صابر الرباعى: تونس تسير على نهج الديمقراطية.. وابتعادى عن الغناء بمصر لم يكن باختيارى

كتب: محمود الرفاعى

صابر الرباعى: تونس تسير على نهج الديمقراطية.. وابتعادى عن الغناء بمصر لم يكن باختيارى

صابر الرباعى: تونس تسير على نهج الديمقراطية.. وابتعادى عن الغناء بمصر لم يكن باختيارى

اختارت إدارة مهرجان الموسيقى العربية النجم التونسى صابر الرباعى لإحياء حفل ختام فعاليات الدورة السادسة والعشرين من المهرجان، لكونه واحداً من أهم مقدمى الأغنية الطربية فى العصر الحديث، بالإضافة إلى تفضيله دائماً دار الأوبرا المصرية على جميع المسارح العربية.

«صابر» فى حواره لـ«الوطن»، يتحدث عن تقييمه لمشاركته فى الدورة الأخيرة من مهرجان الموسيقى العربية، وسبب ابتعاده عن تقديم ألبومات غنائية خلال الفترة الماضية، كما كشف رأيه عن تجربته فى برنامج المواهب الغنائية «ذا فويس»، ووجهة نظره فى أزمة المطربة شيرين عبدالوهاب، وقرار نقابة الموسيقيين المصرية بإيقافها عن الغناء فى مصر، إلى جانب تقييمه للأحوال السياسية التى تمر بها تونس والمنطقة العربية.

كيف رأيت اختيارك لحفل ختام مهرجان الموسيقى العربية فى دورته السادسة والعشرين؟

- مسئولية كبيرة وضعتها دار الأوبرا المصرية على عاتقى، فالغناء فى مهرجان الموسيقى العربية شرف لأى فنان عربى، وشرف أكبر أن يتم اختياره بمفرده للغناء على المسرح الكبير، وأحمد الله أنه وفقنى فى تقديم أمسية غنائية رائعة تضمنت فناً مصرياً وتونسياً عربياً، وأشاد عدد كبير من الجمهور بها، وأحب أيضاً أن أشكر إدارة المهرجان برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وأيضاً الدكتورة جيهان مرسى، مدير المهرجان.

{long_qoute_1}

ما حقيقة إحيائك لحفل الختام بعد تنازلك عن جزء كبير من أجرك؟

- الغناء فى دار الأوبرا المصرية والوقوف على المسرح الكبير يختلف بشكل جذرى عن الغناء فى المسارح المفتوحة والمناطق الشاسعة، التى يصطف فيها عشرات الآلاف من الجماهير، فحفل الأوبرا ليس تجارياً، كما أنه يصعب على أى فنان يعرف قيمة الطرب الأصيل رفض فكرة الغناء فى مهرجان الموسيقى العربية، ففكرة الوجود فقط شرف، وأنا لا أنظر إلى الأمر مادياً، بمقدار نظرى أن يكون الحفل ناجحاً ويحترم ذوق المستمع المصرى، فأنا مستعد أن أتنازل عن أجرى كاملاً، مقابل تقديم فن هادف وجميل للمستمع، فكان اتفاقى مع إدارة المهرجان أن يكون الحفل تحت قيادة المايسترو هانى فرحات، وأن تكون الفرقة المصاحبة لى تتضمن عازفين مصريين وتونسيين، وهو أمر تمت الموافقة عليه بكل حب وترحيب.

لماذا قدمت أغنية «جرحك ما شفى» التى أبعدتك عن لونك الغنائى الرومانسى؟

- هذا اللون ليس جديداً علىّ، فقد قدمته من قبل عام 2003، حينما طرحت أغنية «خلص تارك»، ومنذ تلك الفترة وأنا أسعى لتقديم عمل مشابه لها، إلى أن عُرضت علىّ أغنية «جرحى ما شفى» من الشاعر مازن ضاهر والملحن فضل سليمان، فقد أحببتها ووجدتها تليق على صوتى، فوافقت عليها على الفور، وقام عمر صباغ بتوزيعها، وأنا أحببت أن أقدم أشكالاً غنائية جديدة ومختلفة، حتى لا يتم حصرى فى شكل غنائى واحد.

ما ردك على اتهام جمهورك المصرى بتجاهل الغناء فى مصر؟

- ابتعادى عن تقديم الحفلات فى مصر لم يكن بيدى، فأنا أفتخر دائماً بالغناء لها، وأسعى فى سبيل تحقيق ذلك، وحينما عُرضت علىّ المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية لم أتردد لحظة واحدة، وحينما تسلمت أول دعوة رسمية وجادة للغناء فى القاهرة جئت على الفور، وذلك نابع من حبى وتقديرى الكبير لجمهورى المصرى، وأيضاً العربى الموجود فى مصر.

