«الفرافرة»: «منجم الخير وسلة غذاء مصر».. تربة خصبة صالحة للزراعة وتعوم على أكبر خزان مياه جوفية فى العالم

كتب: شيماء عادل

«الفرافرة»: «منجم الخير وسلة غذاء مصر».. تربة خصبة صالحة للزراعة وتعوم على أكبر خزان مياه جوفية فى العالم

«الفرافرة»: «منجم الخير وسلة غذاء مصر».. تربة خصبة صالحة للزراعة وتعوم على أكبر خزان مياه جوفية فى العالم

«الفرافرة» منجم الخير فى مصر يمكن أن تكون سلة الغذاء الرئيسية للوطن خلال الفترة المقبلة إذا أحسن استغلال الإمكانيات الكبيرة المتاحة فى هذه المنطقة والاستفادة منها فى مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. لمَ لا وهذه المنطقة يمكن الاستفادة منها فى الزراعة والصناعة والسياحة بجانب خلق وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة تخفف من الضغط السكانى الهائل على منطقة الوادى والدلتا بسبب الزيادة السكانية.

{long_qoute_1}

9 ساعات كاملة هى المسافة التى تقطعها أوتوبيسات شركة الصعيد للنقل والسياحة التابعة للشركة القابضة للنقل البرى والبحرى، من موقف الترجمان حتى الوصول إلى واحة الفرافرة التى تقع على بعد 650 كيلومتراً من القاهرة وتتبع إدارياً محافظة الوادى الجديد، ورغم بُعد المسافة بينها وبين الخارجة، عاصمة المحافظة التى تصل إلى 500 كيلومتر، ورغم طول الطريق والمشقة التى تقع على أبناء الواحة فى ذهابهم من وإلى القاهرة أو توجههم إلى الخارجة عاصمة المحافظة، فإن أغلبهم يفضل استقلال الأوتوبيسات التى تعد الوسيلة الوحيدة الآمنة والمريحة لهم فى ظل وجود عدد قليل من الميكروباصات التى لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة، فضلاً عن أن الميكروباص يستغرق وقتاً طويلاً ربما يصل إلى ساعتين لكى يكتمل عدد الركاب حتى يتحرك السائق، على عكس أوتوبيسات شركة الصعيد التى تتحرك ولا تتقيد بأعداد الركاب لأن الرحلة الممتدة من القاهرة تستمر على طريق الواحات مروراً بالواحات البحرية يليها الفرافرة وتتبعها الداخلة انتهاءً بواحة الخارجة، فأوتوبيس واحد كفيل بأن يصل كل ركابه إلى الواحات الأربع التى تقع على الطريق الممتد من القاهرة حتى الواحات الداخلة.

واحة الفرافرة لها طبيعة تميزها عن غيرها من الواحات الأخرى تتمثل فى الصحراء البيضاء التى تعد متحفاً ربانياً لصخور جيرية طباشيرية ناصعة البياض نحتتها عوامل الطبيعة على أشكال طيور وحيوانات وأشجار؛ فهذه صخرة منحوتة على شكل جمل، وأخرى أخذت شكل فيل، وثالثة على هيئة بطة، ورابعة فى شكل فطر المشروم، والخامسة دجاجة، كل هذه المناظر قد تجعلك تقف وسط الصحراء تائهاً متأملاً فى شكل الصخور المترامية على مساحة 4000 كيلومتر، يظن مرتادوها للوهلة الأولى أنهم أمام متحف مفتوح لمجموعة من النحاتين، ولكن مع الوقت ينتبهون إلى المساحة الشاسعة للمكان ويدركون أنهم يقفون داخل متحف ربانى لا يوجد مثله على مستوى العالم، وهو ما جعل الدولة تعلنها محمية طبيعية فى يناير عام 2002.

{long_qoute_2}

داخل المحمية ستجد سيارة بيضاء تابعة لمجلس الوزراء ووزارة البيئة، وفقاً للمعلومات المكتوبة على هيكلها الخارجى، وبداخلها اثنان من العاملين يجوبان داخل المحمية لتحصيل تذاكر المحمية والتأكد أن كل الأمور على ما يرام.

