خبراء: «أردوغان» يلعب بالنار بعد حصول تركيا على حق إدارة جزيرة «سواكن» السودانية
![«أردوغان» خلال زيارته للسودان وبجواره «البشير»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7752616221514319788.jpg)
«أردوغان» خلال زيارته للسودان وبجواره «البشير»
أكد خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن استحواذ تركيا على جزيرة «سواكن» السودانية يمثل تهديداً غير مباشر للأمن القومى المصرى، ولن يكون له تأثير مباشر، لأننا لسنا فى حالة حرب معها، ولكنْ هناك رفض ومعارضة لسياساتها تجاهنا، وتجاه المنطقة فقط.
وقال اللواء مهندس أركان حرب عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا: إن «تركيا تلعب بالنار»، مشيراً إلى أن أى وجود تركى فى دوائر الأمن القومى المصرى يعتبر تهديداً لنا، سواء كان «مباشراً»، أو «غير مباشر»، وأضاف «العمدة» أن هناك اتجاهاً لـ«جر مصر» إلى موقف عدائى مع دولة شقيقة نعتز بعلاقتنا الممتدة والراسخة معها مثل السودان، مضيفاً أن السودان لها حرية التصرف فى أراضيها، ولكنها حرية مشروطة بألا تمثل تهديداً للأمن القومى والمصالح المصرية وتتوافق مع مبدأ «أنت حر ما لم تضر».
«العمدة»: محاولة لـ«جر مصر» إلى عداء السودان.. و«الحلبى»: تهديد غير مباشر للأمن القومى.. و«الشهاوى»: مكايدة سياسية
وفسّر «العمدة» حرص «تركيا» على الوجود فى هذه «الجزيرة» بقوله: إن حلم الخلافة العثمانية ما زال يراود «أردوغان»، وهناك علامات استفهام على سبب حصولهم على هذه الجزيرة فى الوقت الراهن، لأن نظرتهم لها غير واضحة، لكنها قد تكون ضمن تنفيذ أجندات خاصة بمؤامرة ضد مصر.
وأضاف اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى، مستشار كلية الدفاع الوطنى، أن وجود تركيا فى السودان يمثل تهديداً غير مباشر للأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحد يعرف المقابل الذى يعود على السودان جراء منح حق إدارة الجزيرة لتركيا.
وأكد «الحلبى» أنه لا يوجد تأثير على مصر من إدارة تركيا للجزيرة، لأننا لسنا فى حالة حرب معها، ولكن حالة من عدم التوافق تجاه سياساتها فى المنطقة، واحتضانها للعناصر الإرهابية. من جانبه، يرى اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، أن رغبة تركيا فى الحصول على جزيرة «سواكن» تدخل فى إطار «المكايدة السياسية» مع مصر.
وتاريخياً استخدمت الدولة العثمانية جزيرة «سواكن» مركزاً لبحريتها فى البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثمانى لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامَى 1821 و1885. وقال «أردوغان»، خلال حديثه فى ختام ملتقى اقتصادى بين رجال أعمال سودانيين وأتراك فى اليوم الثانى لزيارته إلى السودان أولى محطات جولته الأفريقية التى بدأت الأحد: «طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال نعم»، مضيفاً أن «هناك ملحقاً لن أتحدث عنه الآن». وزار «أردوغان» برفقة نظيره السودانى عمر البشير «سواكن»، حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» مشروعاً لترميم الآثار العثمانية، وتفقد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك ومسجدى الحنفى والشافعى التاريخيين فى الجزيرة.
وأضاف «أردوغان» أن «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة فى السعودية سيأتون إلى سواكن ومنها سيذهبون إلى العمرة فى سياحة مبرمجة»، مشيراً إلى توقيع اتفاقية للصناعات الدفاعية دون أن يقدم أية تفاصيل حولها.
من ناحية أخرى، وقّع رجال أعمال أتراك وسودانيون عدة اتفاقيات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، تبلغ قيمة 9 اتفاقيات منها 650 مليون دولار.
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية السفير صلاح حليمة، لـ«الوطن»: إن «العلاقات بين تركيا والسودان قوية، ووجود تركيا وإدارتها لجزيرة سواكن يأتى فى إطار الأمن فى منطقة البحر الأحمر».