«الوطن» مع أسرة «بسطويسى»: شهيد بدرجة أديب ورسام ودبلوماسى.. وشقيقه: «سيد» تنبأ بثغرة الدفرسوار

«الوطن» مع أسرة «بسطويسى»: شهيد بدرجة أديب ورسام ودبلوماسى.. وشقيقه: «سيد» تنبأ بثغرة الدفرسوار
- أى باد
- إسرائيل ت
- الأخ الأكبر
- الأراضى الزراعية
- الأمين العام
- الاحتلال الإسرائيلى
- الاستعمار الغربى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- آخر العنقود
- آلى
- أى باد
- إسرائيل ت
- الأخ الأكبر
- الأراضى الزراعية
- الأمين العام
- الاحتلال الإسرائيلى
- الاستعمار الغربى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- آخر العنقود
- آلى
شارع هادئ تتراص فيه المنازل بطرازها المعمارى القديم، فى مواجهة نهر النيل، بمنطقة «الملك الصالح» بالقاهرة، وفى منزل يرتفع طول الطابق الواحد به لأكثر من ثلاثة أمتار، توجد شقة بالدور الثالث يمتلكها «نبيل بسطويسى»، أخو الشهيد، حافظ على شكلها منذ عشرات السنين، بدءاً من الباب «ذى الضلفتين» مروراً بـ«الأنتريه المُدهب»، انتهاء بـ«لمبة الجاز» التى وضع أكثر من واحدة منها فى الغرفة التى التقينا بها، حيث حدثنا عن قصة حياة الشهيد «سيد بسطويسى».
إلا أن «نبيل» أكد أن القصة لن تكتمل إلا بدخول ما سماها «غرفة الذكريات» بالمحلة الكبرى، فى منزل شقيقه «حمدى بسطويسى»، حيث يحتفظ فيها ببعض متعلقات والدتهم التى توفيت عام 1954، وشقيقهم «سيد»، شهيد أكتوبر، الذى ترك «مكتبة» من ضمنها 7 كشاكيل مذكرات سجلت حياته بكل تفاصيلها، بالإضافة لمسرحيتين كتبهما، والعديد من الكتب فى جميع المجالات، خاصة الأدب.
استغرق الطريق إلى مدينة «المحلة الكبرى»، بمحافظة الغربية، قرابة الـ3 ساعات، برفقة الرجل السبعينى، «نبيل بسطويسى»، وفى أحد الشوارع التى اختلطت البناءات الحديثة فيها بالأراضى الزراعية كان منزل «حمدى بسطويسى»، وأسرته، المكون من 3 أدوار، حيث كانت «غرفة الذكريات» بالطابق الثالث، وكانت جدرانها مزدانة بلوحات مرسومة بالقلم الرصاص والفحم بريشة الشهيد.
«مفيش حد يقدر ييجى ناحية الأوضة دى إلا بإذن بابا».. بهذه الكلمات قاطعتنا «هبة حمدى بسطويسى»، معلمة الحاسب الآلى، وابنة شقيق الشهيد التى عملت على ترتيب المكتبة والمذكرات، مضيفة: «أنا عشت حياة عمى سيد تقريباً من خلال مذكراته، كان بيكتب وبيرسم وبيألف مسرحيات، رغم إنه استشهد وهو فى عمر الـ25».
{long_qoute_1}
من هو «سيد بسطويسى»؟
«سيد ابن النكسة الكبرى.. كان بيسمى نفسه كده، علشان هو مواليد 1948 (السنة التى حدثت فيها حرب فلسطين)، وكان بيعتبر الحرب دى النكسة الكبرى، أما النكسة الأخرى فكانت حرب 1967».. بهذه الكلمات بدأ نبيل بسطويسى سرد قصة شقيقه سيد، مؤكداً أنه تفوق فى دراسته، حيث إنه تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1969، وكان تلميذاً فى الكلية للدبلوماسى المخضرم بطرس بطرس غالى، الأمين العام السادس للأمم المتحدة، قبل أن يتم تجنيده فى الجيش أثناء حرب الاستنزاف عام 1970، حتى استشهد فى 16 أكتوبر عام 1973.
