د. نصر فريد واصل لـ "الوطن": التيارات الدينية ظلمت الإسلام و99% من أصحاب الأفكار المتشددة من خارج الأزهر

كتب: وائل فايز

د. نصر فريد واصل لـ "الوطن": التيارات الدينية ظلمت الإسلام و99% من أصحاب الأفكار المتشددة من خارج الأزهر

د. نصر فريد واصل لـ "الوطن": التيارات الدينية ظلمت الإسلام و99% من أصحاب الأفكار المتشددة من خارج الأزهر

أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق، أن ختان الإناث مسألة شخصية وليست دينية، ولفت فى حوار مع «الوطن»، إلى أن أكثر من 80% من الفتيات لا يحتجن إلى الختان، ووصف من ينادون به بأنهم «جاهلون بأمور الدين»، وقال إن بعض التيارات الدينية «ظلمت» الإسلام لأنها دخلت فى صراع وتشدد، وطالب بضرورة استعادة الأزهر لمكانته للابتعاد عن الأفكار المتشددة. * أثير مؤخراً موضوع ختان الإناث بعد تقديم مشروع قانون بالبرلمان المنحل يرفض تجريمه؟ - إثارة قضية الختان جهل، ومن ينادون به لا يفهمون ولا يقرأون فى الدين؛ لأن الختان مسألة شخصية وليست دينية، والمفترض أن هذه العملية لا تجرى إلا بعد بلوغ الأنثى وبمعرفة المختصين فى أمراض الذكورة والأنوثة من الأطباء الكبار، أما الختان كما يحدث فى بلادنا فى مرحلة الصغر للفتيات قبل بلوغهن، فهو أمر غير صحيح؛ لأنه لا يظهر أى بروز أو زوائد، ومن ثم يجرى قطع جزء من الرحم وهذا لا يجوز إطلاقاً، بل يُعد جريمة؛ لأنها ربما تؤدى للوفاة أو البرود الجنسى فيما بعد، مما يؤدى إلى عدم التوافق أو التنافر بين الزوجين، وتعدد الزوجات واحتمالات الطلاق، والرسول عليه الصلاة والسلام، قال لأم عطية: «أشمى ولا تنهكى»، بمعنى ألا تأخذى من العضو شيئاً، وإنما أى بروز أو زوائد عن العضو تزال فقط. * ما العلاج لتلك القضية؟ - الأمر لا يحتاج لإصدار قوانين، وإنما لا بد من شفاء الجهل بمعرفة أحكام الشرع والدين، فهناك أكثر من 80% من فتيات مصر لا يحتجن إلى ختان، وفق رأى أهل العلم والاختصاص، ويجب تدريس الختان فى كليات الطب؛ لأن شباب الأطباء غير ملمين بهذا الموضوع، ومن ثم يجرون مثل هذه العمليات للأطفال دون علم حقيقى، وأيضاً بعض علماء الشرع للأسف لا يعرفون حدود مسألة الختان؛ لأنها موجودة فى كتب الشرع والفقه، بشكل مقتضب. * هناك مشكلة حول حضانة الطفل، هل الأزهر الشريف ينوى طرحه على مجمع البحوث مرة أخرى؟ - حضانة الطفل تثار من حين لآخر، وسن الحضانة للولد وفق القانون الحالى 15 سنة، والبنت 19 عاما، وعموماً مازالت هناك مشاورات حول هذا الموضوع ولم يغلق بشكل نهائى وجائز النظر فيه فى أى وقت. * هناك من ينادون بدولة دينية، فهل الإسلام يعرف هذه الدولة؟ - الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، إنما دولته مدنية، ولا يوجد حاكم فى دولة إسلامية يمنع الصلاة أو الزواج أو يبيح العلاقات الجنسية، وإذا صار صالحاً أعانه الشعب وأن فسد عزلوه. * هناك اعتراض من التيارات السلفية على أن «الشعب مصدر السلطات»؟ - القول بأن الشعب مصدر السلطات، أعتبره تعبيرا مزاجيا؛ لأن الله تعالى هو مصدر السلطات، والدستور ينص على أن الشريعة مصدر رئيسى للتشريع، ومن ثم يصبح الله سبحانه وتعالى مصدر السلطات، وهذا هو الصحيح ما دام الدستور لا يخرج عن الشريعة، أما من يتهم القائلين: «الشعب هو مصدر السلطات» بأنهم كفرة فهو مخطئ؛ لأن الشعب يضع الدستور متضمناً المادة الثانية كما فى الدستور السابق وكل مواده لا تخالف شرع الله. * هل التيارات الدينية أوقعت ظلماً على الإسلام؟ - نعم، ظلموا الإسلام؛ لأنهم دخلوا فى صراع وتشدد، ووصل الحال بالبعض إلى تكفير الآخرين، وذلك يعود لغياب الثقافة الدينية علاوة على تهميش مادة الدين فى التربية والتعليم مما أدى لتلقى البعض علومهم الدينية عن طريق الحفظ والتلقين على يد غير متخصصين، و99% من أصحاب الأفكار المتشددة من خارج الأزهر، ومن هنا يجب التركيز على تعليم الدين للنشء من المراحل الأساسية وحتى الجامعة. * وأين دور الأزهر الشريف؟ - الأزهر تأثر سلبياً مثل باقى مؤسسات الدولة بفضل الظروف والمتغيرات والميزانية الضعيفة، ومن هنا نحن ننادى بعودة الأزهر لدوره وريادته ويجب الابتعاد عنه وعدم التدخل فى شئونه، ويصبح مستقلا بشكل كامل من النواحى الإدارية والمالية، ويكون شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء على رأس المؤسسة الدينية، وهذا يتطلب تدعيم الأزهر وإعادة أوقافه إليه.