كشك "منبية" مصدر رزقها الوحيد مهدد بإزالته بسبب الشكاوى في كفرالشيخ

كتب: سمر عبد الرحمن

كشك "منبية" مصدر رزقها الوحيد مهدد بإزالته بسبب الشكاوى في كفرالشيخ

كشك "منبية" مصدر رزقها الوحيد مهدد بإزالته بسبب الشكاوى في كفرالشيخ

تجلس«القرفصاء» أمام كشك خشبي لا تتعدى مساحته الـ80 مترًا في 100 متر، على الطريق العام بقرية العزبة السمراء التابعة لمركز الحامول، في محافظة كفر الشيخ، مهمومة بأسرتها وأطفال ابنتها، التي تعيش معها في منزل واحد، عقب سجن زوجها في قضية مشاجرة، تُفكر فيما قد يحدث من إزالة للكشك الصغير، بعدما عانت في ترخيصه لأكثر من عام، يحاربها البعض من جيرانها لقيامها بوضعه على الطريق العام، لكنها تطلب من الله عز وجل أن يحميها ويحافظ على مصدر رزقها.

«الكشك» صغير صغير، تكسوه طبقة من الخشب، يبدو في بنائه غير منتظم، يلتف حوله أطفال صغار، يداعبون أمهم وجدتهم ويأخذون منها الحلوى، به بعض الكراتين التي تحمل «البضاعة»، عبارة عن كراتيه وحلوى وبعض مستلزمات المنزل من المكرونة والشاي والسكر، والبيبسي والسجائر، أشياء بسيطة لكنها كفيلة، أن تُنفق على أسرة وتشتري لهم دواء.

ما يقرب من ثلاثة أعوام مضت على إقامة «منبية صبحى طه» البالغة من العمر 62عاماً، والتى رسمت الحياة أخاديد القسوة على ملامحها، "لكشك العيش"، ولأن زوجها موظف بسيط فى إحدى المصالح الحكومية، ولديها ولد وبنتين تزوجت إحداهما منذ 7 أعوام إلا أن زوجها، سُجن في إحدى القضايا، لتعود نجلتها لبيتها مرة أخرى، ومعها طفلان يحتاجان لمصروفات يومية فقررت إنشاء «كشك»؛ للمساهمة فى الإنفاق على عائلتها، وحصلت على الترخيص اللازم من الوحدة المحلية، وهيئة الطرق ليتم إقامته لكنه مُهدد بالإزالة، حسبما تؤكد السيدة.

تقول«منبية»، عندما عادت لي ابنتى مرة أخرى عقب الحكم على زوجها بالسجن فقررت إنشاء كشكاً لتستطيع الإنفاق على طفليها، وظلت عاماً كامل تتردد على الجهات المعنية للحصول على ترخيص حتى لا يطاردها أحد وبالفعل حصلت على ترخيص بأحقيتها إقامة «الكشك»، واختارت الوحدة المحلية، وضعه على الطريق العام أمام منزلها ومن وقتها أنا أبيع فيه الأشياء البسيطة؛ لأحصل على بضع جنيهات يوميا للمساهمة في الانفاق على أسرتي وطفلا نجلتي، لكني لم أسلم من الشكاوى والمطاردات، حيث قدمت إحدى جيراني بالشكوى، في طالبة إزالة الكشك، وأصدر مجلس المدينة قرارا بإزالته رغم حصولي على ترخيص، وأخدوا نجلتي عندما اعترضت، إلى مركز الشرطة لتمكث فيه يومين، وبعدها تخرج واستكمل وقفتي في الكشك.

تضيف السيدة الستينية: «بعض الناس عاوزين يهدمولي الكشك بحجة، إنه على الطريق العام، رغم أنه لم يتسبب في إعاقة المرور، منهم لله دعواتي تسابق السماء، على من يريد هدمه وإلى من يقف بجواري، الوحدة المحلية، عملت اللازم بعد الترخيص، لكن أنا خايفة الكشك يتشال، وهو بيصرف على ولادي وولاد بنتي».

لاتتمنى تلك السيدة سوى حمايتها من الجهات المعنية، وعدم إزالة الكشك، بقف طول اليوم فيه علشان أقدر أساهم، في مصاريف ولادي، معندناش أرض ولا أي حاجة سوى، دخل زوجي البسيط، ونجلي مريض يحتاج لعلاج من وقت لآخر وأطفال بنتي في رقبتي».


مواضيع متعلقة