عاش سيد فى 9 شارع على النجار بكفر «شلنك» فى طنطا، وتخرج فى مدرسة طنطا الأحمدية الثانوية، وحصل على الشهادة بمجموع يسمح له بالالتحاق بكلية الطب، وهو ما اقترحه والده «حسين بسطويسى»، آنذاك، إلا أن رد سيد كان «أنا بخاف من الفار.. هدخل كلية الطب؟!»، وقرر دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، ليس رغبة فى العمل دبلوماسياً، أو امتهان مجال السياسة، ولكن حتى يستطيع أن يعمل فى أحد مجالات «الثقافة»، لأنه كان يحب القراءة والكتابة والرسم، ويقول «نبيل بسطويسى»: «عندما دخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى القاهرة، كانت المدينة الجامعية فى منطقة إمبابة، وكنت أعرف مدير المدينة جيداً، ولم يكن هناك مكان شاغر فى المدينة حتى يلتحق بها سيد، فقرر مدير المدينة أن يخصص له غرفة كانت مخزناً قديماً، ووضع فيها سريراً، وأصبحت غرفة سيد، وعندما تخرج تم تعيينه فى الثقافة الجماهيرية قبل تجنيده بالقوات المسلحة».
عائلة «سيد»
تبركاً بالإمام «السيد البدوى» فى طنطا، أطلق «حسين بسطويسى»، والد الشهيد، اسم سيد على «آخر العنقود» بعد أن تم نقله من عمله بمنطقة «كفر الدوار» بمحافظة البحيرة، إلى «طنطا» بمحافظة الغربية، حيث كان يعمل فى «السكة الحديد»، كما اكتسب لقب «شيخ العرب» عندما كبر، تبركاً أيضاً بـ«شيخ العرب السيد البدوى».{left_qoute_1}
الأسرة تتكون من 4 أفراد، 3 أولاد، وبنت وحيدة، من طبقة متوسطة الحال فى طنطا، أب موظف، وأم ربة منزل، شأنها شأن باقى الأسر فى هذا التوقيت.
ويقول «نبيل»، الابن الذى يكبر 3 أخوة (حمدى، وسيد، وصفاء): «إن صفاء توفيت قبل سيد بثلاثة أشهر فقط فى يوليو 1973 بعد صراع مع مرض سرطان الدم، وكانت تعمل مُدرسة فى إحدى مدارس طنطا، بعد أن تخرجت فى كلية دار العلوم، وكانت متزوجة ولديها بنت وولد، أما حمدى فحصل على بكالوريوس هندسة وكان يعمل مهندساً فى كلية التعدين والبترول فى مدينة السويس، وتابع: «أما سيد فكان الأصغر، وتم تجنيده عام 1970 بسلاح الدفاع الجوى بالقوات المسلحة، رغم أن نظره كان ضعيفاً، وكان لا يرى بدون النظارة، وعندما كانت تنكسر نظارته كان القائد يسمح له بإجازة لأنه لا يفيد بدون عينين».
{long_qoute_2}
وعن نفسه قال الرجل السبعينى: «تعلمت فى معهد السكرتارية بطنطا، ولم أكمل تعليمى، وعملت فى البداية بوزارة الصناعة لظروف المعيشة، نظراً لأنى الأخ الأكبر لأسرة بدون الأم التى توفيت عام 1954 وتركت سيد عمره 6 سنوات، والوالد لم يتزوج، وجدتى من رعتنا وطبخت لنا منذ الصغر»، واستطرد فى حديثه عن سيد قائلاً: «كان بيحب الفن، هو اللى ضحك عليّا وجرجرنى للمسرح وخلانى أحبه، وكانت من أشهر المسرحيات اللى حضرتها معه مسرحية «آه يا ليل يا قمر لشكرى سرحان وسهير البابلى وتأليف نجيب سرور، ومقدرش أنسى عبارة على لسان شكرى سرحان وهى، ياما يا حبيبتى يا مصر طول عمرك موعودة بالطعن بالخناجر فى ضهرك من ولادك»، أما عن الأخ الأقرب إلى سيد فكان حمدى الذى يكبره بسنوات، فكان سيد دائماً «يسحبه للسينما علشان يستغله ويدخل على حسابه».