أحمد حسين، أحد العاملين فى المحمية، رحب بوجودنا وعلامات التعجب على وجهه، لأنه قليلاً ما يرى وافدين إلى المحمية، خاصة بعد حادث الواحات الذى وقع على طريق الواحات بالقرب من محمية وادى الحيتان، قائلاً: «بعد ثورة يناير ونتيجة لعدم الاستقرار الأمنى أصبحت السياحة تكاد تكون معدومة فى هذه المنطقة، ولكن قبل حادث الواحات بأسبوعين بدأ السياح يتوافدون على المحمية واستبشر العاملون فى المحمية خيراً لأننا فى عز الموسم السياحى للصحراء البيضاء، فالأجانب يبدأون فى التوافد من شهر نوفمبر وحتى يناير، ولكن بعد كمين الواحات وانتشار الخبر عبر وسائل الإعلام المختلفة ألغت جميع شركات السياحة رحلاتها إلى المحمية، فالجميع ربط بين الحادث وبين الواحات رغم أن الحادث بعيد كل البعد عن المحمية».

يتذكر الرجل الأربعينى الأفواج السياحية التى كانت تأتى إلى المحمية حتى عام 2008 مردداً: «لحد 2008 ماكانش حد فينا يقدر يلاحق على الشغل، يوم ما نقول مفيش سياحة كنت تلاقى 600 عربية دفع رباعى طالعة للصحراء.. المعدل العادى للشغل كان عدد العربيات بيوصل إلى 1200 عربية وكانت ناس كتير بتستفيد من شغل السياحة، غير إن الأجانب كانوا بييجوا يبيتوا فى الصحراء عشان يشهدوا غروب الشمس كان منظر صعب يتكرر تانى أما حالياً فنتيجة الظروف الأمنية والأوضاع الحالية مفيش حد يقدر يبات فى الصحراء».

تبدل وجه الرجل وسيطرت عليه علامات الحزن ووجه إلينا سؤالاً قال فيه: «فاكرين حادث الكيلو 100 اللى حصل فى الفرافرة؟»، ثم تابع حديثه: «إحنا كل يوم فى طريقنا من الفرافرة لشغلنا فى الواحة بنعدى على الكمين لدرجة أن العساكر والظباط اللى هناك كانوا أصحابنا، وأيام رمضان كنا بنعدى عليهم نشوف لو محتاجين حاجة نجيبها لهم من الفرافرة، قبل الحادثة بيوم كنا معديين عليهم قبل الفطار عشان نديهم مياه وأكل تانى يوم سمعت حادثة الكمين»، صمت الرجل محاولاً حبس دموعه: «صورتهم فضلت فى عنيّا لمدة أسبوع ماكنتش عارف أنام، تخيلى كده لما حد تعرفيه كنتى بتودى له أكل ومياه كل يوم فى رمضان ولسه سايباه وتانى يوم تسمعى أنه اتقتل غدر؟».

أثناء حديثنا مرت سيارة دفع رباعى مسرعة فى الصحراء تحاول الهروب من المحصل حتى لا تدفع تذاكر دخول المحمية: «يعنى مفيش سياحة ويوم لما حد يفكر يدخل بيهرب منك مع أنك سهل توقفيه ولما توقفيه يقعد يشتكى ويقولك السياحة واقفة»، تركنا المحصل هو وزميله حتى يتمكنا من اللحاق بالسيارة وتحصيل الرسوم اللازمة من السيارة.

{long_qoute_3}

التكوينات الصخرية الطباشرية التى تكونت منها الصحراء البيضاء، ليست فقط هى الميزة الوحيدة فى المحمية، وفقاً لكلام المهندس وائل ثابت، نائب مدير محمية الصحراء البيضاء سابقاً، الذى أوضح أن هذه المحمية ناتجة عن تراكمات بقايا حيوانات بحرية دقيقة يرجع زمن تراكمها لأكثر من 80 مليون سنة، قرب نهاية العصر الطباشيرى عندما كانت المنطقة بأسرها مغمورة بالمياه، لافتاً إلى أنه بعد انحسار المياه تشكلت هذه التكوينات عبر ملايين السنين وتحت تأثير عوامل التعرية والتأثيرات المناخية تكونت هذه الصخور وأصبحت أشكالاً ذات قمم فيما يشبه المشروم وكذلك أشكالاً آدمية.

