فيديو| ناج من الروهينجا: عشنا عقودا من الألم.. ومزارع: قتلوا حفيدتاي

فيديو| ناج من الروهينجا: عشنا عقودا من الألم.. ومزارع: قتلوا حفيدتاي
"عقودٌ من الألم"، عنوان آخر لمعاناة جديدة جسدتها منظمة "أطباء بلا حدود"، خلال لقائها باللاجئين من الروهينجا في بنجلاديش، هربًا من الحرب التي تعرضوا لها في أغسطس الماضي.
إحراق الكثير من القرى عن بكرة أبيها منذ أغسطس، أجبر الناس على النزوح الجماعي إلى الجارة بنجلاديش، حيث أكد أنور، ناجٍ من ولاية راخين، في لقائه مع "أطباء بلا حدود" أن التعرض للعنف ليس بغريبٍ عن مجتمعه الذي استهدفته الهجمات والتمييز طيلة سنين.
فهذه الهجمات كما يقول: "ليست بجديدة، إنما بدأت منذ عقود. فقد (أي الجيش) قتلوا واغتصبوا واعتقلوا وقمعوا كل الروهينغا بأسوأ السبل وأكثر عنصرية"، فحتى قبل 25 أغسطس، لم يكن وأسرته يمتلكون شيئًا.
وأضاف: "يريد صناع القرار في العاصمة ألا نملك شيئًا كي نرحل"، وبالفعل، فقد كان العنف والحرمان أمرين مريعين منذ أمد طويل، لدرجة أن الروهينجا المقيمين في مناطق أخرى أدركوا فورا ما يتعين عليهم فعله بمجرد سماعهم أخبار التصعيد. لكن الأوان كان قد فات على بعض من فروا كخطوة استباقية".
وقال محمد علي، وهو مزارع يبلغ من العمر 60 عامًا ترك أرضه و25 بقرةً في منطقة "سيتوي": "سمعنا أن الجيش كان قادمًا ليقتلنا فقمنا بالاستعداد في آخر أيام عيد الأضحى الذي كان موافقًا الرابع من سبتمبر".
فرّ محد وأسرته ونحو 1700 من الروهينجا باتجاه النهر، وقال "علي": "بعد ساعات قليلة هاجم الجيش مجموعتنا بالسكاكين والسيوف والبنادق. كان القتل عشوائيًا وكانت الدماء في كل مكان. أولئك الذين كانوا أضعف من أي يركضوا بدؤوا يتوسلون للعفو عن حياتهم لكنهم ذُبحوا. حفيدتاي، ديل باهار ابنة العشرة أعوام وديل نواز ابنة الخمسة عشر عاما، وزوجتي الحبيبة روهيما البالغة من العمر 58 عامًا قتلن. أطلقوا عليها النار ثلاث مرات لتسقط قتيلةً على الأرض".
ونجا محمد علي وأبناؤه الثمانية من الهجوم، ووصلوا إلى المخيم في نهاية المطاف، إلا أن الظروف هنا مزرية، إذ لا توجد مراحيض في المنطقة التي عثر وأسرته فيها على مأوى، كما لا تتوفر فيها مياه نظيفة.
وقال علي: "أنا رجلٌ عجوز ورجلاي تؤلمانني.. لم يتبقَّ من حياتي الكثير، لكن آمل أن يعيش أبنائي بسلام.. آمل ألا يُجبروا على العودة إلى ميانمار كي لا يُذبحوا مجددًا بصمت".