ويقول نبيل: «سيد وحمدى كانوا الأقرب لبعض، وكانوا بيلعبوا كورة شراب فى الصالة مع بعض، بابا كان مديله الصالون وسبرتاية وبن علشان يعرف يذاكر، وكان بيحب ينصب على أبوه، ويقول عايز أشترى كتاب ويجيب كتاب من عنده ويقوله الكتاب أهو، وبقول لبابا، فرد وقال أنا عارف، هو بيعمل كده علشان كان عايز فلوس.. ولما بيذاكر كان بيذاكر على اللمبة الجاز وسهراية صغيرة فى الصالون، وكانت كتبه تحت الكرسى»، وتابع نبيل: «سيد لم يتزوج، ولكن بالتأكيد كانت له حياته، ولا أنكر بعض المواقف التى علمت بها أن هناك جانباً آخر فى حياته، ولكن التجارب بالتأكيد لا أعرفها، وعن كتاباته فقد بدأ كتابة يومياته ورسوماته تزامناً مع بدء فترة الكلية، فهو رسمنى ورسم حمدى الذى كان الأقرب له، لدرجة أن حمدى كان ينيم سيد بالإكراه على ذراعه، حيث كان سيد أصغر حجماً من حمدى»، ويقول نبيل «فيه جملة قالها سيد قبل مغادرته مباشرة لا يمكن أن أنساها، وهى إنه إذا وقعت الحرب، ووقعت ثغرة أو اختراق سيكون من المنطقة التى أخدم فيها لأنها أضيق مكان فى القناة».{left_qoute_2}
بدموع حضرت مع ذكريات الماضى، وصوت اختلف قليلاً، يذكر الأخ الأكبر أن الشهيد سيد كان مهذباً بدرجة كبيرة، ولا يرفع عينيه ولا صوته وهو يتحدث معه، ولكن أيضاً كانت لديه روح الدعابة، فكان يسأل والده دائماً عن «الحصو اللى فى الرز» نظراً لأنه يجد ذلك فى الأرز بالجيش، ويكمل عم نبيل حديثه: «خدمت فى القوات المسلحة بدءاً من نوفمبر عام 1969 حتى نوفمبر عام 1974، أى خدمت 5 سنوات بما فيها الحرب، ولكنى لم أكن على الجبهة، فكانت وحدتى فى محافظة الفيوم، أنا وسيد دخلنا الجيش وماكناش عارفين هنخرج منه إمتى»، وبكلمات اختبأ وراءها الحزن، بدأ المهندس «حمدى بسطويسى» الحديث عن شقيقه الذى أظهر منذ عهده الأول نبوغه، بدءاً من المدرسة الابتدائية حتى الجامعة، قائلاً «كان متعدد المواهب، أحب الشعر والرسم كثيراً، وكان يراسل جريدة «الجمهورية» فى مرحلة الثانوية، التى نشرت له عدداً من الأشعار والآراء السياسية، كان هيبقى صلاح جاهين التانى، بيفهم فى السياسة وبيألف أشعار ومسرحيات، زيادة على كده كان بيرسم، رسمنا كلنا بالقلم الرصاص، ورسم معظم الفنانين، سعاد حسنى وفيروز ومديحة كامل وسهير رمزى وغيرهم، بس كان بيحب نجاة جداً».
