بالصور| الكنيسة البطرسية.. تاريخ 105 أعوام ناله "غدر الإرهاب"

كتب: سلوى الزغبي

بالصور| الكنيسة البطرسية.. تاريخ 105 أعوام ناله "غدر الإرهاب"

بالصور| الكنيسة البطرسية.. تاريخ 105 أعوام ناله "غدر الإرهاب"

قبل عام، كانوا يقفون داخل المبنى الأثري المقدس يتلون صلواتهم في خشوع وتأمل، لم يتخيل أحدهم أن يباغته الغدر من خلفه، لكنه أتى وأخذ من بينهم 24 شخصا وأصاب 49 آخرين، بعد انفجار ضخم هزّ الكنيسة البطرسية في شارع رمسيس بالعباسية، الملاصقة للكاتدرائية المرقسية الكبرى.

الكنيسة البطرسية أشهر كنيسة كرست على اسم الرسولين "بطرس" و"بولس"، وهما أشهر تلميذين للمسيح، وعُرفت بـ"البطرسية" لتولي عائلة "بطرس غالي باشا"، بنائها فوق ضريحه في العام 1911 على نفقته الخاصة، بعد اغتيال بطرس غالي باشا على يد إبراهيم ناصف الورداني في 20 فبراير 1910، وتعتبر الكنيسة القبطية الوحيدة في مصر التي تملكها عائلة.

تمتلك الكنيسة التي أنشئت على 4 واجهات في شارع رمسيس، أهمية من الناحية الفنية والتاريخية الكنيسة، حيث تولى تصميم المباني والزخارف، مهندس السرايات الخديوية للخديوي إسماعيل أنطون لاشك بك، واتسمت ببنائها على الطراز "البازيليكي"، حيث يبلغ طولها 28 مترا وعرضها 17 مترا، ويتوسطها صحن الكنيسة الذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي بريمو بابتشيرولي، الذي أمضى 5 سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة، التي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.

تضم الكنيسة المصممة على الطراز الإيطالي، العديد من لوحات الفسيفساء التي صنعها الكافاليري إنجيلو جيانيزي من فينسيا، مثل فسيفساء التعميد، التي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على 4 أعمدة، كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح، وعلى يمينه السيدة العذراء، وعن اليسار "مارمرقس الرسول".

العائلة البطرسية أحد أهم العائلات المصرية، وواحدة من أكثر العائلات المصرية شهرة في العصر الحديث، أفردت لها مكتبة الإسكندرية موسوعة خاصة بها بعنوان "العائلة البطرسية.. سيرة عائلة قبطية"، تتضمن أكثر من 1000 وثيقة نادرة وعشرات الصور التي تثري ذاكرة الوطن، فهي عائلة مصرية قبطية، سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وشاركوا في صنع العديد من الأحداث الفاصلة في تاريخ مصر منذ الثورة العرابية، مرورا بتوقيع اتفاقية السودان، وثورة 1919، واتفاقية 1936، ووصولا إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلى تلك المكانة المرموقة.

ومنذ عام مضى، رقد جثمان الدكتور بطرس بطرس غالي في داخل مقر الكنيسة البطرسية التي يوجد بها مدفن العائلة، والتي تقع داخل محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ويفصلها حديقة صغيرة عن مبنى الكاتدرائية.

 

 


مواضيع متعلقة