رسائل «السيسى» فى منتدى الشباب

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

بعيداً عن الإشادة المستحقة بالنجاح الباهر للمنتدى العالمى للشباب الذى يجب أن يكون اسمه كذلك، حيث لا يوجد منتدى غيره حالياً، وبعيداً عن زخم السياحة المتوقع بدعاية واقعية وليست افتراضية لمدينة السلام التى بدت فى أبهى صورها كما عودنا اللواء خالد فودة الهادئ الواثق من نجاحه، فإن أهم ما نتج عن المنتدى هى رسائل السيسى التى أطلقها عبر مشاركاته فى معظم جلسات المنتدى، وتلك التى صاحبتها عبر أحاديث الصحافة الأجنبية والعربية، وكان أهمها ما يلى:

1- لا تعديل لمدة الرئاسة لـ٤ سنوات ومدتين.

2- ضرورة دمج الأحزاب المائة فى عشرة أحزاب فقط.

3- مكافحة الإرهاب حق من حقوق الإنسان.

4- حق التنمية والعيش والحياة المحترمة أهم حقوق الإنسان.

5- الزيادة السكانية 2٫5 مليون نسمة تحتاج ٤ مرات حجم النمو الحالى لمواجهة وحش يلتهم كل ما تفعله الدولة من برامج تنمية.

6- المنطقة لا تتحمل مزيداً من الصراعات والاضطرابات فى محاولة لمنع نشوب حرب سعودية إيرانية.

7- نعترف بحق إثيوبيا فى التنمية ونريد حق مصر فى الحياة.

8- كشف حساب إنجازات الرئيس وموافقة الشعب المصرى عليه شرط الترشح للرئاسة المقبلة.

9- مصر سعت لزيادة القدرة العسكرية لمواجهة فراغ التوازن الاستراتيجى بعد سقوط العراق وسوريا واليمن وليبيا.

10- الشباب ٦٠ مليوناً من الشعب المصرى لا يمكن تجاهلهم وضرورة تحاورهم.

11- المرأة هى الراعى الحقيقى للأسرة وبنات عائلتى تمنين أن يكون كل الرجال فى معاملة البنات مثل السيسى فهو لا يفرق بين الذكور والإناث.

12- تشكيل لجنة خبراء دوليين لمواجهة الهجرة غير المنتظمة والتطرف والأمية.

13- إنشاء مركز إقليمى للإبداع التكنولوجى لرعاية النابغين والمتفوقين فى عصر ثورة الاتصالات وختم بضرورة انعقاده سنوياً فى نوفمبر فى شرم الشيخ.

14- الشعب المصرى تحمل أعباء التحول الاقتصادى بصورة أذهلت العالم.

15- لا يستطيع رئيس مصرى البقاء يوماً واحداً فى الحكم دون موافقة الشعب المصرى.

وأعتقد أن الرسائل الـ١٥ تحمل ملامح برنامجه الرئاسى المقبل باختلاف كامل عن مدته الأولى التى ركزت على البنية الأساسية والاستثمار، وواضح أن برنامجه الثانى للشباب والمرأة والتعليم والصحة ورعاية الموهوبين وخلق قاطرات نجاح فى مصر تواكب به تقدم دول عديدة فى المنطقة وخارجها وهو ما يأمله الشعب كله لمستقبل الشباب المصرى.

أول تحدٍ أمام مؤتمر شباب شرم الشيخ ما هى الهيئة التى تخطط وتدير الشباب المصرى بعيداً عن الحزبية ودافعاً للوطنية؟

إن هذه الهيئة مدخلها الوحيد هو ائتلاف قومى للشباب يضم الجميع تحت مظلته، حزبيين وغير حزبيين ويكون له عناصر نجاح ثلاثة وهى:

1- التنظيم والهيكل الإدارى من أصغر حارة فى قرية أو شياخة إلى أكبر حى فى أكبر محافظة.

2- إطار فكرى قومى يرتفع عن القبلية والمصالح والأديان واستراتيجية تطبق هذا البرنامج الفكرى فى كل مؤسسات الدولة الثقافية والدعوية والإعلامية، ويكون عنوانه الرئيسى تحديث مصر وهدفها المادى الواضح انضمام مصر لقائمة الدول فى التنمية، ولا أقول مجموعة العشرين، فهو هدف بعيد نسبياً ولا أقول الثلاثين كما تقول استراتيجية وزارة التخطيط، دعونا نرفع شعاراً فى ٢٠٥٠ تكون مصر بين الخمسين الكبار على العالم.

3- مصادر تمويل قومية لا تتحكم فيها رؤوس أموال القطاع الخاص ولا موازنة وإنما يتحكم الشباب فى تقرير مصيره بنفسه ولنفسه.

