الكنائس تطالب بتجفيف منابع الإرهاب بعد الحادث.. والأقباط يحتفلون اليوم برأس السنة الميلادية بالصلاة لمصر والشهداء

كتب: مصطفى رحومة

الكنائس تطالب بتجفيف منابع الإرهاب بعد الحادث.. والأقباط يحتفلون اليوم برأس السنة الميلادية بالصلاة لمصر والشهداء

الكنائس تطالب بتجفيف منابع الإرهاب بعد الحادث.. والأقباط يحتفلون اليوم برأس السنة الميلادية بالصلاة لمصر والشهداء

طالبت الكنائس المصرية، الدولة بتجفيف منابع الإرهاب، معتبرة أن «تجديد الفكر» أمن قومى، مشيرة إلى أن الإرهاب يطال كل أفراد المجتمع المصرى، وليس المسيحيين فقط، وأن تركه سيأكل الأخضر واليابس، وذلك فى أعقاب الحادث الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بمنطقة حلوان، أمس الأول، وأعلنت الكنائس الصلاة لمصر والشهداء اليوم خلال قدّاسات رأس السنة الميلادية «الكريسماس»، بعدما أقيم مساء أمس، خلال مثول الجريدة للطبع، عزاء شهداء الحادث بمطرانية حلوان.

وتواصلت إدانات الكنائس وأساقفة الكنيسة فى الداخل والخارج، للحادث الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بمنطقة حلوان، وأسفر عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة 5 آخرين، فيما تم القبض على الإرهابى المنفّذ للهجوم بعد أن أصابته قوات الأمن خلال مطاردته.

وقال الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأسقف عام كنائس وسط القاهرة: إن «المعالجة الأمنية ليست الحل لمواجهة الإرهاب، لكن المشكلة فى العقول الملوثة المتعفّنة بالأفكار عديمة الإنسانية، والكنيسة بُح صوتها من أجل المطالبة بتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب».

{long_qoute_1}

وأضاف الأنبا رافائيل الذى شارك فى الجنازة الجماعية التى أقامتها الكنيسة، مساء أمس الأول، لشهداء الحادث بمطرانية حلوان، إن القضية لا تخص المسيحيين فقط، لكنها مشكلة وطن، مطالباً بمحاكمة العقول التى تُشيع العنف والتعصّب والإرهاب والكراهية، وليس مرتكبى الحوادث الإرهابية فقط، لأن الإرهاب يهدد الدولة منذ السبعينات، فأهم مشكلة تواجه مصر هى المعاقل التى تُخرج الإرهاب والعنف والكراهية، ويجب أن تكون هناك وقفة حازمة أمام هذا المسلسل المرعب، وإلا فإن الخطر سيأكل الأخضر واليابس، على حد قوله.

وعبّر مجلس كنائس مصر الذى يضم الكنائس «الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس»، عن إدانته للحادث وتقديره لما تتعرّض له مصر من مؤامرات وما يتكبّده رجال الأمن والجيش من تضحيات.

وأكد القس رفعت فتحى، أمين عام مجلس كنائس مصر، فى بيان، وقوف الكنائس صفاً واحداً مع كل الشعب المصرى الصامد فى وجه الإرهاب.

وطالب الأنبا كاراس، أسقف بنسلفانيا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بالولايات المتحدة الأمريكية، فى بيان، القيادات المختلفة فى مصر بالعمل معاً من أجل إنفاذ وسيادة القانون وتجفيف منابع الإرهاب ومحاسبة المحرّضين عليه وفاعليه، قائلاً: إن «ذلك يأتى من أجل حاضر ومستقبل بلادنا وشعبها وسلامها ووحدتها الوطنية ومن أجل سمعة بلادنا ذات التاريخ الطويل والحضارة المشرفة التى تسىء إليها يد الإرهاب الذى يجب التصدى له بكل حزم وقوة».

