عبدالعال: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي شرطنا المسبق للسلام الشامل

كتب: بهاء الدين عياد

عبدالعال: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي شرطنا المسبق للسلام الشامل

عبدالعال: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي شرطنا المسبق للسلام الشامل

أكد الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب والمسلمين والشرفاء الأولى، ولن يغير القرار الامريكي أو غيره من حقيقة أن القدس عاصمة فلسطين، وهي أرض محتلة يجب أن تعود إلى اصحابها مهما طال الزمن، حسبما افاد بيان من السفارة المصرية في المغرب.

ووجه رئيس مجلس النواب في كلمته أمام الجلسة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي على مستوى رؤساء البرلمانات العربية التي عقدت اليوم الخميس بمقر مجلس النواب المغربي، رسالة إلى الشعب الفلسطيني قال فيها: نحن معكم وندعم صمودكم وثباتكم؛ انتم حماة المدينة المقدسة؛ وشعاع الامل فيها؛ ومهما بلغ حجم المحاولات ستبقى القدس عربية القلب والوجدان والروح واللسان.

{long_qoute_1}

وأكد رئيس مجلس النواب أن مصر بكل أطيافها تشعر بالألم والحزن والمرارة من القرار الامريكي، فأكبر دولة في العالم وأحد شركاء السلام تستهين بمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين حول العالم و المعلقة قلوبهم بالمسجد الاقصى مسرى رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وثالث الحرمين الذى يشد إليه المسلم الرحال بعد الحرم المكي والحرم النبوي في المدينة المنورة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة استهانت بتحذيرات القادة والزعماء العرب الذين رفضوا هذا الاجراء وحذروا من تبعاته ونقلوا لها صوت شعوبهم الرافض؛  ورغم ذلك صمت آذانها عن سماع أصوات الشعوب وانتهكت الحق الفلسطيني وخرقت التعهدات الدولية والقرارات الاممية الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الأمن.

وأكد رئيس مجلس النواب: نحن أمام ظرف تاريخي استثنائي يحتم علينا أن نتحمل مسئولياتنا أمام شعوبنا التي أولتنا ثقتها، لنكون صوتها ولسان حالها، والمعبرين عن مواقفها بكل صدق وأمانة؛ معبرا عن ادانة الشعب المصري للقرار الأمريكى اللامسئول؛ ورفضه أية تداعيات أو آثار قد تترتب عليه، وتضامنه الكامل مع الشعب والقيادة في فلسطين، ودعمه لكافة المواقف العربية والإسلامية والدولية الرافضة لهذا القرار، والرامية لإبطال مفعول هذا القرار وإلغائه.

ودعا رئيس مجلس النواب منظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات والتجمعات البرلمانية والإقليمية، وبرلمانات العالم الحر للتدخل العاجل والفعال ضد هذا القرار، انتصاراً لقيم الحق والإنسانية، وإعلاء لمبادئ القانون والعدالة، حفاظاً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وبترا لكل حجج الإرهابيين الذين يستغلون هذه الظروف للترويج لمنهجهم المتطرف، واستقطاب مؤيدين ومناصرين لهم.

وأشار الدكتور علي عبدالعال إلى أنه "لسنا في حاجة اليوم لإعادة تذكير بالقرارات العديدة الصادرة من مجلس الأمن فى هذا الشأن، فالكل يعلمها ويحفظها عن ظهر قلب"؛ مؤكد أن مصر أدانت كل مظاهر تهويد القدس، والانتهاكات غير المسبوقة التي تتم ضد المسجد الأقصى، ومحاوله تغيير الوضع التاريخي الثابت للمقدسات الاسلامية؛ وهو ما أيدته منظمة اليونيسكو التي اعتبرت أن إسرائيل-السلطة القائمة بالاحتلال - ليس لها أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

كما قررت لجنة التراث العالمي في اليونسكو تسجيل "مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف" على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، وشكّل القراران دعما كبيرا من المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني في سعيه إلى المحافظة على هويته وتراثه الحضاري أمام الاعتداءات المتكررة ومحاولات الطمس التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار إلى أن مصر لم تقف مع الحق الفلسطيني فحسب، بل دفعت من أرواح أبنائها فى الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء ثمن الإرهاب والتطرف الذى يتغذى على تلك التصرفات العاصفة بقيمة وروح العدالة، فكل الجماعات الإرهابية تتاجر بالقضية الفلسطينية، وتجند الشباب تحت زعم تحرير القدس، وهو ما يؤثر على فرص احلال السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.

وأكد رئيس مجلس النواب أن مصر ملتزمة بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002، وتعتبر أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي، وأن الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتُلت عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرّف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة.

ودعا الولايات المتحدة لتحمل مسؤولياتها تجاه أمن وسلامة العالم والتراجع عن ذلك القرار الاستفزازي بما يحفظ استقرار المنطقة وتطبيق الشرعية الدولية فيما يتعلق بوضع القدس.

وأشار الى أن هذا الحدث الخطير الذي نحن بصدده اليوم، يحتم علينا أن ننظر لواقعنا بتأمل وصدق مع النفس، أليس ما تعانيه أمتنا العربية والإسلامية من انتهاكات لحقوقها وسيادتها نتيجة مباشرة لحالة التشرذم والتفسخ الطائفي والمذهبي والسياسي والاقتصادي، إلخ من صنوف الانقسام والتبعثر؟، هل نستفيق ونسترد الوعي قبل فوات الأوان، قبل أن يندم الجميع يوم لا ينفع فيه الندم؟ ها هي القدس اليوم تتعرض لخطر كبير آخر، لا يقل عن كارثة احتلالها عام 1967، ولم يكن لهذا أن يحدث لو كانت إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن العرب والمسلمين على قلب رجل واحد؛  فلعل المحنة الكبيرة التي نواجهها اليوم تكون بداية لمرحلة جديدة من تاريخ أمتنا، نسترد فيها الوعي والوحدة، ومعهما الكرامة والسيادة.

ووجه عبدالعال في كلمته أمام الجلسة؛ الشكر والتقدير إلى المملكة المغربية الشقيقة والى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة؛ كما قدم الشكر للحبيب المالكي رئيس الاتحاد البرلماني العربي والسيد الامين العام للاتحاد؛ على حسن تنظيم هذا الاجتماع الذي ينعقد في هذه اللحظات الدقيقة والصعبة والمأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية.

وكان الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب؛ وصل إلى مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء مساء امس الاربعاء للمشاركة في الجلسة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي على مستوى رؤساء البرلمانات العربية المقرر اليوم الخميس، بدعوة من الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس الدورة الحالية للاتحاد البرلماني العربي؛ وكان في استقباله محمد جودار نائب رئيس مجلس النواب المغربي؛ والسفير اشرف ابراهيم سفير مصر بالمملكة المغربية؛ وعدد من اعضاء السفارة.


مواضيع متعلقة