وفى ضوء العناصر الثلاثة هذه دعونا نرى ماذا يحتاج الشباب:

أولاً: إطار فكرى قومى للشباب يأتى فى إطار النظرة المستقبلية للسيسى المتطلعة لإعطاء الشباب دوراً أكبر فى إدارة شئون الوطن ويأتى هذا الإطار فى بلد يشكل فيه الشباب ٦٠./. من سكان هذا البلد، إذن هذا بلد شاب لا يعانى من شيخوخة وهذه طاقة إيجابية تحركها هذه الكتلة الشبابية الكبيرة لكى يكون الشباب أداة بناء للمستقبل وليس وسيلة هدم الحاضر الذى هو قاعدة المستقبل، وهذا يحتاج تكويناً فكرياً مبنياً على الحداثة التى تحتفظ بإيجابيات الماضى ولا تسقط أسيرة لسلبياته وأخطائه، من هنا فإن دليل عمل الشباب لإدارة شئون بلدهم هو أول منتج لهذا المؤتمر الشبابى الذى سيشكل علامة فارقة فى مسار الحياة السياسية المصرية على ما تبدو شواهده، وقد يكون من عناصر دليل العمل لهذا الشباب أول البرامج المشتركة على مستوى الوطن كله مع وّجود الجميع فى مواقعهم المحلية تحت شعار: فكر عالمياً ووطنياً واعمل محلياً.

ثانياً: برنامج المشروع المحلى المشترك الذى يحقق تقدماً على مستوى القرية والحى ويشكل نقلة نوعية لهذه البقعة الجغرافية ولو إنشاء حديقة أو كورنيش أو مكتبة أو مسرح أو مركز تدريب تكنولوجى مهارى متقدم.

ثالثاً: برنامج العائد الذاتى للشباب سواء بمهنة أو تدريب أو منحة بحث أو مشروع تجريبى أو قرض صغير ل مvشروع صغير ضمن شبكة إنتاج وتسويق واسعة تحقق تنوع المنتجات وتعظيم الفوائد، وهذه البنود الثلاثة لدليل العمل هى الفائدة للوطن والحى والشاب.

رابعاً: دعم المرحلة السياسية الحالية فى ظل حرب فكرية وسياسية وعسكرية حقيقية، وهذا يتضمن ٣ بنود، وهى المواجهة الفكرية لأفكار التخلف والتطرف وتحتاج تأهيل قادة شباب مدربين كنا نسميهم فى منظمة الشباب موجه شبابى، والبند الثانى منسق جغرافى على مستوى كل شياخة وقرية يشرح سياسات الدولة وتوجهاتها.

خامساً: صناعة الأمل ضد موجات اليأس والإحباط وبنوده هى أولاً مبادرات ذاتية لنشر البهجة والسعادة باحتفالات متكررة ومتعددة لمناسبات النصر العلمى والفكرى والتنموى والعسكرى، فلماذا لا يحتفل الشباب بعلماء مصر وأدباء مصر وشعراء مصر وفنانى مصر ورجال الدين المستنيرين تهزمون دعاة اليأس، فلو لم يكن الإصرار والأمل ما كان العقاد ولا طه حسين ولا مصطفى مشرفة، وثانياً رواد الأعمال من الشباب قصص نجاح تتكرر، كل شاب ناجح فى الخارج أو الداخل يجلس مع أقرانه لتقليد قصص النجاح فى العلم والعمل والرياضة والاستثمار وتحقيق حلم الشباب، وهى قصص نجاح حقيقية لا تعتمد على هروب المراكب لإيطاليا للعمل فى المزارع ومحلات البيتزا فى نابولى، وإنما شركات نظافة وشركات مقاولات وشركات تسويق صغيرة ضمت شبكة كبيرة تشكل كياناً ضخماً، وتذكروا أن شباب مصر فى عقل وقلب الرئيس، فلا تسيروا وراء دعاوى الفصل بين القيادة والشعب، أمامكم رئيس لا ينام من أجل إصلاح الأمة وعودة مصر لمكانتها، فانصروه تنتصروا وتنتصر مصر بكم، وتحلقوا حوله يتحقق بكم أمل أمهاتكم وتذكروا كلمات أم الشهيد التى افتخرت به وقدمته لمصر ابناً باراً دفع دمه وحياته لكى يعيش أقرانه من الشباب.

سادساً: ترجمة واقعية لكتلة الشباب المنتمية لثورة يونيو التى ترى فى عودة الدولة ومساندة الجيش ركيزة التنمية وبناء الأمل للمستقبل، وقد نجح جمال عبدالناصر بالبناء والتثقيف الفكرى لمنظمة الشباب فى وجود جغرافى لقادة من الشباب المؤهل سياسياً استطاع أن يقضى على وجود الفكر الإخوانى والتنظيم الإخوانى بفكر قومى وتنظيم قومى، ولذا ليس عجيباً أن يكون مثلى آلاف من السياسيين ينتمون لهذه المنظمة فكراً وتنظيماً هم دون تفاخر لا يشتريهم أحد بفكر ولا يهزمهم أحد بتنظيم، وقد كانت لقاءات منظمة الكمسمول للشباب السوفيتى إحدى أغنى التجارب فى هذا المجال.

وختاماً حمى الله مصر وشعبها.