خالد علم الدين لـ«الوطن»:تحالف «فلولى - عسكرى - علمانى» يحاول اقتلاع التيار الإسلامى كله

كتب: سعيد حجازى

 خالد علم الدين لـ«الوطن»:تحالف «فلولى - عسكرى - علمانى» يحاول اقتلاع التيار الإسلامى كله

خالد علم الدين لـ«الوطن»:تحالف «فلولى - عسكرى - علمانى» يحاول اقتلاع التيار الإسلامى كله

قال الدكتور خالد علم الدين، المستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسى، والقيادى السلفى، إنه قدم استقالته من حزب النور لسوء الوضع فى الدولة، مشيرا إلى وجود اتصالات مستمرة معه لإقناعه بالعودة، إلا أنه يرى تحالفا فلوليا - عسكريا إلى جانب جبهة الإنقاذ يحاول اقتلاع التيار الإسلامى كله.[FirstQuote] وأضاف «علم الدين»، فى حواره مع «الوطن»، أن الشعب المصرى لم يثُر على الإخوان بسبب الشريعة الإسلامية وأن نزع هويته الإسلامية ومحاولة علمنة الدولة من خلال لجنة معينة لن يجديا وسيكون للشعب المصرى الكلمة برفض هذا الدستور، قائلا: «التعديلات الخاصة بتلك المواد فى الدستور تجرد مصر من هويتها الإسلامية»، داعيا المصريين إلى رفضها، مشيرا إلى أنه سيقود حملات «لا» للتعديلات الدستورية المقترحة من خلال مؤتمرات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعى. * ما سبب استقالتكم من الحزب؟ - فى البداية، أؤكد أننى أتفق مع الحزب فى كثير من المواقف والسياسات، إلا أننى أختلف معه فى بعض المواقف والرؤى وقدمت استقالتى، وأعلنت تجميد عضويتى فيه لحين البت فى قبول الاستقالة حتى لا يتسبب إعلانى عن مواقفى ورؤيتى فى الوقت الحاضر فى أى حرج للحزب أو قياداته، خصوصا فى تلك المرحلة بالغة الحساسية من تاريخ الوطن. وأؤكد أننى أكن بالغ الاحترام والتقدير لقيادات الحزب وجميع أعضائه وأحسن الظن بهم وباجتهاداتهم ورؤاهم التى أعتقد أنهم لا يتوانون فيها من وجهة نظرهم على تقديم المصلحة الشرعية الوطنية والدعوية على مصالحهم الشخصية والحزبية. * علمنا أن هناك أسبابا أخرى للاستقالة، منها: رفض الوضع الحالى.. ما صحة ذلك؟ - اختلفت مع «النور» ولا أتحدث باسمه، ولا أريد أن أحمّل «النور» آرائى؛ لأنى أرى أن موقفنا أصبح سيئا، فنحن نعود للوراء وثورة 25 يناير تُلغى تماماً ويوضع مكانها نظام جديد يشبه نظام ما قبل 25 يناير مع تغيير الأشخاص؛ فالقصة كلها، مع كل تقديرى لحزب النور، أننى أختلف فى بعض الرؤى، وأرفض بعض المواقف؛ فهم يرون أموراً لا أراها ولديهم وعود ويرون أن الحياة يمكن أن تسير، أما أنا فأرى أن الدنيا مظلمة فى كل مكان والاعتقالات العشوائية تعود وحقوق الإنسان تُهدر، ولا يقدر أحد على أخذ الحق فى المحاكمة؛ ففى الدستور مثلاً يسير الأمر بمبدأ «إذا أردنا أن نضعكم كأحزاب سياسية نضعكم، وإن أردنا حذفكم كلكم نحذفكم»؛ فهم يريدون اللعب منفردين فى الملعب فرأيى أن نتركهم. * كيف ترى المشهد السياسى الآن؟ - هناك مجموعة من البشر تحاول تعقيد الأمور والوضع الحالى فى ظل انتكاس الإخوان ومحاولات «النور» لتسيير الأحداث، من أجل اقتلاع التيار الإسلامى كله، وهو تحالف من الفلول والعسكر وجبهة الإنقاذ، وأنا أحترم موقف الدكتور محمد البرادعى وخالد داوود وعبدالرحمن القرضاوى وبلال فضل، فهم يتحدثون كلمة حق، لكن كثيرا من العلمانيين تركوا مبادئهم وقيمهم ولا يتحدثون عن حقوق الإنسان، والآن إذا كان الشخص إخوانيا «يسحلوه»، كأنهم ليسوا إخوانا لنا فى المجتمع؛ فأنا مثلاً لدىّ خصومة شخصية مع الإخوان إلا أننى لا أرتضى أن ينتزع أحد من أى مصرى، سواء كان إخوانيا أو غيره، حقوقه الخاصة به.[SecondQuote] * وما حقيقة الاتصالات بينك وبين قيادات «النور» من أجل عودتك للحزب مرة أخرى؟ - حدث، وجرت اتصالات بينى وبين شريف طه، المتحدث باسم الحزب، للتعرف على الأسباب وإمكانية العدول عن الاستقالة. * لكن مصادر بـ«النور» أكدت أنكم استقلتم بسب مشاركة «النور» فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟ - قدمت استقالتى وفى انتظار البت فيها، وليتحدث من يريد بخصوص استقالتى، إلا أننى لن أفعل ولن أتحدث فى شىء قبل قبول الاستقالة، وهناك مناقشات من أجل الاستمرارية ووارد العودة إذا حدث تجاوب فى بعض الأمور أو إقناعى بموقف الحزب فى بعض الآراء. * بخصوص الدستور، ما رأيكم فى مطالب البعض بحذف مواد الشريعة؟ - الشعب المصرى لم يثُر على الإخوان بسبب الشريعة الإسلامية؛ فهو شعب محب لدينه ومرتبط به، ونزع هويته الإسلامية ومحاولة علمنة الدولة من خلال لجنة معينة لن يجديا، وسيرفض الشعب المصرى كله هذا الدستور. والتعديلات الخاصة بتلك المواد فى الدستور تجرد مصر من هويتها الإسلامية، وأرفضها وسأدعو المصريين إلى رفضها وسأقود حملات «لا» للتعديلات الدستورية المقترحة من خلال مؤتمرات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعى. وأرى أن هناك مجموعة من العلمانيين المسيطرين على زمام الأمور ويسعون لتقسيم الدولة ويرفضون هوية الدولة، والمواد «2 و4 و81 و219» خط أحمر لا يمكن المساس به، كذلك المواد الضابطة للحريات، وأخرى فى قوانين الأسرة والأحكام الشخصية ومواد المساوة التى يجب ألا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، ونرفض خروج دستور يخالف الهوية الإسلامية. * هناك اقتراحات بمراقبة الأحزاب ذات الأسس الدينية من قبل لجنة شئون الأحزاب؟ - هذا المقترح ردة على مبادئ ثورة 25 يناير وتقييد للحريات، ويعتبر هذا الأمر عودة جديدة للجنة شئون الأحزاب وإقصاء للإسلاميين عن المشهد السياسى، الأمر الذى يشمل عددا كبيرا من المصريين الذين ينتمون لأحزاب تكافح من أجل الحفاظ على هوية مصر العربية الشرقية بتاريخها وحضارتها من ناس يريدون تغيير مبادئ مصر لمبادئ مستوردة سواء رأسمالية أو علمانية أو اشتراكية. * وماذا عن مبادرات المصالحة الوطنية ولقاءات أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى للرئيس، بالقوى السياسية؟ - أثمن خطوات الحوار مع القوى السياسية واللقاءات التى يعقدها «المسلمانى»؛ فهى خطوة لإخراج مصر من دائرة العنف وأرحب بها، ونحن نبحث عن خروج آمن لمصر من الأزمات السياسية وليس خروجا آمنا لأشخاص وجماعات، وذلك لن يكون إلا بالحوار وعلى الجميع أن يظهروا ذلك فهم مقتنعون بضرورة الحوار وسبق أن نادينا كثيرا فى حزب النور بضرورة الحوار وما زلنا نطالب. * وكيف ترى دعوات البعض لإعلان الإخوان جماعة إرهابية؟ - الحديث عن تسمية تنظيم الإخوان جماعة إرهابية رسمياً تمييز عنصرى وكلام غير مسئول؛ لأن جماعة الإخوان فى النهاية جزء من الوطن، نختلف معها فى الرأى، لكن ذلك لا يعنى فصلها عنه، وإلا فغدا نسمى العلمانيين «إرهابيين» والمسيحيين «إرهابيين» وكل من يختلف معنا فى الرأى إرهابيا، وبالتالى ندخل فى مرحلة تقسيم الوطن وتخوين بعضنا البعض، وتلك التسمية بمثابة إعلان حرب عليهم، وبالتالى فإنهم سيعلنون الحرب علينا أيضا، وعندها ندخل المجتمع فى صراع يدوم سنوات طويلة، كما أنك فور أن تفعل ذلك ستحولهم لجماعة سرية لا تستطيع أن تضبطها بالقانون كما فى حالة الجماعة التى تعمل علنا، وبهذا أنت تخاطر بالوطن، وتدخل فى سيناريو الجزائر الذى كان نتيجته استمرار العنف لـ10 سنوات راح ضحيته 200 ألف مواطن جزائرى وانتهى بالمصالحة. أنا ما زلت متمسكا بالأمل فى إجراء مصالحة وطنية ولا بد من جلوس رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى وجبهة الإنقاذ وقيادات «الإخوان» فى محاولة لإيجاد مخرج لمصر كلها، وأنا على يقين أن الإخوان سيوافقون على أى مبادرة تطرح عليهم الآن حفظا لماء وجههم، لكن الأزمة أصبحت فى الدولة التى لم تعد ترى أمامها إلا الحل الأمنى الذى لن يستطيع القضاء عليهم تماما فى النهاية دون الإضرار بالوطن. * هناك عنف يحدث فى الشارع من قبل بعض المنتمين للتيار الإسلامى. - أرفض أى عنف يمارَس من جانب الإخوان أو أى فصيل آخر، والإخوان أكدوا أنهم ملتزمون بالسلمية وأن من يرتكب العنف هم إسلاميون متشددون أو أفراد، لكنى ضد الحل الأمنى كليا وبما أنه بدأ فلا بد من السعى لحل سلمى فى إطاره لأنه خطر على الدولة.