«بوتين» يطلق عملية سياسية يواجه فيها الرئيس المنتصر معارضة مترنحة

«بوتين» يطلق عملية سياسية يواجه فيها الرئيس المنتصر معارضة مترنحة
- إعادة تشكيل
- الأراضى السورية
- الأزمة السورية
- الأسبوع المقبل
- الأسد و
- الائتلاف الوطنى
- البؤر الإرهابية
- الجيش السورى
- الحرب فى سوريا
- الحكومة السعودية
- إعادة تشكيل
- الأراضى السورية
- الأزمة السورية
- الأسبوع المقبل
- الأسد و
- الائتلاف الوطنى
- البؤر الإرهابية
- الجيش السورى
- الحرب فى سوريا
- الحكومة السعودية
بدأت الأوضاع تتجه فى سوريا إلى وضع نهاية للحرب المندلعة هناك منذ أكثر من 6 أعوام، وتبدو جميع الأطراف فى الأزمة السورية، المحلية والدولية، على استعداد للانخراط فى عملية سياسية، أذن لانطلاقها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى يتحكم الآن بكثير من أوراق اللعبة فى سوريا، الحرب فى سوريا كانت تسير فى مسارين: الأول فى مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى، وهذا المسار مع هزائم التنظيم الذى لا يتبقى له سوى جيوب محدودة فى سوريا، يمكن القول إن عملياته العسكرية اقتربت من الانتهاء، أما المسار الثانى للعمليات العسكرية فكان ذلك المرتبط بالمواجهات المسلحة بين قوات الحكومة السورية، والقوات التابعة للمعارضة السورية المسلحة، وهذا المسار هو الآخر تكاد تكون الحرب توقفت فيه، مع التوصل إلى عدد من الاتفاقات لوقف العمليات القتالية أو خفض التصعيد فى عدد من المواقع الرئيسية للعمليات القتالية، وهكذا رُسمت المعالم الرئيسية لنهاية العمليات العسكرية فى سوريا.
{long_qoute_1}
فيما يتعلق بالحكومة السورية، فمع الدعم الروسى لها استعادت عافيتها عسكرياً لتحقق مجموعة من الانتصارات العسكرية على الأرض، وهو ما عبر عنه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مؤخراً، حين قال خلال لقاء مع نظيره التشيكى، إن أكثر من 98% من الأراضى السورية تقع حالياً تحت سيطرة الحكومة السورية، مؤكداً أنه لا توجد بؤر للإرهابيين، ومع توسيع مفهوم الإرهاب الذى تعتمده «موسكو»، فإن تلك البؤر الإرهابية ربما تقصد بها أيضاً بؤراً لبعض فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وقال مسئول بالجيش السورى، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الوطن»، إن «الجيش السورى نجح فى تحقيق انتصارات على الأرض فى مواجهة مجموعات قامت بأعمال إرهاب تحت مسمى الثورة، نحن الآن منتصرون فى مواجهة تلك المجموعات»، وأضاف: «دخول القوات الروسية أو غيرها لمساعدتنا فى الحرب والحفاظ على الدولة السورية، كان بناء على مطلب من الحكومة الشرعية فى البلاد والمعترف بها دولياً، ولم يدخلوا متسللين أو ممولين من بعض الجهات الخارجية»، وتابع: «اليوم الدولة السورية تنتصر وتفرض كلمتها، لأنها صاحبة الحق، وأى طرف يسمى معارضاً لن يأخذ فى اعتباره هذه الأمور، لن يكتب له فى أى عملية سياسية أو محاولة للتسوية النجاح».
المعارضة السورية أعلنت بعد اجتماعها فى العاصمة السعودية «الرياض» هيئة تفاوضية موحدة تضم للمرة الأولى كافة أطيافها، على أن تسمى هذه الهيئة أعضاء الوفد الذى سيفاوض ممثلى الحكومة فى «جنيف» الأسبوع المقبل، وولدت الهيئة العليا للمفاوضات بعد 3 أيام من المباحثات المكثفة فى العاصمة السعودية بمشاركة نحو 140 شخصية يمثلون قوى المعارضة الرئيسية وعلى رأسها الائتلاف الوطنى لقوى الثورة، ومنصة موسكو القريبة من روسيا، ومنصة القاهرة التى تضم مستقلين.
وبحسب البيان الصادر عن قوى المعارضة فى «الرياض»، فإن الهيئة العليا للمفاوضات تتكون من 36 عضواً، هم 8 من الائتلاف، و4 من منصة القاهرة، و4 من منصة موسكو، و8 مستقلين، و7 من الفصائل، و5 من هيئة التنسيق، ويترأس الهيئة العليا نصر الحريرى، عضو الائتلاف، بعد استقالة رياض حجاب، الاستقالة التى رحبت بها «موسكو»، باعتبار «حجاب» أحد الشخصيات المتشددة فيما يتعلق بالتفاوض، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف.