مراسلات الشهيد
كان سياسياً محنكاً قبل أن يلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث أرسل فى 20 أبريل عام 1965 رسالة عبر جريدة الجمهورية إلى السير «أنتونى ناتنج» وزير الدولة البريطانى الأسبق للشئون الخارجية، رداً على مناقشة جمعت كبار كتاب ومفكرى العالم حول القضية الفلسطينية وكان «ناتنج» من بينهم، وقال سيد فيها: «لا شك أن ندوة فلسطين العالمية قد أحرزت نجاحاً كبيراً على الصعيد العالمى، ولقد تابعت باهتمام كل ما دار فى هذه الندوة من مناقشات بين كبار كتاب ومفكرى العالم حول قضية فلسطين، وأدهشنى ما جاء على لسان الوزير البريطانى الأسبق أنتونى ناتنج خلال المناقشات، ووجدت من واجبى كمواطن عربى أن أوجه له الرد التالى: «لقد قلت يا مستر ناتنج فى ندوة فلسطين العالمية: إن هناك دلائل تشير إلى أن إسرائيل تصفى نفسها بنفسها.. ومن هذه الدلائل أن اليهود الغربيين فى فلسطين بدأوا فى العودة إلى أوروبا، وأن قيام جيل جديد من اليهود الشبان يشب فى إسرائيل جعله يفكر فى نبذ الحقد والعيش فى سلام مع العرب.. ودعنى أسألك يا سيد نانتج: هل يمكن لدولة تصفى نفسها أن تعلن التعبئة العامة فى جيشها وتهدد العرب إذا نفذوا مشروعاتهم لتحويل روافد نهر الأردن؟ هل يمكن لإسرائيل -وهى تصفى نفسها- أن تستعين بالطاقة الذرية الأمريكية لتحويل المياه المالحة إلى عذبة، وأن تحاول الحصول على القنبلة الذرية؟ هل يمكن لدولة تحزم حقائبها أن تطلق نيرانها على الحدود العربية لتقول: إنى راحلة؟».
{long_qoute_3}
وتابع الشهيد فى رسالته: «أما الدليل الذى تسوقه -يا مستر ناتنج- من عودة اليهود الغربيين إلى أوروبا، فإنى أرد عليه بما قاله الصحفى الفرنسى بيير روسى (إن الذين يعودون إلى أوروبا ثانية من إسرائيل، هم عدد قليل من كبار السن).. ومن هنا نعلم السبب الذى من أجله عادوا.. وهو أن شيخوختهم لم تعد تحتمل المغامرات والتحديات التى يواجهونها داخل إسرائيل التى يهددها الخطر من كل جانب.. أما الجيل الجديد الذى تقول عنه إنه يفكر فى نبذ الحقد ليعيش فى سلام مع العرب، فهو الجيل الذى تعده إسرائيل لتحقيق حلمها من الفرات إلى النيل.. ولقد قلت أيضاً يا مستر ناتنج (إن إسرائيل أقامتها الصهيونية لتحقيق أهداف صهيونية لا لتحقيق أهداف الاستعمار الغربى أو الاستعمار الأمريكى).. وأنا أسألك: أليست الصهيونية هى المسيطرة على الغرب وعلى أمريكا؟ ألم تستخدم دول الاستعمار الغربى إسرائيل فى الهجوم على مصر عام 1956؟! ألم تعترف أنت -يا مستر ناتنج- بأن الغرض الأول من إقامة إسرائيل هو خدمة الاستعمار، عندما قلت فى ندوة فلسطين بالحرف الواحد (إن تصريح بلفور كان جزءاً من السياسة البريطانية لإيجاد قاعدة لتدافع بها عن قناة السويس)؟.. وأخيراً فإننى أستبيح لك العذر يا مستر ناتنج فى كل ما قلته عن رأيك فى قضية فلسطين.. هذا العذر الذى استباحه لك فى حينه الدكتور برهان الدجانى.. وهو أنك تعبر تعبيراً صادقاً عن السياسة التى اتبعتها بلادك بريطانيا فى فلسطين.. فقد كانت تمد العرب وتخدعهم، وتوفر لإسرائيل فى الوقت نفسه سبل البقاء.. ولكننا لن نُخدع بعد اليوم».. سعيد حسين بطويسى.. الأحمدية الثانوية بطنطا.{left_qoute_3}
مذكرات الشهيد المتمثلة فى 7 كشاكيل فى مصر، وثامنها فى إسرائيل، لم تغفل آراءه السياسية أيضاً، خاصة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء، حيث كتب بتاريخ مارس 1972: «فى أول الشهر المقبل أكون قد قضيت عاماً ونصف العام فى الخدمة العسكرية، ومنها عام كامل على جبهة القتال.. الموقف فى الأزمة ما زال معقداً، وليس هناك أى بادرة أمل ضئيل فى تسوية سياسية ما.. كل ما هنالك هو أن عامل الزمن يزيد من تعقيد الأزمة أكثر وأكثر.. إلى درجة قد يستحيل فك تلك العقدة بالوسائل السلمية أو الدبلوماسية.. الحل الوحيد.. عمل عسكرى شامل إما يؤدى إلى هزيمة تامة لإسرائيل، وبالتالى إزالتها كوجود سياسى من المنطقة، أو على العكس، عمل عسكرى يفقد العالم العربى عامة ومصر خاصة القدرة على المواجهة والقيادة فى مواجهة إسرائيل.. أما الحلول الوسط فليست سوى حقن مسكنة، ولكن المرض ما زال فى أحد أطواره الخطرة».
