«الطيب» يعزى «تواضروس»: «يدى فى يدك لنحمى الوطن»

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

«الطيب» يعزى «تواضروس»: «يدى فى يدك لنحمى الوطن»

«الطيب» يعزى «تواضروس»: «يدى فى يدك لنحمى الوطن»

وصف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الهجوم الإرهابى الغادر على كنيسة مارمينا بحلوان بـ«جريمة نكراء» التى تجرد مرتكبوها من كل القيم الدينية والأخلاقية، وقال فى اتصال هاتفى، مساء أمس الأول، مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتعزيته فى ضحايا الهجوم الإرهابى، إن «الإرهابيين سفكوا الدماء المحرمة من أجل إيقاع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لكن النسيج الوطنى للشعب أثبت دوماً أنه عصى على التخريب أو العبث»، متابعاً فى اتصاله: «يدنا فى يدكم أخى لنحمى هذا الوطن ونحافظ على وحدة شعبه».

وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، فى بيان أمس، إن تنظيم الإخوان هو أول من حرّض ضد الأقباط فى مصر، وكل جماعات العنف فى مصر سارت على دربه وانتهجت نفس طريقه فى تكفير المختلفين معهم فى العقيدة من أبناء الوطن الواحد، لافتاً إلى أن مرشد التنظيم الخامس، مصطفى مشهور، سبق أن أفتى فى 1997 بإبعاد المسيحيين عن الالتحاق بالجيش المصرى، وبرر موقفه وقتها بضرورة أن يكون أفراد الجيش فى الدولة الإسلامية من أصحاب العقيدة ذاتها، وليسوا من أصحاب عقيدة أخرى حتى يتمكنوا من مواجهة أى عدو يحاول الاعتداء على الدولة الإسلامية.

{long_qoute_1}

وتابع المرشد السابق، وفقاً للمرصد، أن وجود عناصر مسيحية فى جيشها يمكن أن يجعل هذه العناصر تمالئ العدو وتسهل له، وهو ما رسخ لفكرة استحلال أنفسهم وأموالهم، لافتاً إلى أن جماعة الإخوان بممارستها وأفكارها أصلت لمفاهيم ضالة تخالف الشريعة الإسلامية وأصبحت بمثابة ركيزة لكل جماعات العنف والتطرف، وأن موقف «داعش» من المختلفين معه فى العقيدة أساسه تنظيم الإخوان الإرهابى الأقدم فى نشأته وتأصيله للدلائل المؤصلة لعملية العنف والتطرف.

وأشار المرصد إلى أن الإخوان عمدت إلى لعبة الفتنة الطائفية والاعتداء على الأقباط منذ زمن طويل ورسخت لهذا المفهوم لدى كل التنظيمات المتطرفة، وأدل على ذلك اعتداء الجماعة على أكثر من 80 كنيسة فى محافظات مصر، خصوصاً فى الصعيد على خلفية ثورة 30 يونيو 2013 التى ثار فيها المصريون ضد حكمهم، وهو ما دفعهم للصيد فى الماء العكر وخلق بؤر توتر والتشجيع على تنفيذ عمليات مسلحة ضد الأقباط. {left_qoute_1}

وأوضح المرصد أن اعتداء تنظيم داعش الإرهابى على كنيسة مارمينا فى حلوان يأتى فى إطار محاولات التنظيم لإثارة النعرات الطائفية والدينية لزعزعة الاستقرار فى مصر، وتشتيت الجهود الرامية للقضاء عليه، إضافة إلى سعيه الدءوب لتحقيق حلمه فى إبادة الأقليات بمنطقة الشرق الأوسط، واستيراد تكتيكات إثارة النعرات الطائفية التى طبقها فى العراق إلى مصر.

وتابع المرصد: «التنظيم الإرهابى من أجل تطبيق النموذج العراقى فى مصر اتخذ خطوة جذرية فى افتراض أن المسيحيين يمثلون لمصر ما يمثله الشيعة للعراق، وقام بتبنى فكرة قتلهم دون تمييز أو سبب آخر خلاف ما يؤمنون به». وشدد مرصد الإفتاء على أن تلاحم الشعب مع مؤسسات الدولة يمثل حائط صد أمام قوى الإرهاب الأسود التى حاولت جر مختلف فئاته إلى بحور الدم وإيقاع الوطن فى حرب طائفية لا تنتهى، مؤكداً متانة وصلابة العلاقة بين جناحى مصر، مسلمين ومسيحيين، خاصة أن الإخوة المسيحيين يدركون لعبة الإرهاب القذرة فى إثارة الفتن والمؤامرات ضد الوطن وأبنائه. فى السياق نفسه، طالب الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بضرورة إصدار تشريع عاجل يقضى بإحالة من يعتدى على أى دار من دور العبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين إلى المحاكمة العسكرية، لأن من يفكر فى هذا الإجرام هو إنسان مجرد من الدين والوطنية والإنسانية، ويجب أن تصنف هذه الجريمة فى عداد جرائم الخيانة الوطنية الكبرى، مطالباً بضرورة الضرب بيد من حديد على أيدى كل من يحاول العبث بأمننا القومى أو وحدتنا الوطنية، وأن تلقى أى جهة تعلن مسئوليتها عن هذه الجرائم عقاباً رادعاً وحاسماً وقوياً، وألا تأخذنا بهؤلاء المجرمين رحمة ولا شفقة، كما أن على كل منا أن يقوم بواجبه فى مواجهة هؤلاء المجرمين دون أدنى تقاعس أو تردد، حتى نخلص بلدنا من شرهم وفسادهم وإفسادهم فى الأرض.


مواضيع متعلقة