القدس.. لماذا كان رد الفعل باهتاً؟
- الانقسام الفلسطينى
- التهديد الإيرانى
- الخليج العربي
- الدول الكبرى
- الربيع العربى
- السفارة الأمريكية
- الشعب السورى
- الشعب الفلسطينى
- الصراع الفلسطينى
- الضمير العربى
- الانقسام الفلسطينى
- التهديد الإيرانى
- الخليج العربي
- الدول الكبرى
- الربيع العربى
- السفارة الأمريكية
- الشعب السورى
- الشعب الفلسطينى
- الصراع الفلسطينى
- الضمير العربى
لم يكن رد الفعل العربى والإسلامى على إعلان «ترامب» نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على مستوى الحدث، سواء على الصعيد الشعبى أو الرسمى.
لقد تكفّل كتّاب ومحللون كثيرون بتوضيح الآثار المترتبة على هذا القرار التاريخى، كما اجتهد آخرون فى جلد الضعف العربى والإسلامى، ولوم الأنظمة والمواطنين، وحث الجميع على الارتقاء لمستوى الحدث واتخاذ المواقف الصائبة حياله.
لا بأس بهذه المعالجات كلها بطبيعة الحال، لكن ثمة أهمية أيضاً لمحاولة التعرف إلى الأسباب التى قادت إلى الوضع الراهن، وهو وضع لم يكن يخطر ببال أكثر المتشائمين بشأن مركزية القضية الفلسطينية فى الوعى والضمير العربى.
لقد تراجعت القضية الفلسطينية إعلامياً تراجعاً ملموساً وجوهرياً، وهو أمر يكبّد تلك القضية خسائر كبيرة، ويعرقل تحقيق أهداف الشعب الفلسطينى فى الاستقلال والكرامة.
هناك دلائل واضحة على تراجع القضية الفلسطينية إعلامياً على الصعيد العربى. يكفى فقط أن تقرأ عناوين الصحف اليومية الإقليمية أو المحلية فى أى بلد عربى، أو أن تشاهد نشرات الأخبار الرئيسية، أو أن تستمع إلى الأغانى والأشعار، لتكتشف على الفور أن نسب معالجة القضية الفلسطينية فى تلك المجالات تتراجع باطراد، وتضيق المساحات المخصصة لها بوتيرة متسارعة.
كان المغرب العربى ذا اهتمام تقليدى بالقضية الفلسطينية، وهو اليوم مشغول إعلامياً بقضايا تخص التحولات السياسية الحادة فى أعقاب ما سُمى بـ«الربيع العربى».
لن يكون بوسع ليبيا أن تركز إعلامياً فى أى شأن سوى تحلل مؤسسات الدولة بها، والصراع بين الجماعات الإسلاموية التى تسيطر على السلطة فى طرابلس فى مقابل الحكومة والبرلمان الشرعيين فى شرقىّ البلاد، إضافة إلى الخطر «الداعشى»، والاستقطاب الدولى، والتدخلات الإقليمية.
أما مصر فهى أكثر انشغالاً بذاتها من أى وقت مضى. وفى الوقت الذى يفقد إعلامها فيه الاتجاه، ويراوح ما بين محتوى سياسى متشنج وغارق فى الانحياز ومحتوى ترفيهى منفلت وغارق فى السوقية، لا تجد القضية الفلسطينية مساحات مناسبة لمقاربتها ومعالجة شئونها.
فإذا انتقلنا إلى السودان، وقد كان مناصراً تقليدياً للقضية الفلسطينية، لوجدنا اهتماماً أكبر بالشأن الداخلى فى ظل تحديات كبيرة أدت إلى خفوت صوت المناصرة للقضية الفلسطينية فى الإعلام السودانى بشكل واضح.
أما المشرق العربى فحدّث ولا حرج، فسوريا تتمزق تحت نيران حرب أهلية مدمرة وضعت الشعب السورى فى أجواء مأساة لا تقل كارثية عن تلك التى مر بها الشعب الفلسطينى.
وما زال لبنان ضحية للتجاذب الذى أبقاه رهن صراعات إقليمية، ووضعه دوماً على فوهة بركان قابل للانفجار فى أى لحظة، وهو الأمر الذى جعل قادة وتيارات سياسية ونخباً إعلامية وقطاعات واسعة من الجمهور تتوافق على ضرورة «النأى بالنفس» عما يجرى فى المنطقة.
سيكون العراق طبعاً بعيداً لسنوات طويلة عن القدرة على تسخير أى طاقة لموضوع ذى طبيعة قومية بسبب الانهيار الحاصل فى هذا البلد، أما دول الخليج العربية المعروفة تقليدياً بمساندتها القوية للقضية الفلسطينية، وخصوصاً على الصعيد الإعلامى، فإن انشغالها بالوضع اليمنى، ومشكلة الصراع مع قطر، والتهديد الإيرانى الخطير، وبعض المشكلات الداخلية، يأخذها بعيداً شيئاً فشيئاً عن تلك القضية المركزية، ولا يسمح لها بإفراد المساحات المناسبة إعلامياً لمعالجتها ضمن وسائل إعلامها.
وفى المقابل، فإن اليمن يعانى مأساته الذاتية، وهى مأساة أكبر من أن تمنحه رفاهية الحديث عن الفلسطينيين وأوجاعهم.