وتابع المهندس الجيولوجى أن المحمية تحتوى على عيون مائية رومانية أشهرها عين السرو والتى يطلق عليها «العين السحرية»، وهى عين رومانية عندما يقترب منها إنسان أو حيوان تندفع المياه من العين بشكل تلقائى وعندما يبتعد الإنسان عنها تتوقف العين عن تدفق المياه، والسر هنا يعود إلى طبيعة التربة التى تكون أشبه بالقطعة الإسفنجية عندما تقف عليها تخرج منها المياه وعندما تبتعد عنها تتشرب المياه مرة أخرى.

وعلى مستوى الأماكن السياحية والأثرية، يؤكد «ثابت» أن الواحة تمتلك معالم سياحية وبيئية وجيولوجية بجانب الصحراء البيضاء التى لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم تتمثل فى الكهوف التى تعد إرثاً طبيعياً لا مثيل له، مضيفاً: «كل الناس تتغنى بكهف السنور، وهو كهف مفيش غبار عليه فيه طبقات صاعدة وهابطة وأعمدة تمثل إرث طبيعى ملوش مثيل على مستوى العالم، غير كهفين آخرين لا يقلان أهمية عن السنور وهما حكيم والجارة».

عوامل كثيرة يراها الباحث الجيولوجى سبباً فى جعل الفرافرة واحدة من أهم الواحات الداعمة لمجال التنمية فى مصر وخاصة أنها تمتلك عناصر وموارد طبيعية كثيرة تؤهلها لذلك، مشيراً إلى أن الفرافرة فرضت نفسها بيئياً وجيولوجياً على مستوى العالم، من خلال الموارد الطبيعية التى تمتلكها، قائلاً: «الواحة تمتلك عيوناً رومانية تتميز بالتدفق الذاتى للمياه ويوجد بها أقوى بئر على مستوى العالم ممتدة من الصحراء الغربية وحتى دولة موريتانيا، ورغم هذا الأهالى لم يستفيدوا من مخزون المياه الجوفية حتى الآن، وخاصة أن أغلب الأهالى وخاصة العاملين فى مجال الزراعة ما زالوا يعتمدون على الخزان السطحى وجزء من الخزان المتوسط وسايبين الخزان الجوفى اللى على عمق 930 متر، مفيش مقارنة بينا وبين أى حد، ونفسنا حد يعارض الكلام ده واحنا نرد بالأدلة والأرقام».

ولفت «ثابت» إلى أنه لو تم استغلال هذا الخزان الجوفى فى استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، ستكون الفرافرة قادرة على سد احتياجات مصر الغذائية، موضحاً أن الواحة تحتوى تربتها على طبقات الطفلة وبعض العناصر الغذائية، وهو ما ينعكس على جودة وإنتاجية المحاصيل الزراعية مقارنة بمثيلتها فى وادى النيل: «رمال الفرافرة موجود فيها طبقات من الطفلة والرملة وبعض العناصر الغذائية فى التربة اللى بتخليها تنتج بعض أنواع المحاصيل كفاءتها وإنتاجيتها أعلى إنتاجية، فمثلاً إنتاجية محصول بنجر السكر المزروع فى وادى النيل تتراوح بين 8 و13%، بينما نسبة السكر فى بنجر سكر الفرافرة تصل إلى 15% والحجم يكاد يصل إلى الضعف عشان كده فيه شركات كتير فضلت أنها تستمر فى الفرافرة رغم تملكها أراضى فى وادى النيل».

وأشار المهندس الجيولوجى إلى أن الفرافرة تعد الأعلى فى إنتاجية القمح والأرز والغلال على مستوى الجمهورية لثلاث سنوات متتالية، بعدما وضعوا آلية منظمة لتداول محصول الأرز والقمح مردداً: «زمان كان يتم تهريب الأرز من الفرافرة إلى مضارب الفيوم ويخرج الأرز من المضارب على أنه من محاصيل الفيوم».

