«كارنيه الهندسة» يوحّد البائع والمشترى على حلقة السمك

07:22 م | الأربعاء 29 نوفمبر 2017

علاقة امتدت لـ3 سنوات، كان بطلها «فرشة سمك» بأبوقير فى الإسكندرية، تعرف من خلالها «مصطفى عاصم» على «نصر ياقوت»، بائع السمك، وكانت طلبات الشاب محدودة «أخطبوط أو جمبرى»، وذات مرة سأل «مصطفى» البائع عن الفرق بين الأخطبوط الأحمر والأبيض، فأجابه باللغة الإنجليزية، لينعقد لسان الشاب قبل أن يفاجئه البائع: «ماتتخضش، أنا خريج هندسة».

استمع الشاب إلى قصته، لكنه فى النهاية طلب تأكيداً، فأخرج له كارنيه نقابة المهندسين، ليطلب تأكيداً آخر، فأخرج له البطاقة، ومدون فيها أنه حاصل على كلية الهندسة: «مابقتش مصدق، طلَّعت أنا الكارنيه بتاعى لأنى مهندس اتصالات وإلكترونيات ومعيد بجامعة سيناء، وخدنا صور بالكارنيهات».

وما إن نشر «مصطفى» الصورة على «فيس بوك» حتى لقيت تفاعل الطلبة: «الطلاب بتوعى بقوا يقولوا لى دى آخرتنا يا دكتور»، وطمأنهم: «دى حالة فردية».

تخرج «نصر» فى كلية الهندسة عام 1982، قسم الهندسة المدنية، وفى ذلك الوقت جاءه خطاب التعيين فى وزارة الإسكان، وحين استفسر عن الراتب قرر ترك الهندسة كلها ليستمر فى «كار» آبائه: «48 جنيه فى الشهر، وفى الوقت ده كان عندنا مطعم بيجيب لى 50 جنيه فى اليوم» يحكى الرجل الذى تخرجت إحدى بناته فى كلية التربية، والأخرى فى كلية الآداب: «المطعم كان مشهور، وبيزوره ناس كبار، فريد شوقى وسامية جمال وحكيم، بس الدولة خدته فى 2004 ضمن تجديدات الموانى».

يعرف من فى حلقة السمك أن «نصر» مهندس، ويجدد عضويته بالنقابة «عشان المعاش»، ومنذ أن أنهى دراسته وهو يعمل فى حلقة السمك: «ده كار أهلى من 60 سنة». يبتسم «نصر» كثيراً حين يتذكر أيام دراسته وحصوله على تقدير عام «جيد»، بينما كان تقدير مشروع تخرجه «جيد جداً»: «أنا شاطر دراسة وشاطر سمك».