إن تراجع الاهتمام الإعلامى بالقضية الفلسطينية يُفقدها قدراً كبيراً من الزخم الذى يحتاجه الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه المسلوبة، وهو أمر يجب أن نساعده جميعاً فى الوصول إليه، مهما كانت أمورنا صعبة ومشكلاتنا كبيرة، لكن ثمة سبباً آخر لا يقل أهمية، وأعنى به مشكلة القيادة فى فلسطين.
فالحقيقة المرة التى يتواطأ الجميع بشأنها، ويتعامى كثيرون عنها، ويراوغ آخرون حولها، لا تتعلق بنزاع «فتح» و«حماس» على السلطة فقط، ولا بجهود المصالحة المتعثرة بين الفصيلين، ولا بتدخل أطراف إقليمية، مغرضة أو نزيهة، لإدارة الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى لمصلحتها، ولا بالاستهداف الإسرائيلى العسكرى والسياسى والاستخباراتى والإعلامى للمقاومة الفلسطينية، ولا بتآمر الدول الكبرى على القضية انحيازاً للدولة العبرية أو خوفاً من نفوذها، وإنما تتعلق تلك الحقيقة بأن الشعب الفلسطينى بات اليوم شعباً بلا قيادة محل توافق واعتبار.
سيمكنك، إذا أردت، أن تعدد أسماء العشرات، بل المئات، من الناشطين والمناضلين الفلسطينيين أصحاب التاريخ الناصع فى المقاومة والعمل الوطنى والرؤى الواضحة حيال الصراع وسبل حله، لكن واحداً منهم لا يحظى بتوافق مقبول إزاء استحقاقه للزعامة أو قدرته على النهوض بأعبائها.
لم يحدث على مر التاريخ أن نجح شعب، مهما توافرت له القدرات وتيسرت السبل، فى نيل حقوقه الوطنية أو التخلص من الاستعمار أو تحقيق الحرية وإزاحة الظلم والقهر من دون أن تكون له قيادة وطنية بارزة تحظى بقدر من التوافق والاصطفاف خلفها، وتتمتع بقدر مناسب من الشرعية والتأييد الطوعى من شعبها.
لم تترك إسرائيل جريمة مهما كانت مروعة إلا وارتكبتها فى حق الشعب الفلسطينى، ولم تترك باباً يمكن أن تنفذ منه إلى حيث تُضعف الفلسطينيين وتشل قدرتهم على الفعل وتمحو أثرهم من المنطقة والعالم إلا وولجته، ومع ذلك فيبقى أكبر نصر لها، وأفدح هزيمة للفلسطينيين، أنها عملت بجهد وتدبير محكمَين لتوصلهم إلى حيث باتوا بلا قيادة تنظم وتقود جهودهم لتحرير بلدهم.
من بين الأسباب الرئيسية أيضاً لتراجع الاهتمام بقضية القدس وفلسطين عموماً ذلك الانقسام الفلسطينى الذى تسعى مصر جاهدة فى هذه الأثناء لإنهائه، وهو انقسام يُلقى بظلال كثيفة على قدرة الفلسطينيين، ومن ورائهم العرب والمسلمون، على مواجهة قرار «ترامب» الأخير.
بسبب الانقسام بين «فتح» و«حماس» تتضرر القضية الفلسطينية، وتفقد زخماً واعتباراً وأنصاراً كل يوم تقريباً.
لقد خصمت الانتفاضات العربية التى اندلعت مع مطلع العقد الحالى من رصيد القضية الفلسطينية قدراً كبيراً، ليس فقط لأنها سحبت الضوء عنها، ولا لأنها شغلت دولاً عربية رئيسية بقضايا الحفاظ على بقائها على حساب القضية الفلسطينية، ولكن أيضاً لأنها جعلت من تلك القضية «مشكلة ثانوية»، ونقلتها من بؤرة الاهتمام العربى والإسلامى إلى مواقع ثانوية.
تضيف «داعش» وتنظيم «الإخوان» أسباباً وجيهة لإضعاف القضية الفلسطينية، خصوصاً على المستوى الدولى، حين يتم الربط بين ذرائع «حماس» وأيديولوجيتها وبين أداء «داعش» أو مرجعية «الإخوان».
لقد تضررت صورة القضية الفلسطينية لدى قطاعات كبيرة من المصريين بسبب الارتباط الذى برز فى العناوين الإخبارية وفى ملفات القضايا الجنائية بين تنظيم «الإخوان» وحركة «حماس».
واستناداً إلى ذلك، فقد جرى قصف «حماس» إعلامياً بعنف شديد، بما أساء إلى صورتها، وصورة «المقاومة»، والقضية الفلسطينية عموماً.
لتلك الأسباب باتت القضية الفلسطينية أضعف وأقل تمتعاً بالزخم والاهتمام، وهو أمر يجب الخروج منه عبر تجاوزها سبباً سبباً، لتعود القضية الفلسطينية إلى الموضع اللائق بها فى الضمير والوجدان العربى والإسلامى.
- الانقسام الفلسطينى
- التهديد الإيرانى
- الخليج العربي
- الدول الكبرى
- الربيع العربى
- السفارة الأمريكية
- الشعب السورى
- الشعب الفلسطينى
- الصراع الفلسطينى
- الضمير العربى
- الانقسام الفلسطينى
- التهديد الإيرانى
- الخليج العربي
- الدول الكبرى
- الربيع العربى
- السفارة الأمريكية
- الشعب السورى
- الشعب الفلسطينى
- الصراع الفلسطينى
- الضمير العربى