مجرد شاب على درجة رفيعة من الأخلاق والانتماء. بل هو أكبر من ذلك بكثير، يحمل معنى أعظم وقيمة أسمى.. هو «ضحكة» مصر، وفرحتها، وأملها.. «الفرعون» الذى خرج من قرية بسيطة ليرفع اسم بلاده فى كبرى العواصم والمدن الأوروبية.. أيقونة التحدى والإصرار والاجتهاد والنجاح والطموح الذى لا يتوقف، حتى تحوّل الشاب الصغير إلى طاقة تفاؤل فى حياة المصريين، وسر سعادة، وأيقونة إيجابية مُحفزة، وقدوة مُلهمة يُحتذى بها، ليس لدى المهتمين بالساحرة المستديرة فقط، لكن عند الجميع، أطفالاً وشباباً وكبار سن، رجالاً ونساء، الذين لم ينالوا حظهم من التعليم وأصحاب الشهادات المتوسطة والمؤهلات العالية، الذين فرقتهم السياسة فلم يجمع بينهم إلا «صلاح»، والذين أرهقتهم الأوضاع المعيشية الصعبة فلم يهوّن عليهم إلا «صلاح».

الفرعون المصرى الجديد، أو «مومو» كما سمته ملاعب أوروبا، خرج من قرية بسيطة، هى قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بالغربية، ليخوض مشواراً طويلاً بدأه بين صفوف ناشئى نادى المقاولين العرب، ثم غادر إلى الخارج فى رحلة كروية شاقة بدأت من بازل السويسرى إلى تشيلسى الإنجليزى إلى فيورنتينا الإيطالى، محطات ثلاث مهمة شهدت على موهبة اللاعب المصرى، ثم جاءت المحطة الرابعة الأكثر أهمية على أبواب «روما» لتصبح تلك الموهبة ملء السمع والبصر، ومن العاصمة الإيطالية إلى الدورى الأهم فى العالم مرة أخرى، عاد البطل المصرى إلى إنجلترا عودة الأبطال، لكنه لم يرتدِ هذه المرة قميص «البلوز»، بل ارتدى قميص «الريدز» ليحقق أرقاماً قياسية خلال عامه الأول مع ليفربول لم يحققها لاعب مصرى من قبل، ويتصدر قوائم «الأفضل» فى كل شىء، ويمر إلى قلوب جماهير فريقه الجديد للدرجة التى تدفعهم للغناء باسمه والاحتفاء برقم قميصه الذى أصبح رقماً مفضلاً للجميع.

مسيرة نجاح لم تتوقف عند خطوط الملاعب الأوروبية، فالبطل المصرى لم يبخل بنقطة عرق واحدة من أجل المساهمة فى نجاح منتخبه الوطنى فى مسابقات 2017، فاستطاع أن يقود الفراعنة للعودة إلى تصفيات الأمم الأفريقية بعد 6 سنوات من الغياب، ووصل معهم إلى المباراة النهائية حتى أصبح على بُعد خطوة واحدة من الكأس المفضلة لولا القدر الذى كان له كلمة أخرى.

ومن نهائى القارة السمراء إلى الإنجاز الأكبر فى العام نفسه بالوصول إلى مونديال روسيا، بعد أن استطاعت قدم «صلاح» أن تفك نحس 27 سنة مضت، وتُدخل الفرحة إلى قلوب المصريين فى ليلة لا تُنسى أبداً، وأصبح أمل مصر فى مونديال 2018.

هو تاجر السعادة بامتياز، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، فعطاء محمد صلاح لم ينتهِ عند الساحرة المستديرة، بل تجاوز كرة القدم إلى أبعد من ذلك، فتطوّع من تلقاء نفسه لخدمة بلده وأهله وناسه، فقدم التبرعات والمساعدات وكافة أشكال الدعم المالى والعينى، كما سارع بالمشاركة فى العديد من الحملات المجتمعية، «صلاح» ضد المخدرات مرة، و«صلاح» لدعم السياحة المصرية مرة أخرى.. ها هو لاعب كرة القدم يتحول شيئاً فشيئاً إلى «أسطورة»، سوبر مان جديد على الطريقة المصرية، بابا نويل الذى يقدم هداياه بكل حب، ويقابله الناس بكل حب أيضاً.

سواء هؤلاء الذين من دمه ولحمه وشربوا مثله من نفس النيل، أو أصحاب الجنسيات المختلفة الذين نطق لسانهم باللغة العربية من أجل «محمد صلاح».


مواضيع متعلقة