أسعار البترول وإعمار العراق تشعلان أسواق الحديد

09:36 م | الأحد 17 ديسمبر 2017

تشهد صناعة الحديد والصلب فى الشرق الأوسط نمواً، خلال العام المقبل، بعد الانكماش الواضح خلال الفترات السابقة، نتيجة خطط التقشف التى أطلقتها دول الخليج على خلفية انهيار أسعار النفط، وقرار «التعويم» الذى تم اتخاذه فى مصر، بينما ستدخل إيران كلاعب رئيسى فى الصناعة خلال الفترة المقبلة. واستعرضت ورقة عمل حديثة أعدها جورج متّى، رئيس قطاع التسويق بمجموعة حديد عز، وعرضها خلال مؤتمر «ميتال بوليتان» الذى عقد فى دبى، الأسبوع الماضى، أبرز ملامح صناعة الحديد المستقبلية خلال العام المقبل، حيث أكدت أن انخفاض عائدات النفط بالإضافة لخفض الإنفاق على قطاع البناء عاملان أثرا على حجم استهلاك الصلب بالمنطقة، ما أدى إلى انخفاض استهلاك الصلب بالمنطقة عام 2016 بنسبة بلغت 1% ليصل إجمالى الاستهلاك إلى 72.3 مليون طن.

وأشارت الورقة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجى وإيران، الذين يشكلون مجتمعين 70% من استهلاك الصلب بالمنطقة، قادوا الانخفاض فى استهلاك الصلب العام الماضى، حيث انخفض الاستهلاك بدول مجلس التعاون الخليجى 4%، فى حين انخفض فى إيران بنسبة 3.1%، بسبب تراجع عائدات النفط. ووفقاً للورقة، فإن العام الحالى شهد تحسناً فى استهلاك الصلب بنسبة أقل من 1%، وهو أقل من مستوى النمو الذى تحقق عام 2015، مما يشير إلى أن انتعاش أسواق المنطقة ما زال فى حالة تذبذب، حيث إنه فى دول شمال أفريقيا تشير التوقعات لتراجع الاستهلاك العام الجارى بسبب آثار تعويم العملة فى مصر، وتضيف الورقة: «رغم ذلك، فإن جميع التوقعات تؤكد أن المنطقة ستواصل النمو العام المقبل مدفوعة بالعديد من مشروعات الإسكان والبنية التحتية وتحسن الطلب على مشروعات أنابيب البترول».

{long_qoute_1}

وبحسب جورج متى، فقد حدث تحول كبير فى الاعتماد على الصلب المستورد بمنطقة شمال أفريقيا لصالح الإنتاج المحلى، ففى مصر والجزائر انخفض الاعتماد على الواردات بشكل كبير، بعد أن اتخذت الدولتان إجراءات حمائية أسهمت فى الحد من الواردات بها بنسبة 80% خلال التسعة أشهر الأولى، وكانت الواردات من الاتحاد الأوروبى الأكثر تأثراً بتلك الإجراءات.

ووفقاً لورقة العمل، فإنه من المتوقع فى العام الحالى أن يبلغ إجمالى واردات دول مجلس التعاون الخليجى من المنتجات المسطحة نحو 5 ملايين طن وبنسبة زيادة عن العام الماضى تبلغ 7%. وبالنسبة لدول شمال أفريقيا، أوضحت الورقة أن الواردات من الصلب المسطح بلغت 2.9 مليون طن بانخفاض 9% عن العام الماضى، حيث تعافى الإنتاج المحلى بمصر نتيجة توافر إمدادات الغاز للمنتجين المحليين، وهو ما أسهم فى العودة لأسواق التصدير، بالإضافة إلى تدابير مكافحة الإغراق التى تم تطبيقها فى المغرب.

وكشفت الورقة أن خطط إعادة إعمار العراق وسوريا لن يكون لها المردود المتوقع على صناعة الحديد والصلب، وذكرت أن تكلفة إعادة الإعمار فى العراق تقدر بنحو 150 مليار دولار، وأن الأضرار التى لحقت بالبنية التحتية والمؤسسات الحكومية وحدها ستتكلف بشكل مبدئى نحو 36 مليار دولار، بينما تقدر التكلفة الأولية لإعادة الإعمار فى سوريا بنحو 180 مليار دولار، حيث تبلغ تكلفة البنية التحتية فقط 67 مليار دولار، بما فيها تعمير المناطق السكنية وغير السكنية.

وكدليل على ما سبق، فقد أعلنت شركة «مباركية» للصلب، الرائدة فى إنتاج مسطحات الصلب، عن التحسن القوى فى أدائها خلال النصف الأول من العام الحالى والذى ينتهى فى 22 سبتمبر، حيث ارتفع حجم مبيعاتها المحلية بنسبة 33.5%، بينما ارتفع إنتاجها من الحديد المختزل فقط بنسبة 16%، وارتفع إنتاج بلاطات الصلب بنسبة 15%، ومسطحات الصلب 16%، بينما بلغ الارتفاع فى المسطحات المجلفنة نسبة 3%.