أما بالنسبة لمصادر الطاقة التى يمكن أن تسهم بها الفرافرة فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، أكد ثابت أن طبيعة الفرافرة تجعلها مصدراً مهماً من مصادر الطاقة النظيفة، حيث يمكن توليد كهرباء تغطى الصحراء الغربية من خلال طاقة الرياح، خاصة أن الفرافرة على هضبة ارتفاعها 150 متراً عن سطح البحر، بالإضافة إلى كونها فى مسار الرياح وبالتالى تسهل عمليات توليد الكهرباء، موضحاً أن مناخ الفرافرة قارى جاف وسماء صافية يجعلها واحدة من أكبر المناطق التى يمكن أن تولد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية.

وحول مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى واحة الفرافرة، قال مصطفى أيوب، مدير الإدارة الزراعية فى مركز الفرافرة، إن محافظة الوادى الجديد التى تتبعها واحة الفرافرة كانت نشأتها بهدف التنمية وتوسيع رقعة الأراضى الزراعية فكان قرار الرئيس جمال عبدالناصر بإنشاء محافظة الوادى الجديد التى شكلت 40% من مساحة مصر.

وأضاف مدير الإدارة الزراعية أن التنمية الحقيقية بدأت عندما زار الرئيس أنور السادات الواحة فى عام 1979 وقام بزراعة نخلة وشجر البرتقال مطلقاً إشارة البدء فى زراعة واستصلاح أراضى الواحة، ووصلت المساحة المزروعة من الأراضى حتى عام 2000 إلى 262 ألف فدان، وتم بعدها حفر عيون وآبار جديدة حتى تستوعب الزيادة فى مساحة الأراضى المزروعة ووصلت إلى 101 عين، لافتاً إلى أن الطفرة الزراعية حصلت فى شهر ديسمبر عام 2014 عندما اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى واحة الفرافرة لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان، وبالفعل خلال 3 سنوات تم الانتهاء من استصلاح 10 آلاف فدان من إجمالى 70 ألف فدان مرحلة أولى فى المشروع مردداً: «خلال الموسم الجديد الذى بدأ فى الشهر الحالى سيتم استصلاح 35 ألف فدان بالإضافة إلى 10 أفدنة مستصلحة ليصل إجمالى الأراضى المزروعة 45 ألفاً من إجمالى 70 ألف فدان».

وتابع الرجل الخمسينى حديثه قائلاً: «مشروع المليون ونصف المليون فدان كان له انعكاس على انتعاش الحياة الاقتصادية فى الفرافرة وعمل على تغيير الخريطة الزراعية فى الواحة، فعلى المستوى الاقتصادى أدت زيادة الأرض المزروعة إلى رفع أجور الأيدى العاملة ووصلت إلى 150 جنيهاً فى اليوم، وعملت على جذب المزارعين من محافظات الوجه البحرى وخاصة كفر الشيخ والدقهلية ودمياط، وهو ما انعكس على ارتفاع أسعار العقارات وقيام الأهالى بتغيير شكل المبانى وتوسيعها حتى تستوعب الوفود المقبلة من المحافظات الأخرى، كما تم تدشين شبكة جديدة للطرق داعمة لمشروع المليون ونصف المليون فدان أدى إلى تقصير المسافات بين واحة الفرافرة وغيرها من المحافظات وخاصة محافظات الصعيد، فعلى سبيل المثال أصبحت المسافة بين الفرافرة وأسيوط 300 كيلومتر، وهو ما جعل أهالى الفرافرة يتوسعون فى زراعة الخضراوات بعد زيادة الطلب عليها سواء من قبل الوافدين أو المحافظات المجاورة، ليقوم الأهالى بزراعة 4 آلاف فدان من الخضراوات يقومون بطرحها فى الأسواق الداخلية وبأسعار زهيدة وفى نفس الوقت بجودة عالية».

وأشار إلى أن الخضراوات كان تأتيهم قبل المشروع من دمياط وكفر الشيخ وكانت تأخذ يوماً كاملاً وربما أكثر إلى أن يتم طرحها فى السوق نتيجة بُعد المسافة، كما أن أسعارها كانت غالية لأنهم كانوا يتحملون تكلفة النقل على الخضراوات، مضيفاً أن زيادة الحركة على الفرافرة جعل الدولة تهتم بفتح الأسواق والمجمعات الاستهلاكية، ليتم افتتاح أول مجمع استهلاكى تابع للدولة بعد افتتاح مشروع المليون ونصف المليون فدان، مضيفاً: «الأوضاع فى الفرافرة اختلفت بعد قدوم المستثمرين والوافدين من المحافظات المجاورة».

