عبقري مصري| الصدفة اختارته.. قصة "المواوي" قائد جيش مصر في "حرب 48"

عبقري مصري| الصدفة اختارته.. قصة "المواوي" قائد جيش مصر في "حرب 48"
اختير صدفًة كقائد للجيوش المصرية في حرب عام 1948، وهو على علم تام بحال الجيش المصري آنذاك، الذي تأثر وقتها بظروف الاقتصاد وعدم الخبرة السياسية والعسكرية بين قادة الحرب، ورغم هذا أدى دورًا كبيرًا في أولى الحروب التي جمعت الجيوش العربية بقوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو اللواء أحمد علي المواوي.
ولد أحمد بك عبدالله علي المواوي سنة 1897 في قرية مشطا بمركز طما بمحافظة سوهاج، تخرج من الكلية الحربية المصرية في عام 1918، ثم عين برتبة رائد كرئيس التدريب لقسم العمليات الحربية.
وفي عام 1945 تم ترقية "المواوي" لرتبة عميد، وأصبح قائدا للواء المشاة الرابع بالجيش المصري، وتم ترقيته كقائد للمشاة في عام 1947، وفي عام 1948 تم نقل مقر قيادته إلى العريش.
وفي 14 مايو 1948 صدر مرسوم ملكي بترقيته إلى رتبة لواء وعين كقائد للقطاع الجنوبي من الجيش المصري في حرب فلسطين، ويروي "المواوي" في شهادته التي نشرها الكاتب محمد حسنين هيكل في كتاب "العروش والجيوش" تفاصيل تعيينه في منصبه، حيث قال إن "وقوع الاختيار عليه تم مصادفة، فقائد أركان الجيش وقتها الفريق عطا الله عقد اجتماعًا مع قادة القوات المسلحة، ورفض الجميع وقتها الرد على سؤال حول من يريد التوجه إلى مقر القيادة بالعريش القريبة من فلسطين، حتى تم اقتراح اسمه وهو لا يعلم بالأمر".
وقال "المواوي" في شهادته، إنه "كان مكلفًا بتدريب الجيوش قبل الذهاب للحرب، في ظروف شبه مستحيلة، وطلب بالفعل لقاء رئيس هيئة الأركان أكثر من مرة لعرض عليه الأمر لكنه رفض أن يسمعه، وعنفه قائلًا في إحدى المرات: "إنت عاوز مني إيه؟"، "يعني أنفضلك الأورطة"، و"يابني إنت خلصت كل الورق كتابة".
وأشار "المواوي" إلى أنه تم إبعاد "عطا الله" عن منصبه حتى وصل محمد حيدر باشا إلى منصب وزير الحربية، والتقى به في يوم 10 مايو قبل 5 أيام من الحرب، وهو يقول له إنه يجب أن يسرع في تدريب الجيوش لأن مصر مضطرة للدخول في حرب في فلسطين ليرد عليه إن "الوحدات غير متدربة، وأنا كنت مسؤول عن التدريب في الجيش وأعرف حالته، وكنت مسؤول عن سلاح المشاة، وأعرف حالته أيضًا"، ليتوقف "حيدر" عن الحديث ويبلغه أن يأتي معه إلى القاهرة للقاء رئيس الوزراء.
ويضيف، أن "لقائه بالنقراشي كان طويلًا لكنه خرج منه ببعض النقاط، وهي أن النقراشي قال إن موقف مصر بين الدول العربية يحتم عليها الحرب، وإن الحرب في فلسطين لن تكون سوى مظاهرة سياسية أكثر من كونها حربًا".
ويروي الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه، أن "اللواء المواوي كان يريد هو ومجموعة من القادة العسكريين المصريين إلقاء نظرة على الحدود الأخرى، ولكن أوقفتهم نقطة بريطانية، وبعد مكالمة هاتفية بين أفراد النقطة وقيادات عسكرية مصرية استمرت لأكثر من 10 دقائق سمحت النقطة بعبور سيارة المواوي".
وأمر "المواوي" قوة بها حوالي 10000 جندي موزعة في خمس كتائب، وخاض "المواواي" عدة معارك في حرب عام 1948، مثل "معركة ياد موردخاي، معركة نتسانيم"، بالإضافة إلى العملية "بلشت".
نال وسام نجمة فلسطين، وأطلق اسمه على قرية قرب كفر الدوار بمحافظة البحيرة.