وكرّر المطلب نفسه الأنبا دانييل، أسقف سيدنى وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بأستراليا، فى بيان، تعليقاً على الحادث، قائلاً: «ما زلنا نطالب المسئولين فى مصر بمحاربة الفكر المتطرّف وتجفيف منابعه».

{long_qoute_2}

وقال الأنبا يوسف، أسقف جنوبى الولايات المتحدة الأمريكية للأقباط الأرثوذكس، فى بيان: «يجب أن يطالب جميع المواطنين المصريين، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، بالعدالة السريعة والصارمة، ليس فقط بالنسبة لمرتكب الجريمة، لكن يجب اقتلاع الخلية بأكملها».

وأضاف: «كانت مصر بلداً جميلاً غنياً فى التاريخ والموارد الطبيعية، وهى أرض خصبة ذات إمكانيات كبيرة للرخاء لجميع سكانها، لكنها الآن تتدهور على أيدى البلطجية والخونة، وسيأتى وقت يعيش فيه كل فرد فى مصر فى حالة من الإرهاب إذا لم يتم إزالة الخطاب العدوانى فوراً، الذى يحرض على العنف المنهجى». وختم الأسقف بيانه بالإعلان عن الصلاة من أجل تخليص أرض مصر المباركة من الإرهاب.

وأكد الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، فى بيان، أن الهجوم على كنيسة مارمينا يؤكد محاولات الإرهابيين تعكير احتفالات المصريين بأعياد رأس السنة وأعياد الميلاد.

وقال كريم كمال، مؤسس الاتحاد، فى بيان: إن «مثل تلك الحوادث تزيد الجميع إصراراً على الذهاب إلى الكنائس ومحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره». وأشاد بتعامل قوات الأمن الموجودة فى محيط الكنيسة مع الحادث»، لافتاً إلى ثقته فى أن مصر ستنتصر على الإرهاب بقوة ووحدة المصريين.

وأعلنت الهيئة القبطية الهولندية، إحدى منظمات أقباط المهجر، فى بيان لها، أن هذه الحوادث الإجرامية لن تُرهب الأقباط ولا الشعب المصرى، بل ستزيده إصراراً على مواصلة التصدى لمثل هذه الجرائم البشعة، مطالبة بتعقب كل خلايا الإرهاب النائمة وسرعة تقديمهم لمحاكمة عاجلة.

ودعت الهيئة الرئيس عبدالفتاح السيسى والبرلمان إلى التدخّل لإعادة تنقية المناهج التعليمية، خصوصاً المناهج التى تدعو إلى التطرف الفكرى والدينى، مطالبة الأقباط باتخاذ الحذر الكامل خلال هذه الأيام، تخوفاً من وقوع أى أعمال إرهابية.

وأرسل «السنودس الإنجيلى»، وهو أعلى هيئة دينية فى الكنيسة الإنجيلية، خطاباً إلى الكنائس الإنجيلية التابعة لها، موقعاً من القس إكرام لمعى، رئيس السنودس، والقس رفعت فتحى، سكرتير السنودس، حول برامج الكنائس الإنجيلية للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، مساء اليوم، وطالب «السنودس» بأن يتضمّن برنامج الاحتفال الصلاة من أجل ضحايا الإرهاب، وأن تقدم الكنائس القريبة من أسر الضحايا العون النفسى والأدبى والمادى، وأيضاً الصلاة من أجل مصر لكى يُعضّدها الرب فى هذه الحرب الشرسة ضد دعاة الظلام.

ووجّه «السنودس» الكنائس بأن تنتهى برامج الاحتفال فى جميع الكنائس فى التاسعة مساءً، على أن تغلق الكنائس أبوابها فى العاشرة مساءً من أجل إتاحة الفرصة لرجال الأمن لتكثيف تأمينهم للمنشآت الحيوية الأخرى فى البلاد، مشيراً إلى أن تلك التعليمات تأتى نظراً للظروف التى تمر بها مصر ومحاولة الإرهاب الأسود أن يدمّر إرادتها من خلال زعزعة الأمن.


مواضيع متعلقة