{long_qoute_2}

لماذا ابتعدت عن طرح الألبومات الغنائية منذ عام 2015؟

- علينا أن نعترف بأن العصر الحالى يواجه مشكلة كبيرة فى الإنتاج الموسيقى، وأصبحت الألبومات الغنائية تتعثر فى تحقيق أرباح مادية، وهو أمر أثر على كبرى شركات الإنتاج الموسيقى فى الوطن العربى، وعدد كبير منها أغلق أبوابه، علاوة على ذلك فإننا أصبحنا نعيش فى عالم الإنترنت والتكنولوجيا السريعة، كما باتت السوشيال ميديا مستحوذة على عقول الشباب والناس جميعاً، فكان علينا أن نساير هذا التطور، ولذلك أصبحت الأغنيات السنجل هى لسان هذا العصر، وحاولنا خلال الفترة الماضية أن نقدم عدداً كبيراً منها، إذ حققت معظمها نجاحاً كبيراً مع الجمهور، كما أرى أن الأغنية السنجل فى الوقت الحالى هى الأفضل لكونها سريعة الانتشار، وتضاهى انتشار الألبوم، إلى جانب أن تكلفتها وطريقة تسويقها أسهل.

حديثك يعنى أنك لن تصدر ألبومات غنائية جديدة.

- أنا أعمل حالياً على تسجيل أغنيات ألبومى الجديد، وفى الماضى كنت أوجد على الساحة بألبوم كل عامين، ولكنى الآن أصبحت غير ملزم بفترة زمنية محددة لكى أطرح فيها ألبوماً، نظراً لأننى أقدم من فترة لأخرى أغنية سنجل لجمهورى، وخلال الآونة المقبلة سأطرح عدداً من الأغنيات السنجل حتى أنتهى تماماً من ألبومى، خصوصاً أنه ما زال أمامه وقت لكى يُطرح فى الأسواق، ومن المقرر أن يتضمن اللهجات العربية كافة، التى اعتدت الغناء بها، وهى المصرية واللبنانية والتونسية، كما يضم أشكالاً وأفكاراً غنائية جديدة ومختلفة.

ما تفاصيل جدول صابر الرباعى خلال الفترة المقبلة؟

- لدى حفل غنائى كبير خلال شهر ديسمبر المقبل فى دار الأوبرا الكويتية، وسيكون مختلفاً بالنسبة لى؛ لقلة إحيائى حفلات غنائية فى الكويت، كما أستعد للمشاركة فى عدد من الحفلات الغنائية بتونس، خلال الشهر نفسه وحتى مطلع العام الجديد 2018.

ما رأيك حيال أزمة المطربة شيرين عبدالوهاب الأخيرة وقرار إيقافها عن الغناء فى مصر؟

- على المستوى الشخصى أنا أحب «شيرين»، وأرى أن ما يحدث معها فيه تحامل وقسوة شديدة عليها، الجميع يعرف أنها فنانة تلقائية، تحب بلدها وشاركت باسم مصر فى عشرات المحافل العربية والدولية، ولا أحب أن نقسو عليها بسبب زلة لسان، ربما لا أعلم تفاصيل المشكلة بشكل كامل، ولا أريد أن أعرفها نظراً لأننى علمت بالخبر من تصفحى لمواقع التواصل الاجتماعى، ولكنى أود أن نهدأ وندرس الأزمة بشكل عقلانى، ونحقق فى الأمر، قبل أن نقوم بإيقافها عن الغناء، «شيرين» من الأصوات الرائعة والقوية فى وطننا العربى.

ما تقييمك للوضع السياسى العام الذى تمر به تونس فى الوقت الحالى؟

- أنا شخصياً لا أحب التحدث فى الأمور السياسية بشكل عام فى الإعلام، ورأيى السياسى أحتفظ به لنفسى، ولكن بشكل عام أرى أن هناك ديمقراطية كبيرة تعيشها تونس، والناس أصبحوا يشعرون بذلك الأمر فى السنوات الأخيرة، فهناك العديد من الأحزاب الموجودة فى الساحة التونسية، وأنا كمواطن تونسى أتطلع إلى مزيد من الديمقراطية، وأن تتحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية فى بلدى أكثر من ذلك، وأتمنى أن تزدهر تونس ثقافياً واجتماعياً، وأن ينتهى الإرهاب اللعين من أوطاننا وبلادنا العربية، خصوصاً مصر التى تواجه حرباً ضروساً مع الإرهاب الذى ينال من حريتنا.


مواضيع متعلقة