ومن أبرز المحاصيل التى تحرص الواحة على زيادتها والاستثمار فيها، كان محصول النخيل، بحسب كلام «أيوب»، الذى أكد أن مديرية الزراعة تعمل على زيادة أشجار النخيل: «الواحة زمان ماكانش فيها غير 43 ألف نخلة على عكس واحات الوادى الجديد مثل الداخلة والخارجة، التى تخطت فيها أشجار النخيل حاجز المليون، ونظراً للأهمية الاقتصادية للنخيل وخاصة النخيل المجدول لما له قيمة كبيرة وفائدة تصديرية تعمل على جذب العملة الصعبة، فإن إجمالى أشجار النخيل التى زرعتها المديرية فى الواحة وصل إلى 100 ألف نخلة ومن المتوقع أن يتضاعف العدد خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى زراعة أنواع أخرى من النخيل البرحى والسقعى والسيوى».

وقال «أيوب» إنه من المحاصيل الزراعية المميزة للواحة محصول الزيتون، حيث يبلغ عدد الأشجار المنزرعة من الزيتون 5 آلاف شجرة، فضلاً عن محاصيل القطن والقمح وبنجر السكر، مشيراً إلى أنه من مميزات الأرض الزراعية فى الفرافرة أنها صالحة لزراعة جميع أنواع المحاصيل، ولكن أهم ما يميز محاصيل الواحة هو محصول بنجر السكر لأنه محصول شتوى وطبيعة التربة ملائمة له بل تجعل نسبة السكر به عالية، فنسبة السكر فى محصول البنجر المزروع فى الفرافرة أعلى نسبة سكر فى مصر، وهو ما جعله يطالب الدولة بضرورة إنشاء مصنع لتصنيع السكر فى الفرافرة لأنه سوف يساعد على سد العجز من خام السكر ويمكن تصديره للخارج.

الشىء الوحيد الذى تحتاجه سيوة فى مجال الزراعة، بحسب كلام «أيوب»، هو إنشاء منطقة صناعية لتصنيع منتجات الواحة وخاصة مصانع الزيوت لاستخراج الزيت من الزيتون وفول الصويا ودوار الشمس، ومصانع لإعادة تصنيع التمور ومصانع للسكر حتى يتم الاستفادة من هذه المحاصيل بنسبة كبيرة، ويمكن استخدام هذه المنتجات فى التصدير وإدخال عملة صعبة يستفيد منها الاقتصاد المصرى.

ولفت «أيوب» إلى أن الفترة المقبلة ستشهد توسعات غير مسبوقة فى استصلاح الأراضى الصحراوية فى الفرافرة، معلناً أن هيئة الاستشعار عن بُعد كانت موجودة فى الواحة منذ فترة لعمل دراسات وأخذ عينات من التربة فى منطقتى أبومنقار وعين دلة، لعمل دراسات على التربة ونسبة المياه والملوحة وما هى المحاصيل الملائمة للزراعة فى تلك الأماكن، استعداداً لطرحها على المستثمرين فى الفترة المقبلة.

وأوضح «أيوب» أن الفترة المقبلة ستكون أراضى الفرافرة مكاناً للتوسع فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية من القمح والقطن، لافتاً إلى أنه خلال هذا العام تمت زراعة 12 ألف فدان من القطن بإنتاجية وصلت إلى متوسط 6 قناطير فى الفدان، وهناك أراضٍ وصلت إلى 10 قناطير، مرجعاً السبب إلى مدى درجة اهتمام الفلاح بأرضه: «إحنا لسه قدامنا أراضى كتيرة متاحة للزراعة فالفرافرة لوحدها بتشكل 17% من إجمالى مساحة مصر والاهتمام بها وزراعتها كفيل بسد احتياجات مصر وخاصة من المحاصيل الاستراتيجية».

 

محمية الصحراء البيضاء

 

أحد المتاحف الخاصة بأهالى واحة الفرافرة

 

بيت مبنى على الطراز القديم

بعض المقتنيات القديمة الخاصة بأهالى الفرافرة


مواضيع متعلقة