"تحريك الصخر".. تعرف على قصة المثل الشعبي "الله يهني سعيد بسعيدة"

"تحريك الصخر".. تعرف على قصة المثل الشعبي "الله يهني سعيد بسعيدة"
- الحالة النفسية السيئة
- حديث البلد
- خطبة فتاة
- طلب الزواج
- قصة مثل
- الله يهني سعيد بسعيدة
- الحالة النفسية السيئة
- حديث البلد
- خطبة فتاة
- طلب الزواج
- قصة مثل
- الله يهني سعيد بسعيدة
"الله يهني سعيد بسعيدة"، مثل شعبي منذ قديم الأزل، ما زال يتردد حتى الآن بين الناس إلا أن البعض لا يعلم من أين جاء وما أصله وحكايته، وما سر تسمية الزوج باسم سعيد والزوجة بسعيدة؟.
وتأتي قصة هذا المثل كما جاءت في كتاب "المنتقى في أمثال العرب وقصصهم"، عندما كان هناك ملكا يحكم وله قوته وسلطانه وكان لديه طفل يدعى سعيد ووقتما شعر هذا الملك بأنه على مقربة من الموت، طلب من أخيه أن يرعى له ابنه بعد وفاته وأن يزوجه من يحب ولا يضغط عليه في أمر الزواج، وبالفعل توفي الملك وترك ابنه إلى أخيه لكي يربيه ويحتضنه، ومن هذا اليوم أصبح العم هو الأب والراعي لشؤون ابن الملك، وكبر الصبي برعاية عمه إلى أن جاء عمه واقترح عليه الزواج من ابنته والتي كانت تدعى سعيدة، والتي كانت تعشق سعيد ورأى أباها هذا في عينيها ولذلك أراد أن يفاتح سعيد بنفسه في أمر الزواج، ولكن كانت المفاجأة أن الشاب سعيد لم يوافق عمه في طلبه وأفصح له أنه يتعامل مع سعيدة ابنة عمه كأخت له، ولم يرتقي الأمر له أن تصبح له زوجة.
ولم يعترض عمه على ما قرره الشاب وعرض عليه أن يختار من يشاء من الفتيات لكي يزوجها له، وهذا من أجل أن يريح ضميره لما أوصاه به أخاه من قبل وهو أن يترك سعيد يتزوج من يريد.
وظل سعيد يبحث عن زوجة، إلى أن خرج سعيد هو وعمه واتجهوا لخطبة فتاة اختارها سعيد بنفسه، جرت العادة آنذاك في البلدة التي يعيشون فيها أن يقوم العريس المتقدم للخطبة بضرورة تحريك صخر بمفرده كدليل على القوة من أجل قبول وإتمام الزيجة، بالفعل تقدم سعيد لزحزحة الصخر من مكانه ولكنه لم يتمكن من تحريكه نظرا لجسده النحيل وقوته المحدودة التي اشتهر بها.
هذا الموقف أثار ضحكات الحاضرين وسخرية الفتاة التي كان يريد سعيد الزواج منها، وكان ذلك بمثابة سخرية كبرى حدثت لابن الملك المتقدم للزواج، وحزن سعيد من هذا الموقف وحاول عمه أن يخرجه من هذه الحالة النفسية السيئة التي عاش فيها بسبب هذا الموقف، إلى أن اختار سعيد بيت آخر لكي يخطب إحدى فتياته، ولكن حدث نفس الأمر أيضا في التعامل مع الصخرة، لينال سخرية مرة أخرى.
وأصبح حديث البلدة كلها هو سعيد بن الملك الذي يريد أن يتزوج ولا يستطيع أن يحرك صخرا مثله كمثل باقي شباب البلدة ممن يرغبون في الزواج، خاصة بعدما تعددت تجربة طلبه للزواج من كثير من الفتيات ولكن في كل مرة يعجز عن تحريك الصخرة ويتم رفضه.
لذلك لم يجد سعيد حين إذن سوى أن يراجع حساباته ويطلب الزواج من ابنة عمه سعيدة، وقد تقدم فعليا لعمه طلبا في زواج ابنته سعيدة، وعلى الرغم من أن عمه موافق عليه زوجا لابنته وكذلك سعيدة ذاتها موافقة على ابن عمها سعيد زوجا لها، إلا أن زحزحة الصخر مازالت كابوس أسودا لدى سعيد كونه شرطا أساسيا في قبول الزواج في تلك البلدة، وقد أصبح بالفعل بالنسبة له حاجز نفسي كبير يصعب عليه عبوره بسهولةز
وجاءت لحظة الحسم حينما قام سعيد محاولا تحريك الصخرة و ولكن لم يتحرك معه أيضا، فما وجد الحاضرون إلا بسعيدة نفسها تعاون سعيد في تحريك الصخرة، رغبة منها في أن تنال وتتزوج من تحب وهو ابن عمها سعيد وبالفعل تحرك الصخر، وحينها تأثر سعيد للغاية وشعر بأنه قد أخطأ للغاية حينما بحث عن قلب يحبه ولم يفطن إلى كل هذا القدر من الحب الذي يملئ قلب سعيدة له طوال السنين الماضية، ومن هنا كانت العبارة المشهورة "الله يهني سعيد بسعيدة" وهي ما تعني التمني من قبل القائل إلى العروسين بحياة يملئها الحب والهنا.