طلبية «كباب وكفتة» باسم «الشهيد»: المهم تقرأ الفاتحة

طلبية «كباب وكفتة» باسم «الشهيد»: المهم تقرأ الفاتحة
- اسم الشهيد
- حادث إرهابى
- شاشات التليفزيون
- قراءة الفاتحة
- مذبحة رفح الثانية
- مركز القناطر
- أبناء
- أرواح
- اسم الشهيد
- حادث إرهابى
- شاشات التليفزيون
- قراءة الفاتحة
- مذبحة رفح الثانية
- مركز القناطر
- أبناء
- أرواح
قبل 5 سنوات، كان «جمال فؤاد» يفكر فى اسم لمطعمه الصغير قبل افتتاحه، كل الأسامى مكررة والبحث عن اسم مميز أرهقه. يأتيه الإلهام بحدث مرير، تقدم قريته شهيداً بمذبحة رفح الثانية، ليستقر الرجل على اسم «مطعم الشهيد» واضعاً لائحة لدخوله، تفرض على مرتاديه قراءة الفاتحة لكل الشهداء، إذ يمثل المطعم كل الشهداء ويعبر عنهم.
تحت لافتة «اللهم ارحم الشهداء جميعاً» يستقر اسم مطعم الكباب والكفتة، يتذكر جمال البدايات، حين كان على موعد مع عزاء أحد أقارب صديقه، داخل السرادق كان الحديث عن الشهيد «محمد منصور» حاضراً وبشدة، فهو أحد أنبل شباب القرية خلقاً، والجميع يشهد له بحسن السيرة، ليقرر الرجل بينه وبين نفسه تسمية المحل باسم الشهيد، دون أن يحدد اسماً لواحد: «ده لكل الشهداء، عشان نفتكرهم ونفتكر دورهم وتضحياتهم، سواء كانوا رجال جيش أو شرطة أو مدنيين»، يحكى الرجل وهو يجهز الطلبات داخل محله الصغير الذى يقدم الكفتة والكباب والكبدة والسمين والفراخ المشوية.
مع كل حادث إرهابى يعود الحديث عن المحل، منذ رفح الثانية وصولاً إلى البطرسية والواحات وأخيراً الروضة. الاسم يثير غرابة كل من يلمحه فى قرية قرنفيل التابعة لمركز القناطر: «ناس كتير بتقول لى ليه اسم زى ده على محل مفروض إنه بيقدم أكل ومشويات، واللى مبيصدقش وأنا بطلب حاجة من مكان إن اسم المحل كده». لكن الرجل فى النهاية فخور باختيار الاسم، فكل من يمر من أمامه، سواء اشترى منه أو لم يشترِ، ينطق بالدعوات للشهداء: «وده المهم بالنسبة لى، إن الناس تفضل تدعى لهم وتفتكرهم.. هى مش الناس دى ضحت بأرواحها عشان نعيش إحنا، ودفعوا ضريبة الأمن بتاعنا، يبقى حقهم إننا على الأقل نفتكرهم ولو باسم مطعم». لـ«جمال» 4 أبناء كلهم فى مراحل الدراسة، يحدثهم الأب عن الشهداء ويحكى لهم قصص بطولات يستمع إليها عبر شاشات التليفزيون والصحف والمواقع: «ونفسى ييجى الوقت اللى نغير فيه اسم المحل، ويتوقف الدم اللى بيضيع مننا، ويحفظ شبابنا ولو انطلبنا إحنا نفسنا للحرب ضد دول هنبقى أول ناس تشارك».