من أرشيف الصحافة| ليلى مراد تشرف بنفسها على طباعة غلاف مجلة الكواكب

كتب: صفية النجار

من أرشيف الصحافة| ليلى مراد تشرف بنفسها على طباعة غلاف مجلة الكواكب

من أرشيف الصحافة| ليلى مراد تشرف بنفسها على طباعة غلاف مجلة الكواكب

صوت عذب جميل شبيه باللؤلؤ سمعه المصريون والعالم العربي لأول مرة فوصفوه بالملائكي، فهو الصوت الذي يحول الجمادات إلى بشر ويحول البشر إلى مخلوقات نورانية تشع صفاءا، هو صوت الفنانة ليلى مراد صاحبة روائع الأفلام الرومانسية في السينما العربية.

كانت ليلى مراد فنانة مثقفة تتابع الصحافة وتهتم بما ينشر عنها من أخبار، وذات يوم وبالتحديد في شهر إبريل عام 1949 فجأت عمال مطابع دار الهلال بدخولها إليهم في أثناء طبع غلاف مجلة الكواكب، وشاءت الأقدار أن تشرف ليلى مراد بنفسها على طباعة العدد، وقد أمسكت نسخة من الأوراق المطبوعة فالتقط لها أحد المصورين صورة وهي تمعن النظر في الورقة المطبوعة فبدت وكأنها تقول "هل نجحت في عمل الطباعة"، وذلك حسبما ذكرت مجلة "الكواكب" في عددها الثالث الصادر عام 1949.     

قال عنها خيرى شلبي إن صوت ليلى مراد محيط كحضن الأم هطال كمطر الشتاء فواح كالياسمين بواح كوتر الرباب، متهدج كصوت الناي ناعم كقوس الكمان مرن معطاء كفتلة القطن طويل التيلة، كل هذا ينبع من نفس صافية ذات محتوى موسيقي صرف، ولما لا فوالدها زكلي مراد موسيقى ومطرب من أساطير عصره، وأخوها منير مراد أحد كبار الملحنين الذين أحدثوا تغييرا في اللحن وأمها حسنة الصوت ذواقة الحس بحكم وجودها وسط العائلة الفنية، وذلك بحسب مقال صحفي نشر في صحيفة المصور عام 1999.

كانت ليلى مراد بموهبتها الفطرية نجمة من الماس تزين صدر الغناء في مصر، ورغم شهرة والدها في الطرب والتلحين إلا أنها لم تجرأ على تقديم نفسها للساحة الغنائية، وعندما كان يصحبها والدها معه في الحفلات كانت تغني على استحياء شديد، ولولا أن محمد عبد الوهاب تحمس لصوتها وأخذ على نفسه مهمة تقديمها للغناء والتمثيل أمامه في أحد أفلامه ما كان لها أن تتقدم لتفرض نفسها.

ورغم أن الكثيرين من الملحنين الكبار اتفقوا على صوتها ولحنوا لها أجمل الأغاني التي ما تزال محفورة في أذهان الصغير قبل الكبير إلى وقتنا هذا مثل أغنية "يا طيب القلب"، "يا ساكنى مطروح"، "أسال علي"، "كلمنى يا قمر"، وغيرهم إلا أنه حالفها سوء الحظ في الفترة الأخيرة من عمرها حيث حُكم عليها من قوى شيطانية مجهولة أن تحرم من ممارسة فنها، لتسمي هذه الفترة من حياتها "بالفترة التعيسة".

لجأت إلى الشكوى إلى كل الجهات المعنية مطالبة بالعودة إلى عرشها الغنائي التى ابتعدت عنه فترة إجبارية تمارس فيها دور الأم كحق طبيعي ولكن لا حياة لمن تنادي، وفي عام 1987 امتلاءت الصحف بعناوين أخبار عودة ليلى مراد للغناء مرة أخرى في الإذاعة المصرية.

 

 

 

        


مواضيع متعلقة