هل يزيد قرار ترامب من تجنيد الإرهابيين في المنطقة العربية؟

كتب: دينا عبدالخالق

هل يزيد قرار ترامب من تجنيد الإرهابيين في المنطقة العربية؟

هل يزيد قرار ترامب من تجنيد الإرهابيين في المنطقة العربية؟

صاحب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، في خطابه، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد اعترافه بها كعاصمة لإسرائيل، تنفيذا لوعده الانتخابي، استنادا لقرار تعود جذوره التاريخية إلى أكثر من 30 عاما؛ حينما سن الكنيست الإسرائيلي في 30 يوليو 1980، ما عُرف بـ"قانون القدس"، وأقره فيما بعد الكونجرس الأمريكي.

ففي عام 1995، اعتمد الكونجرس قانونا حول نقل السفارة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ولكن بسبب الوضع المتنازع عليه للمدينة وحساسية هذه المشكلة على العلاقات مع العالم العربي الإسلامي، وقع جميع الرؤساء الأمريكيين، بمن فيهم ترامب، وثيقة كل ستة أشهر تأجيل تنفيذ هذا القرار.

وأبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، رفضه لقرار الرئيس الأمريكي باعتبار بلاده القدس عاصمة لإسرائيل، وقال إن "قرار ترامب يُعطي الفرصة لبعض الجماعات لتحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني، وهو قرار يُغذي قوى التطرف والإرهاب في المنطقة".

وأيدّه في الرأي، عدد من الخبراء الأمريكيين، الذي يروا أن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل سيقوض محادثات السلام مع فلسطين، وسيستخدم كأداة لتجنيد إرهابيين يسعون إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

ونقل موقع "سبوتنيك" الإخباري، عن المحامي الأمريكي جون كيغلي، أستاذ القانون الدولي في جامعة أوهايو، قوله إنه يمكن للمنظمات الإرهابية مثل "داعش" أن تستخدم قرار ترامب لتعزيز صفوفها.

فيما يرى فرانسيس بويل، أستاذ القانون الدولي في جامعة إلينوي، أن قرار ترامب سيقوض العلاقات الأمريكية مع المجتمعات العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم.

وقال: "أعتقد أن ترامب مهتم بإشعال النار.. فهو يعرف بالضبط ما فعل.. وفي رأيه، يمكن أن يؤدي قرار ترامب إلى انتفاضة واسعة النطاق في الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "إنني أخشى أن يموت عدد كبير من الناس لأن الرئيس ترامب لم يفعل ذلك إلا بعد أن يؤدي إلى انتفاضة جديدة".

وأشار إلى أن نحو 3 آلاف فلسطيني وأكثر من ألف إسرائيلي لقوا مصرعهم خلال الانتفاضة الأخيرة التي بدأت في عام 2000.

وتابع: "إن القرار يتناسب مع قصة ترامب عن صراع الحضارات.. أعتقد أن أي شخص يعرف شيئا عن العالم الإسلامي والعالم العربي يمكن أن يتوقع رد فعلهم. ويؤسفني أن أقول إننا من المرجح أن نراه في المستقبل القريب".

وفي رأيه، فإن قادة العالم العربي والإسلامي المدعومين من الولايات المتحدة سيواجهون عدم الاستقرار وتزايد العنف من مواطنيهم.

فيما نفى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، علاقة ذلك الإعلان مع زيادة تجنيد الإرهابيين، قائلا إن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لا علاقة له على الإطلاق بالإرهاب في المنطقة العربية.

وأضاف حسين، لـ"الوطن"، أن القرار ليس مستفزا للمسلمين فقط أو فئة معين بهم، وإنما لكل الطوائف، بالإضافة إلى المسيحيين أيضا، حيث تتمع القدس لديهم بقدسية من نوع خاص أيضا، كما أنه كان قرارا مرفوضا من قبل كافة الجهات الدولية غير الإسلامية أيضا.


مواضيع متعلقة