الروضة.. انتحار «داعش» لحساب «القاعدة»
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- التنظيمات التكفيرية
- التنظيمات المسلحة
- التوحيد والجهاد
- التوصل لتسوية سياسية
- الجماعات الإرهابية
- الجماعات المسلحة
- الجيش والشرطة
- آل البيت
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- التنظيمات التكفيرية
- التنظيمات المسلحة
- التوحيد والجهاد
- التوصل لتسوية سياسية
- الجماعات الإرهابية
- الجماعات المسلحة
- الجيش والشرطة
- آل البيت
«ولاية سيناء»، الموالية لـ«داعش»، كشفت منذ عام عن نيتها مهاجمة مسجد الروضة، العملية تأجلت لأن مهاجمة مسجد تثير أعاصير من الغضب، وتطرح إشكاليات تتعلق بقدسيته، وبحرمة المصلين المدنيين العُزَّل، وتعبئ جهود الحشد لمواجهتها.. تنفيذ الجريمة الشنعاء يعكس يأس التنظيم، نتيجة مروره بحالة من الضعف والحصار، ولأسباب متعددة؛ الخسائر الفادحة التى أوقعتها الضربات الاستباقية، فقدان البيئة الحاضنة، دخول بعض قبائل سيناء على خط المواجهة، اعتقال قادة السلفية الجهادية بغزة، ضبط حركة الأنفاق بعد اتفاق المصالحة بين «فتح» و«حماس» برعاية مصرية.. كل ذلك قطع معظم محاور إمداداته اللوجيستية.
النشاط الإرهابى فى سيناء يخضع استراتيجياً لإدارة أجهزة مخابرات دولية، أصبحت ترى أن دور «داعش سيناء» قارب على الانتهاء، وأنه ينبغى الإسراع برحيلها، لإفساح المجال لتنظيم «القاعدة» كى يحل محلها، دفع التنظيم لارتكاب حماقة اقتحام قرية الروضة تم بدعوى تصفية حسابات مع قبيلة السواركة، التى ينتمى لها سكان القرية، والتى أسس عناصر منها «جماعة جند الإسلام»، الموالية لـ«القاعدة»، بسيناء، ومع الطرق الصوفية التى حال إيمان مريديها بسماحة الإسلام وحب آل البيت دون تقبل الفكر التكفيرى، وقبل كل ذلك معاقبة الصوفيين على تصديهم لحكم الإخوان والحشد ضده.. الهجوم على المسجد بمثابة انتحار للتنظيم، لأنه يدفع «السواركة» إلى ثأر باطش، ويستثير غضب الدولة لاستخدام «القوة الغاشمة»، ما يعنى توجيه الضربة القاضية، وإزاحة التنظيم من طريق «الجماعة» الموالية لـ«القاعدة».. «داعش» قبل مغادرتها تهيئ الميدان للقادم الجديد، تذيق أهل سيناء آخر نكهات نيرانها الحارقة، حتى يستجيروا منها برمضاء «الجماعة»، ما يضمن استعادة البيئة الحاضنة، واستمرار المعاناة من الإرهاب لسنوات طويلة.
«جماعة جند الإسلام» تأسست بالعراق 1997، عندما ظهر «البغدادى» رفضت مبايعته، فكفرتها «داعش»، انتقل بعض عناصرها إلى سيناء، فاحتضنهم بعض «السواركة»، ونجحوا فى استقطاب عناصر من «التوحيد والجهاد»، ليعلنوا التأسيس الثانى لـ«الجماعة».. تمركزت بجبل الحلال وجبال المهدية وسط سيناء، شاركت فى عمليات تفجير خط الغاز المتجه للأردن وإسرائيل، أعلنت ارتباطها رسمياً بـ«القاعدة» يناير 2012، وبايعت «الظواهرى»، تعاونت مع الإخوان إبان حكم مرسى، وفجرت بعد سقوطهم مبنى المخابرات الحربية برفح سبتمبر ٢٠١٣، فيما سمته «غزوة رد الاعتداء على مسلمى رابعة»، اتفقت مع «سرايا بيت المقدس» على تنسيق العمل فى سيناء، وقامت بدور رئيسى فى عملية كرم القواديس أكتوبر 2014، الخلافات نشبت بينهما حول تحديد الوسائل والأهداف، ومفهوم الخصوم والأعداء، ومشروعية استهداف المدنيين، وضباط الجيش والشرطة وجنودهما، تحولت الخلافات إلى قطيعة بعد مبايعة التنظيم لـ«داعش»، الأخيرة استهدفت قادة وعناصر «الجماعة»، ما دفع قائديها، هشام عشماوى وعماد عبدالحميد، إلى تجميد نشاطها، توجها إلى درنة يوليو 2015، ليؤسسا «المرابطون» بليبيا مارس 2017، و«أنصار الإسلام» بمصر، وهى التى نفذت عملية الواحات، قبل إعادة تنشيط «الجماعة» بسيناء مؤخراً، لتكون بأجنحتها الثلاثة البديل الجهادى لـ«داعش».. «القاعدة» بنظرية العقيدة والدعوة للتكفير تفوقت على رؤية «داعش» بتأسيس دولة الخلافة.
