الكنائس الكاثوليكية والأسقفية تحتفل بعيد الميلاد اليوم.. والقداسات تحت الحماية الأمنية المشددة

الكنائس الكاثوليكية والأسقفية تحتفل بعيد الميلاد اليوم.. والقداسات تحت الحماية الأمنية المشددة

الكنائس الكاثوليكية والأسقفية تحتفل بعيد الميلاد اليوم.. والقداسات تحت الحماية الأمنية المشددة

تحتفل الكنائس الكاثوليكية والأسقفية والروم الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد، غداً، وفقاً للتقويم الغربى، وتقيم قداسات العيد، مساء اليوم، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة وممثلين عن الرئيس عبدالفتاح السيسى وشيخ الأزهر ورئيس الوزراء، وسط حراسة أمنية مشددة خشية وقوع أعمال إرهابية.

ويترأس، مساء اليوم، كل من الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، قداس العيد بكنيسة العذراء بمدينة نصر، والمطران الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى، القداس فى كاتدرائية القديسين بالزمالك.

{long_qoute_1}

ويترأس غداً البابا ثيؤدوروس الثانى، بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وعموم أفريقيا، قداس العيد بكاتدرائية القديس نقولاوس بوسط القاهرة، والبابا أغريغوريوس الثالث، بطريرك الروم الكاثوليك، هذا القداس بمقر البطريركية بالظاهر، والمطران كريكور أوغسطينوس كوسا، مطران الأرمن الكاثوليك، القداس بكاتدرائية البطريركية بوسط القاهرة.

ورفعت وزارة الداخلية درجة الاستعداد القصوى لتأمين الكنائس خلال فترة الاحتفالات، ونسقت مع هذه الكنائس فى إجراءات التأمين، حيث ستتولى الكشافة الكنسية تأمين الاحتفالات من الداخل، وتتولى الوزارة تأمينها من الخارج، وبدأت أجهزة الأمن إقامة حرم آمن حول كل كنيسة، وإزالة كافة المخالفات فى محيطها بالتنسيق مع الأحياء، ومنعت وقوف السيارات أمامها، ونشرت البوابات الإلكترونية على أبوابها، وكثفت الحملات التفتيشية والمرورية ومنعت دخول غير المسيحيين، وتم التأكد من فاعلية كاميرات المراقبة والتنبيه بالتأكد من بطاقات الهوية ووشم الصليب للمصلين، ومنع دخول الألعاب النارية أو حملها، وعدم تجمع الأقباط أمام الكنائس عقب القداسات والانصراف لمنازلهم.

وحصلت «الوطن» على كلمات رؤساء الطوائف الكاثوليكية والأسقفية التى ستلقى مساء اليوم، خلال قداسات عيد الميلاد، وتدور حول عروبة القدس، والترحم على الشهداء الذين يسقطون جراء الأعمال الإرهابية لقوى الشر، والصلاة من أجل مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى.

وتحمل كلمة الأنبا إبراهيم إسحق عنوان: «ميلاد المسيح هو الفرح والخلاص للبشر»، ويقول فيها إننا نعيش حالياً فى عالم تسوده الحروب فى كل مكان، وإن البشرية تعانى من الكراهية والانقسام بين شعوبها، بين قوى وضعيف، وسيد وعبد، وغنى يمتلك كل شىء وأغلبية ساحقة تئن من الجوع والفقر. ويختتم كلمته بالصلاة من أجل مصر وأن يحفظها من كل سوء ومن شر الإرهاب، والصلاة أيضاً من أجل الرئيس، ومن أجل القوات المسلحة ورجال الشرطة، قائلاً: «ونصلى من أجل كل أبناء مصر المخلصين وكل شرفاء هذا الوطن الذى لا ننسى شهداءه فهم إكليل مجد للحاضر والمستقبل».

{long_qoute_2}

وتحمل كلمة الدكتور منير حنا عنوان: «ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل»، ويستهلها بالصلاة من أجل أسر الشهداء الذين فقدوا أحباءهم بسبب الهجمات الإرهابية الغادرة، ويقول: «نتذكر إخوتنا الفلسطينيين ونصلى من أجلهم حتى يحصلوا على حقهم المشروع فى العيش فى وطن مستقل عاصمته القدس الشرقية، ونحن نتضرع إلى الله القدير أن يوقف معاناة شعوب فلسطين واليمن وسوريا». وتابع «حنا»: «إن شعب إسرائيل كان يعيش ظلمة الشر قبل مجىء المسيح، حيث تمردوا على الله وعبدوا آلهة أخرى، وإنه رغم مجىء المسيح إليهم لم يدركوه».