وأثناء دراسته الجامعية علق سيد على منع وزير الداخلية وقتها التظاهرات فى الحرم الجامعى، قائلاً: «كان من المفترض أن يكون هناك عمل منظم بدلاً من تلك الفوضى والهرجلة التى قطعاً سيستغلها الاستعمار لإيجاد ثغرة ويحاول النفاذ منها، بعد أن أثبت الشعب صلابة قوية رغم النكسة المؤلمة والهزيمة السخيفة، إن الضغط على الحكومة من الداخل والخارج سوف يؤدى إلى الانهيار التام، وهذا ليس فى صالحنا، فإن هذا هو هدف الاستعمار والصهيونية الأول.. بل قد تتدخل المخابرات الأجنبية فى إحداث فتنة وانشقاق ليتدهور الموقف وتصبح مصر على هاوية حرب أهلية فى ظروف توجد فيها القوات الإسرائيلية على ضفة القناة الشرقية، ولن يكون هذا فى صالحنا أبداً فشعور الجندى عند سماعه خبر الانشقاق بين الشعب.. هل سيحارب بقلب قوى وثابت؟.. إننا فى أحوج ما يكون إلى الوحدة للصمود فى وجه العدوان، وألا ندع الاستعمار يلعب بنا، وألا ننساق خلف عواطف هوجاء تودى بالشعب بأجمعه.. للأسف فإن هناك عدداً من المتظاهرين عندهم ضيق أفق، وليس لديهم أى نظرة واعية شاملة للموقف وأبعاده الشديدة.. هناك وسائل أخرى.. الإضراب عن الكليات وعقد المؤتمرات وإصدار البيانات.. وإرسال التلغرافات إلى مجلس الأمة ورئاسة الجمهورية».
حلم «سيد» بالعمل فى الصحافة، وفى 3 أكتوبر 1967، أصدر العدد الأول من مجلة «الإنذار» فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، برفقة صديقه «محمود»، وأعجب بها معيده «جودة عبدالرحمن»، المشرف على الصحافة فى الكلية، إلا أنه تم رفع العدد نظراً لانتقاد الطلبة لها باعتبارها مجلة ثقافية، وليس لها علاقة بالاقتصاد والعلوم السياسية، حيث أعرب الشهيد فى مذكراته عن غضبه تجاه ذلك، كون الطلبة رأوا أنفسهم أنهم «ليسوا بحاجة إلى مزيد من الثقافة».
اتضح من مذكرات الشهيد أنه لم يكن قد وقع فى الحب حتى التحاقه فى الجيش، فكتب فى إحدى صفحاته: «إنى بحاجة إلى حب امرأة تكون أقرب منها إلى أمى من أنثى، الحب والحنان شيئان كبيران أشعر بفقدانهما، خاصة مع الفراغ واليأس والإحساس بالموت»، فى الوقت الذى عبر فيه عن رأيه فى الزواج: «أنا فى حاجة إلى الحب وإلى هذه الفتاة، لكن الأسلوب هو ما أخشاه، ذلك الأسلوب الذى أعتقد أنه سيتم به تحول هذا الحب إلى ورقة رسمية، إلى زيارات ومجموعة من القوانين وورقة مأذون واحتفالات سخيفة، وتجمعات تضم النساء والرجال عواجيز وأطفالاً.. صورة تراجيكوميدية مسرفة»، هكذا دارت قصة الشهيد «سيد بسطويسى» التى تستكملها «الوطن» تباعاً.
من رسومات الشهيد
وأخرى فى منزل العائلة
شقيقا سيد يتحدثان إلى محرر «الوطن»
شقيقا سيد فى غرفة الذكريات
سيد