بالصور| "الوطن" من داخل مسجد شيدته "شادية".. الفيلا أصبحت صدقة جارية

06:50 م | الأربعاء 29 نوفمبر 2017

مع آذان الظهر وخلال إقامة صلاة الجنازة بمسجد السيدة نفيسة على الراحلة الفنانة شادية، وقف المصلون بمسجد "شادية" يدعون لها، فهي من أهدت لهم قطعة الأرض لبناء مسجد ومستوصف طبي بعد اعتزالها للفن وتصميمها على هدم فيلتها الشخصية وبناء مسجد ومستوصف طبي بدلا منها.

رغم أن المسجد يحمل اسم عباد الرحمن، الا أنه منذ أن تطأ قدماك منطقة الرماية وتحديدًا شارع موقف 28، والذي من المفترض أن المسجد يقع بها، وتسأل عنه لم يجيبك أحد، فبعضهم يقول إنه لا يوجد مسجد بهذا الاسم، وبمجرد أن تخبرهم أنك تبحث عن مسجد قامت الفنانة شادية بالتبرع بقطعة الأرض وبناء مسجد عليها، فيبتسم بعضهم قائلا: "أيوه كده مسجد الحاجة شادية بعد مسجد الشيخ محمد متولي الشعراوي على يمينك على طول".

على أعتاب المسجد وتحديدًا مع نداء مقيم الشعائر لإقامة الصلاة، تجلس "أم مؤمن" وهي حارس المستوصف والمسجد، ترفع يدها بالدعاء لـ"شادية" فهي لم تراها قط، حيث أنها أتت لحراسة المستوصف حديثا، وإنما كانت تسمع عن الخير الذي تقوم به الفنانة لأهالي المنطقة، حيث كانت تحرص على إرسال المساعدات للفقراء والمحتاجين وتحديدًا أموال لرعاية الأطفال.

قرابة 4 أعوام لم تذهب "شادية" لزيارة المسجد وأهالي المنطقة التي كانت تقطنها وهي في عز مجدها، حيث بدأ المرض يتمكن منها ويشتد عليها، ولكنها لم تنساهم وإنما كانت تحرص على إرسال أحد أقاربها بتبرعات، حسب محمد علي، أحد جيران المسجد.

بعد الانتهاء من الصلاة وقبل أن يخرج المصلين من المسجد، طلب الإمام منهم الدعاء للفنانة الراحلة شادية، وأنها الآن بين يد الله تسأل وأنها في أمس الحاجة للدعاء، وأنها صاحبة الفضل في إقامة بيت من بيوت الله، وأن مسجدها لم يدخله فقط المصريين وإنما بيت فتح لعباد الله المسلمين: "المسجد ده سبحان الله بيصلي فيه سودانيين وسوريين وخليجين كتير أكيد الست شادية كان فيها حاجة لله عشان كل الناس دي تقف تدعيلها وتحزن عليها الشكل ده".

عدم إنجاب الراحلة شادية للأطفال، جعلها تحرص على استضافة وعلاج الأطفال اليتامى بالمجان داخل المستوصف، بالإضافة لمساعدتهم في الزواج عندما يصبحون في سن الزواج، فضلا عن حرصها على تجهيز المستوصف الطبي بكافة التخصصات: "شادية سترت بنات كتير وناس كتير أكلت عيش من خيرها.. وكفاية علاجها بالمجان للأرامل والأيتام"، حسب ربيع صلاح، المسؤول عن المستوصف الطبي الملحق بالمسجد.

جميع العاملين بالمستوصف والمسجد، أرادوا أن يذهبوا لمسجد السيدة نفيسة للصلاة عليها وتوديعها لمثواها الأخير، إلا أنهم قرروا ألا يُغلق المسجد أو المستوصف ويظلان مفتوحان كصدقة جارية لها في حياتها وبعد مماتها، حسب ربيع.