فلسطين تطرح مشروع القرار حول «القدس» أمام الأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن فى اعتماده

فلسطين تطرح مشروع القرار حول «القدس» أمام الأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن فى اعتماده

فلسطين تطرح مشروع القرار حول «القدس» أمام الأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن فى اعتماده

قال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، أمس، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتمعت للتصويت على مشروع قرار يتعلق بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير، ولم تصدر نتيجة التصويت حتى مثول الجريدة للطبع. وأشار «المالكى» إلى أن «فلسطين تسعى للحصول على تصويت أكبر عدد من الدول تجاه المشروع، رداً على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) تجاه مشروع القرار العربى حول القدس». وأضاف «المالكى»، فى تصريحات صحفية، أن عقد الجلسة الطارئة للجمعية العامة يأتى تحت بند «متحدون من أجل السلام»، لنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، حتى يتم التصويت على نفس مشروع القرار العربى لاعتماده.

وقالت مصادر دبلوماسية، لـ«الوطن»، إن هناك تنسيقاً عربياً مكثفاً داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القرار المطروح الذى فشل مجلس الأمن فى اعتماده بسبب الفيتو الأمريكى، مشيرة إلى أن التصويت على القرار بالإجماع سيكون ملزماً بصفته مثلما كان فى مجلس الأمن. وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير سعيد أبوعلى، إن عدم تمكن مجلس الأمن من إصدار قرار حول القدس المحتلة بسبب الفيتو الأمريكى بالرغم من تصويت جميع أعضاء المجلس الـ(14) يزيد من عزل الولايات المتحدة الأمريكية لذاتها، بوقوفها ضد إرادة الدول الأعضاء بمجلس الأمن وإرادة المجتمع الدولى.

{long_qoute_1}

واعتبر «أبوعلى»، فى تصريحات أمس فى الجامعة العربية، الفيتو الأمريكى انتهاكاً جديداً لقرارات المجلس والأمم المتحدة ذات الصلة بالوضع القانونى والسياسى والتاريخى للقدس المحتلة يترك أثره المباشر على النظام الدولى برمته، كما يمثل هذا الموقف الأمريكى انحيازاً تاماً لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال). وفيما يتعلق بردود الفعل الفلسطينية والعربية على «الفيتو» الأمريكى، وصف الرئيس الفلسطينى محمود عباس «الفيتو الأمريكى» بـ«الجنون». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة فى تصريحات للوكالة الفرنسية، إن «استخدام الفيتو الأمريكى مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولى لأنه استهتار به».

ووصف الدكتور إبراهيم خليل أبراش، وزير الثقافة الفلسطينى الأسبق، التحرك نحو الأمم المتحدة بـ«الإيجابى» رغم انتفاء قراراتها لصفة الإلزام منذ إنشائها عام 1947، إلا أن إبقاء القضية الفلسطينية على الصعيد الدولى يعد من باب الحراك، بخاصة أن الأمم المتحدة لن تقدم الدولة الفلسطينية على طبق من فضة.

ومن جانبه، نفى السفير حازم أبوشنب عضو المجلس الثورى لحركة فتح، وجود أى ترتيبات رسمية لحضور اجتماع الصين، إلا أن الجانب الفلسطينى يستمر فى بحثه عن بديل لعملية السلام حتى يكون لها مغزى يستطيع الفلسطينيون من خلاله استعادة حقوقهم.

فى السياق ذاته، كشفت وكالة «سبوتينيك» الروسية عن أسباب تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى «مايك بنس» للشرق الأوسط، وقالت «ان الإدارة الأمريكية نفت ما يقال بأن تأجيل الزيارة جاء بسبب الاحتجاجات التى تشهدها فلسطين وبعض الدول العربية على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، وقالت الوكالة «إن الإدارة الأمريكية أكدت أن خطوة تأجيل زيارة بنس لمصر وإسرائيل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتصويت الضريبى المقبل فى مجلس الشيوخ الأمريكى (الكونجرس) وفقاً لما ذكره مسئولون بالبيت الأبيض، بيد أن المسئولين نفوا المزاعم القائلة بأن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بالاحتجاجات الضخمة التى تجتاح فلسطين».

وأكدت هذه المعلومات أيضاً السكرتيرة الصحفية لدى «بنس» إليسا فرح التى ذكرت أن نائب الرئيس أرجأ الزيارة حتى منتصف شهر يناير المقبل، وأن تصويت «ترامب» المقبل يهدف إلى خفض الضرائب فى مجلس الشيوخ الأمريكى، كما يهدف إلى استعادة الأموال العالقة بالخارج وإعادتها مرة أخرى إلى اقتصاد الولايات المتحدة، والذى يتطلب وجود مايك بنس فى البلاد، وتابعت الوكالة الروسية قائلة «فى الوقت نفسه، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المصرى الذى يعارض التحرك الأمريكى بشأن القدس، على الرغم من تأييد جميع أعضاء مجلس الأمن الـ14 الآخرين للوثيقة التى وصفتها سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكى هالى بالإهانة».

من جانبها، قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية فى فلسطين إن الولايات المتحدة تعاود ممارساتها وتضع نفسها فى موقف عدائى من الشعب الفلسطينى باستخدام حق النقص «الفيتو» لإسقاط قرار ينص على رفض قرار «ترامب» باعتبار القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها. وأوضحت اللجنة، فى بيان أمس، أن هذا التصويت بالفيتو يثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية تصر على موقفها العدائى لفلسطين وتخرج نفسها من أى دور مستقبلى لها فى أى عملية سياسية أو ديبلوماسية تخص القضية الفلسطينية، بل تعتبر جزءاً من العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى وداعماً له بل مشجعة للعدوان وممولة له وحامية له من الملاحقة الدولية، بل تضع نفسها فى مواجهة مباشرة مع العالم بأسره الذى يصطف بوضوح إلى جانب قضية شعبنا العادلة. ودعت اللجنة الفلسطينية جماهير الشعب الفلسطينى للخروج اليوم الأربعاء لتعبر عن رفضها للسياسة الأمريكية بأكملها». وعلى صعيد المواجهات، اعتقلت أمس قوات الاحتلال الإسرائيلى الفتاة عهد باسم التميمى، وهى الحائزة على جائزة «حنظلة للشجاعة»، من قرية النبى صالح شمال غرب رام الله، بعد اقتحامها القرية، والاعتداء بالضرب على عائلة الفتاة، بعد انتشار شريط فيديو عبر الإنترنت تظهر فيه فتاتان فلسطينيتان تقومان بضرب اثنين من الجنود فى قرية فلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة. كما اعتقلت طفلين من بلدة بيتونيا غرب رام الله، وأصيبت العشرات من الطالبات بالإغماء جراء إطلاقها قنابل الغاز صوب المدارس.


مواضيع متعلقة