ويشكل مصير الرئيس السورى بشار الأسد العقبة الرئيسية التى اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة بين الحكومة السورية ومعارضيها، مع رفض «دمشق» المطلق النقاش فى هذا الموضوع، فيما تمسكت المعارضة بهذا المطلب كمقدمة للانتقال السياسى، لكن مراقبين يعتقدون أن هذا المطلب يمكن تجاوزه أو التوصل إلى صيغة بديلة له.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية السابق إلى «مباحثات جنيف»، العميد أسعد الزعبى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «مباحثات جنيف المقبلة، وما يدور الآن حول تسوية سياسية، لا أعتقد أن فيها ما يختلف عن الماضى، لا نزال ندور فى المربع الأول، المجتمع الدولى ينتظر وهو يتفرج على قتل السوريين، وأدخل إلى سوريا كل أنواع الإرهاب من إيران ومن روسيا ومن حزب الله، ومنع السلاح والمساعدات عن السوريين، من أجل الحفاظ على بقاء بشار الأسد فى السلطة».
وأضاف «الزعبى»: «لا أعتقد أن دولة فى العالم تحتاج لوضع دستور لها من الخارج، أو دولة تعرضت لما تعرض له الشعب السورى من قتل وتدمير، وأعتقد أن من حق الشعب السورى أن يغير نظامه ورئيسه، ولذلك لا أأمل نجاحاً لمباحثات جنيف الحالية التى لن تختلف عن سابقاتها، ونحن الآن أمام سلسلة طويلة، والحلول التى تطرحها روسيا هى حلول وهمية، وما تنتجه فقط إعادة الشعب السورى إلى حظيرة بشار الأسد».
وقال: «ليس من حق أحد التراجع عن مطلب رحيل الأسد، والقرار الأممى 2018 واضح من قبَل مجلس الأمن بتكوين هيئة حكم انتقالى ذات صلاحيات، وليس للأسد مكان فيها، هذا أمر واضح ولا أحد يستطيع التلاعب بهذا الأمر».
وعن ضعف المعارضة فى التفاوض على خلفية الانتصارات العسكرية التى حققها الرئيس السورى، قال «الزعبى»: «الانتصارات التى تحققت هى نتيجة تدخل دولة عظمى فى الحرب إلى جانب النظام فأضعفت المعارضة، وموسكو لن تستطيع البقاء مع الأسد العمر كله، وستبقى الثورة مشتعلة ولا بد أن يرحل بشار». وتابع: «وبالتالى، لا أتوقع أن جنيف المقبلة ستحمل جديداً طالما أن روسيا تدير الملف السورى بهذا الشكل».
من جهته، قال نائب مدير المركز العربى للبحوث والدراسات، هانى سليمان، لـ«الوطن»، إن «التدخل الروسى فى الأزمة السورية كان عنصراً فاعلاً فى إعادة تشكيل التوازن بين المعارضة السورية المسلحة وقوات الحكومة السورية، وما تبعه من التدخل الإيرانى، حيث استطاعوا حسم كفة الميزان لمصلحة قوات الحكومة السورية».
وأضاف «سليمان»: «هذه الدول التى تدخلت لمساندة الرئيس السورى بشار الأسد مرتبطة بالمصالح التى تتوافر لها من خلال الحكومة السورية، هذه المساندة الخارجية كانت عاملاً حاسماً فى انتصار الحكومة السورية خاصة بعد معركة حلب وإخراج المعارضة منها».
وتابع: «منذ انتصار الحكومة السورية فى حلب، استطاع نظام الرئيس السورى بشار الأسد وداعموه إرغام المعارضة على الجلوس فى مباحثات (أستانة) على وجه التحديد، ليملى فيها شروطه ويحاول فرض رأيه على المعارضة السورية المهزومة». وأضاف «سليمان»: «ساعد على هذا الأمر فشل المعارضة فى التوحد لفترة طويلة، وقد فشلت الإجراءات السعودية والتركية سابقاً فى توحيد المعارضة، وبالتالى الحديث عن أى تسوية سياسية سيكون فى مصلحة الحكومة السورية والرئيس السورى بشار الأسد أكثر من المعارضة السورية التى تقف فى موقف الضعيف والمهزوم».
وحول مطلب المعارضة برحيل «الأسد»، قال «سليمان»: «كان المطلب الأساسى أنه لا تفاوض قبل رحيل الأسد، وهذا لم يكن مطلب المعارضة فقط، وإنما مطلب بعض الدول، والمرونة مثلاً فى الفترة الأخيرة لدى الحكومة السعودية، وتغير المواقف التركية أيضاً، جعل حتى المعارضة تتحدث عن إجراءات تسوية ومراحل انتقالية معينة وشكل النظام فى الدولة، المعارضة تحولت إلى أمور إجرائية تتعلق بعملية انتقال السلطة، مع حديث ضمنى عن القبول ببقاء الأسد واستمراره». وتابع: «هذا الأمر الأخير المتعلق بالموقف من الرئيس السورى بشار الأسد، أدى لوجود انفصام وانقسام بين المعارضة ذاتها وتبادل الاتهامات فيما بينها، الأمر الذى يصب فى ضعفها».