تفاصيل أزمة "القدس" من اليوم الأول حتى قرار الأمم المتحدة

كتب: سمر صالح

تفاصيل أزمة "القدس" من اليوم الأول حتى قرار الأمم المتحدة

تفاصيل أزمة "القدس" من اليوم الأول حتى قرار الأمم المتحدة

في السادس من ديسمبر الجاري، اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكد أن وزارة الخارجية الأمريكية ستبدأ عملية بناء سفارة أمريكية جديدة فى القدس، القرار الذي وصفه بنيامين نتنياهو بأنه "حدث تاريخي" يعكس التزام ترامب بتعهداته، مطالبا بقية دول العالم بالاقتداء بأمريكا ونقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

- أبرز المواقف الدولية من القرار

القرار الأمريكي الذي مضى على اتخاذه نحو أسبوعين كاملين، رفضته الدول العربية وغالبية قادة العالم الأوروبي من بينهم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، ومنذ ذلك الحين تطور المشهد كثيرًا على مختلف الأصعدة العربية والدولية.

وفي اليوم التالي للقرار، عقد مجلس الأمن اجتماعًا طارئا في 7 ديسمبر أدان خلاله 14 عضوًا من أصل 15 قرار ترامب، وقال مجلس الأمن إن قرار الاعتراف بالقدس يعد انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، إلا أنه لم يتمكن من إصدار بيان دون موافقة الولايات المتحدة.

وأكدت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أن جميع حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد متحدة حول قضية القدس، وأكدت التزامها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه ناشد البابا فرانسيس، بقوة الجميع باحترام الوضع الراهن للمدينة بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

- جامعة الدول العربية

أعلن مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، رفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، واعتبر القرار باطلًا وخرقًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكدًا أنه لا أثر قانوني لهذا القرار الذي يفجر موجة غضب، ويهدد الاستقرار في المنطقة.

- مواقف بعض الدول العربية

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل إعلانًا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة دورها الذي كانت تلعبه خلال العقود السابقة في رعاية عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف "عباس"، أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يدمر أي فرصة في حل الدولتين.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي، رفضَ مصر لقرار ترامب، بينما أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب، أنه لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس ستفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق.

وأكد ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيشكل استفزازًا صارخا للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

وحذّر الملك سلمان بن عبد العزيز، من أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام، وسيزيد التوتر في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وأعلن الديوان الملكي في الأردن، أن الملك عبدالله الثاني أبلغ ترامب، أن هذا القرار سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف عملية السلام.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن عملية السلام ستتعثر جراء قرار ترامب، فيما وصف وزير الخارجية القطري خطوة ترامب بأنها بمثابة الحكم بالإعدام على مساعي السلام.

فيما أكدت الخارجية الأمريكية، أن الوضع النهائي في القدس تحدده المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت، إن "الرئيس دونالد ترامب ملتزم بعملية السلام ولم يتغير ذلك".

وفي يوم الإثنين الماضي، الموافق 18 من ديسمبر، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي،  وأيد جميع أعضاء المجلس الأربعة عشر الآخرين مشروع القرار.

وقالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، إن بلادها استخدمت الفيتو دفاعا عن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ودورها في عملية السلام.

وبناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن قرار الرئيس الأمريكي، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة خاصة طارئة أمس الخميس، للتصويت على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان ترامب، بعدما استخدمت الولايات المتحدة  حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار فى مجلس الأمن يوم الإثنين.

وجاءت النتيجة هزيمة دبلوماسية كبيرة للولايات المتحدة، بعدما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد 128 دولة، قرارا يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، رغم التهديدات الأمريكية قبل وخلال الجلسة الطارئة.

فيما صوتت 9 دول ضده وامتنعت 35 دولة عن التصويت ولم تدل 21 دولة بصوتها.

وفي مستهل الجلسة، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن القرار الأمريكي لن يؤثر على وضع القدس وإنما يؤثر على وضع الولايات المتحدة كوسيط للسلام.

فيما رفضت إسرائيل تصويت الأمم المتحدة بشأن القدس، وقال مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، في بيان عقب التصويت، "ترفض إسرائيل قرار الأمم المتحدة، وهي في الوقت نفسه راضية بشأن العدد الكبير من الدول التي لم تصوت لصالحه".

وأشاد الأزهر الشريف بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا أن أي قرارات أو إجراءات يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تكوينها الديموجرافي ليس لها أثر قانوني.

 


مواضيع متعلقة