د. عباس شومان: الدعوة لـ«استقلال الصعيد» خيانة للدين والوطن

كتب: وائل فايز

د. عباس شومان: الدعوة لـ«استقلال الصعيد» خيانة للدين والوطن

د. عباس شومان: الدعوة لـ«استقلال الصعيد» خيانة للدين والوطن

قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن الداعين لتقسيم البلاد واستقلال الصعيد عن مصر يسعون لتنفيذ مخططات خارجية، لافتاً إلى أن تلك المحاولات تندرج تحت مسمى الانفلات الفكرى والأخلاقى، داعياً إلى تقديم القائمين على تلك الدعوات إلى محاكمة عاجلة بتهمة التآمر وخيانة الوطن والدين. وأضاف شومان فى حواره لـ«الوطن» أن واقعة مقتل جنود الأمن المركزى فى رفح جريمة تستوجب تطبيق حد الحرابة على مرتكبيها، مشيراً إلى أن ما يحدث فى مصر حالياً مجرد خلاف سياسى وليس دينياً، وإلباسه ثوب الشرع من قبل بعض الفصائل خطأ وجُرم عظيم. ■ ما رأيك فى الحملة المنظمة مؤخراً لاستقلال الصعيد؟ - طبعاً الترويج لمنشور يطالب بفصل الصعيد عن البلاد، يؤكد أن القائمين على ذلك يسعون إلى تنفيذ المخططات الخارجية لتقسيم البلاد، ويعد هذا من حالات التهريج الأسود والانفلات الفكرى والأخلاقى، ولا يجوز الالتفات إليه من الأساس أو الاعتداد بهذه الأمور. ■ وكيف ترى الهدف من ذلك؟ - تلك الحملة تدخل فى صلب مخططات تخريب وتقسيم البلد، وللأسف يقوم بتنفيذ تلك السياسات والأفكار الهدامة فئة من أبناء الوطن. ■ ما الأسلوب الأمثل للتعامل مع تلك الفئة؟ - يجب معاقبة ومحاكمة الداعين لذلك فوراً بتهمة التآمر وخيانة الوطن والدين، لأن ما يقومون به يمثل خطراً يهدد الأمن القومى وينال من أمن واستقرار ووحدة البلاد، ويسعون إلى إحداث بلبلة وفتنة وتمزيق للدولة المصرية، لصالح أجندات خارجية لا تريد لمصر النهوض من كبوتها.[FirstQuote] ■ ما رأى الشرع فى واقعة مقتل جنود الأمن المركزى فى رفح؟ - واقعة مقتل الجنود فى رفح تعد إفساداً فى الأرض وجريمة حرابة تستوجب تطبيق حد الحرابة فوراً على مرتكبيها، مصداقاً لقول الله تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ». وهى جريمة بشعة بكل المقاييس ويجب معاقبة الفاعلين بأقصى سرعة حتى يتم بتر الإرهاب الأسود الذى يطارد أمن واستقرار البلاد. ■ ماذا عن العناصر التى تُكفّر الجيش والشرطة؟ - من يكفّرون الجيش والشرطة ويهاجمون الكمائن ومقرات القوات المسلحة والشرطة على أساس دينى، هم جهال لا علاقة لهم بالدين، والإسلام برىء من تصرفاتهم، لأنه لا يسمح بمثل هذه التصرفات البشعة حتى مع الكفار أو مع من يرتد عن الإسلام. وما حدث مع الجنود هو الإرهاب بعينه، وعلى الجيش والشرطة ردع أمثال هؤلاء بكل قوة وكفّ شرهم عن المجتمع. ■ كيف؟ - كل من يخرج لترويع الآمنين ويستعد لقتال المواطنين وأفراد الجيش والشرطة، وقتها يكون لقوات الجيش والشرطة الحق فى قتله فهذا «جائز شرعاً». ■ كيف تلقيت فتاوى الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين التى تستقوى بالخارج وتسىء لشيخ الأزهر؟ - للأسف القرضاوى حاول تشويه مواقف الإمام الأكبر الوطنية، التى شهد بها المصريون والتى انحاز فيها للشعب واستقرار الوطن، وقد وصلت عدة طلبات إلى الإمام الأكبر من أعضاء بهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وأساتذة بجامعة الأزهر كلها تطالب بسحب العضوية من القرضاوى بعد فتاواه الداعية للجهاد ضد مصر. ■ ولماذا طلب «الطيب» حفظ هذه الطلبات؟ - شيخ الأزهر متسامح، ويؤكد دائماً أن الأزهر بيت لكل المصريين ويستوعب الجميع، وعلى القرضاوى مراجعة نفسه، فالكلمة أمانة ومسئولية أمام الله تعالى، ويجب على العلماء الدعوة للوحدة ونبذ الفرقة والخلاف فى هذا الوقت العصيب. ■ ما ردك على من يقولون إن الحرب الراهنة هى على الإسلام؟ - هذا كلام خاطئ، وما نحن فيه مجرد خلاف سياسى وليس دينياً، وإلباسه ثوب الشرع من قبل بعض الفصائل خطأ وجُرم عظيم. ■ ما تعليقك على وقائع الاعتداء على الكنائس باسم الدفاع عن الإسلام؟ - من واجبنا تبيان الحق من الباطل، وصحيح الإسلام لا يقر العنف ولا الاعتداء على المساجد أو الكنائس، وهذا محرم شرعاً ويتنافى مع تعاليم ديننا السمحة. ■ ما الهدف من القوافل الدعوية التى ينظمها الأزهر والأوقاف إلى المحافظات؟ - نحن نركز على حرمة الدماء والأموال، والتأكيد على أن الدين لا يقبل بأى شكل من أشكال العنف والقتل والترويع والاعتداء على المنشآت، والإسلام يقر التعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين، ونحن ندعو إلى التصالح والاتفاق وتقديم مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.