«داعش» بادرت بالهجوم على مخازن «الجماعة» أكتوبر الماضى، محاولة الاستيلاء على الأسلحة والمعدات والذخائر، ما يعكس تأثرها الشديد بالحصار المفروض عليها، «الجماعة» وصفتها بـ«الخوارج»، وأعلنت الحرب، نصبت كميناً لعناصرها، بمنطقة النقيزات جنوب الشيخ زويد، قتلت ثمانية دواعش، وخسرت ثلاثة، الحرب بين التنظيمات التكفيرية فى سوريا أدت لاستنزافهم، وعجلت من وتيرة القضاء عليهم، وهى فرصة للدولة المصرية، لكن اللافت فى هذا الهجوم هو مشاركة عناصر من قبيلة الترابين فيه، بحجة الرد على عرقلة «داعش» لعمليات التهريب لقطاع غزة، ما يفسر إشارة «الجماعة» فى بيانها عن العملية إلى أن أحد أسبابه محاصرة «داعش» لقطاع غزة!!، هذا التطور يفرض سرعة تدخل الدولة، لأن التعاون مع «الجماعة» لا يختلف فى النتيجة عن التعاون مع «داعش»، كل ما فى الأمر أنه يتيح المجال لنمو بدائل جهادية لـ«داعش»، ويفتح منافذ لاستيعاب العناصر المتطرفة والتكفيرية التى بدأت بالفعل الانشقاق على التنظيم، ما يؤدى لإجهاض محاولات الدولة للقضاء على الأنشطة الإرهابية.
مصر ينبغى أن تتعامل مع محاولات «القاعدة» للحلول محل «داعش» بمنتهى الجدية والحزم، فجرائمها قد تفوق «داعش»؛ بدءاً من محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق سبتمبر 2013، هجوم الفرافرة يوليو 2014، إلى مذبحة العريش الثالثة فبراير 2015، وتفجير القنصلية الإيطالية يوليو 2015، اغتيال النائب العام يونيو 2015، تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية ديسمبر 2016، هجوم الوادى الجديد يناير 2017، تفجير كنيسة مارمرقس بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا أبريل، استهداف المسيحيين قرب دير الأنبا صموئيل بالمنيا مايو، وأخيراً عملية الواحات.. خطورة «القاعدة» أنها استغلت الأرضية العقائدية المشتركة بينها وبين الإخوان فى الانفتاح على الخلايا المسلحة الجديدة التى خرجت من الكتلة الشبابية التابعة للتنظيم، ما وفر لها رافداً جديداً للتجنيد أسهم فى بلورة عملية تهجين إرهابى استفاد فيها كلاهما من مزايا الآخر، «القاعدة» تهيئ الساحة المصرية لاستقبال واحتواء العائدين من العراق وسوريا وليبيا، ما يفسر مضاعفة عملياتها بسيناء، وإصرارها على تكرار محاولات التسلل عبر الحدود الغربية، رغم ما تتكبده من خسائر نتيجة لغارات الطيران المصرى، لأنها تستهدف إثبات قدرتها فى السيطرة على الساحة، واتخاذ مصر مركزاً لنشاطها بالمنطقة، بعد أن اعتبرها مخطط «القاعدة» الجديد لشمال أفريقيا أهم قطاعاته السبعة.
مصر تتعرض لهجوم ضارٍ من جانب كل من الجماعات الإرهابية والقوى الفاعلة للفوضى والخراب بالمنطقة، لأن تقويض الدولة المصرية لحكم الإخوان كان المقدمة لانتكاسة مشروع الإسلام السياسى فى الدول العربية.. بانتهاء الحرب فى سوريا والعراق تستعد المنطقة لمرحلة إعادة البناء، واستعادة الدور العربى، والدور المصرى هنا محورى، لذلك فإن استهدافها يحظى بالأولوية.. حسم المعركة ضد الإرهاب يفرض مراعاة عاملين؛ الأول: أن تظل الدولة هى المعنية بمواجهة الجماعات المسلحة، وألا تعول على القبائل، «السواركة» احتضنت «جند الإسلام» ورعت تأسيسها الثانى، ثم أسست «بیت المقدس»، وتولت قيادتها لسنوات، قبل أن تغير العناصر الوافدة من بنيان التنظيم.. و«الترابين» نسقت مع «بيت المقدس» فى عمليات التهريب قبل اختلافها مع «داعش» والتعاون مع «جند الإسلام».. علاقة القبائل بالتنظيمات المسلحة تخضع للمصالح المتبادلة، لذلك ينبغى أن تكون موضع متابعة ومحاسبة، يتساوى فى ذلك أن تكون تلك العلاقة مشاركة، أو تعاوناً، أو معايشة، أو حتى السلبية والصمت.. الثانى: أهمية مضاعفة الجهود الخاصة بالتوصل لتسوية سياسية بليبيا للفوز بشريك أمنى قادر على حماية حدودنا الغربية، وذلك على نحو ما تم على الحدود مع غزة.
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- التنظيمات التكفيرية
- التنظيمات المسلحة
- التوحيد والجهاد
- التوصل لتسوية سياسية
- الجماعات الإرهابية
- الجماعات المسلحة
- الجيش والشرطة
- آل البيت
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- التنظيمات التكفيرية
- التنظيمات المسلحة
- التوحيد والجهاد
- التوصل لتسوية سياسية
- الجماعات الإرهابية
- الجماعات المسلحة
- الجيش والشرطة
- آل البيت