ويتحدث مطران الأرمن الكاثوليك عن السلام، مشيراً إلى أنه يعنى عدم استمرار الضعيف فى الخضوع والعبودية تحت سلطة القوى، بل على القوى الذى بيده كل شىء أن يعتنى ويهتم بالضعيف والفقير، وهو الذى يجب أن يزهد بما ليس له ويرده لمن جرّده منه. وأضاف: «الله محبّة، وليس إلهاً ظالماً يفرضه بعض المؤمنين على غيرهم وهم يَدّعون أنهم مؤمنون ويفرضون إرادتهم لا إرادة الله على غيرهم، ويلجأون إلى العنف بسم الله، والقتل والقساوة والخراب لا تبرّره أى ديانة سماوية، والتطرّف فى كل ديانةٍ ومجتمعٍ هو رغبة الاستيلاء والسيطرة وإلغاء الآخر».

وتابع المطران: «على القيادات الدينية اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة مسئوليّة، ولها دور كبير وفعّال فى توجيه المؤمنين وتثبيتهم فى عبادة الله، وفى الوقت نفسه تعلّمهم طرق المغفرة المصالحة، والحوار والتعاون مع كل إنسان»، مطالباً المسيحيين بعدم الهروب من وجه الصعاب وأن يحملوا هموم أوطانهم ويقبلوا بالتضحيات لحل صعوبات الحياة.

ويختتم المطران كلمته قائلاً إن رسالة الكنيسة هى الحفاظ على مصر الكنانة التى زارتها العائلة المقدّسة حاملة إليها السلام، معلناً الصلاة من أجل السلام فى العالم، ومن أجل المتألمين والمرضى والمشرّدين واللاجئين، ومن أجل الشهداء الأبرار الذين سقطوا ليسقوا بدمائهم الذكية أرض الوطن ليطهّروه من الأعداء والإرهاب لينعم أبناؤه بالحرية والكرامة.

وشهدت المحافظات إجراءات أمنية مكثفة فى محيط الكنائس لتأمين الاحتفالات، شملت انتشار الآلاف من رجال الشرطة والأكمنة الثابتة والمتحركة، والاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة للكشف عن أى متفجرات، ورفعت مديرية أمن أسيوط حالة الاستنفار لتأمين كافة المنشآت الحيوية والحكومية والكنائس ودور العبادة، وعقد مدير الأمن، اللواء جمال شكر، سلسلة اجتماعات متتالية مع عدد من مساعديه وقيادات المديرية لمراجعة خطة التأمين.

وفى كفر الشيخ، أكد مدير الأمن، اللواء أحمد الأنصارى، أن المديرية استعدت لتأمين الاحتفالات بخطة محكمة، وتم إلغاء جميع الإجازات للضباط والأفراد. وكثفت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر من وجودها بمحيط الكنائس والأديرة، ودفعت بقوات إضافية لتأمين الكنائس. وفى الفيوم، شدد مدير الأمن، اللواء خالد شلبى، على أفراد التمركزات وخدمات تأمين الكنائس بحسن معاملة المواطنين، وذلك خلال جولة تفقدية على مواقع هذه الخدمات.

من جهة أخرى، أصدرت مطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس بياناً، أمس، حول أحداث قرية كفر الواصلين، ذكرت فيه أن كنيسة الأمير تادرس بالقرية تعرضت للاعتداء من قبَل مئات الأشخاص، الذين تجمهروا أمام المبنى بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات عدائية، مطالبين بهدم الكنيسة، ثم قاموا باقتحام المكان، وتدمير محتوياته، بعد أن تعدوا على المسيحيين، وقامت قوات الأمن بتفريق المعتدين، وتأمين المنطقة، وتم نقل المصابين لمستشفى أطفيح. وذكرت أن المكان تقام به الصلوات منذ ما يقرب من 15 عاماً، وتقدمت المطرانية رسمياً لتقنين وضعه ككنيسة.


مواضيع متعلقة