معارك واستضافة ومؤن عسكرية.. تعرف على دور مصر في الحرب العالمية الأولى

معارك واستضافة ومؤن عسكرية.. تعرف على دور مصر في الحرب العالمية الأولى
103 أعوام مرت على الحرب العالمية الأولى، وهو الحدث الذي نظمت من أجله القوات المسلحة احتفالًا، أمس السبت، تمجيدًا بالمشاركة المصرية الكبيرة والواسعة في تلك الحرب، التي حدثت إبان وقوع مصر تحت سيطرة الاحتلال البريطاني رسميًا، بعد رفع الوصاية العثمانية على مصر التي كانت شكلية، وإعلان الحماية البريطانية على مصر.
ولمصر تاريخ من المشاركة والتضحيات خلال تلك الحرب، التي استمرت لـ4 سنوات، وشاركت فيها القوات المصرية بجوار بريطانيا والحلفاء ضد دول المركز، وخاضت معها معارك ضد القوات العثمانية والألمانية في مختلف الجبهات، في قناة السويس وأوروبا وفلسطين والحجاز.
ووقعت مصر رسميا اتفاقية دخول الحرب العالمية الأولى في 5 أغسطس 1914م، عندما وقع حسين رشدي باشا على هذا القرار في اجتماع مجلس النظار المصري، بصفته قائم مقام الخديوي عباس حلمي الثاني، وبذلك دخلت مصر الحرب رسميا، وذلك حسبما ذكر موقع مجموعة 73 مؤرخين.
مليون ونصف جندي مصري هي حجم الجيوش المصرية المشتركة في الحرب العالمية الأولى، بينهم 100 ألف جندي ذهبوا لأوروبا ليحاربوا إلى جوار الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، واستشهد عشرات الآلاف منهم على الأرض الأوروبية وخاصة في فرنسا، ودفن الكثير منهم في العديد من مقابر الحرب العالمية، في شمال وجنوب فرنسا وفي شمال بلجيكا وفي إيطاليا في العديد من مقابر الحرب بها، وكذلك في اليونان ومالطة، وذلك بحسب أشرف صبري الباحث العسكري خلال تصريحات لـ"الوطن".
ويضيف "صبري" أن مصر استضافت مختلف الجيوش المتحالفة مع البريطانيين مثل استراليا والهند، حيث تواجدت مقراتهم عند الأهرامات وفي المعادي، وكانت مصر تصرف من ميزانياتها الخاصة على تلك الجنود، إعدادًا وتموينًا حتى للأحصنة التي كانت بحوزة الجنود الأستراليين، مشيرًا إلى أن الجيشين الاسترالي والبريطاني استخدم كثيرًا الجيش المصري في حفر الخنادق ورصف الطرق عن طريق سلاح المهندسين.
وكانت سيناء والمنطقة الشرقية هي الجبهة الأولى التي دافع عنها الجيش المصري، وخاض فيها حروب كثيرة خلال أيام الحرب مثل معركة "الطور" بقيادة اليوزباشي مصطفى حلمي، بالإضافة إلى تصدي القوات المصرية للجيش التركي عند محاولاته التقدم ناحية خط قناة السويس والمحافظات المصرية.
المنطقة الغربية كانت أيضًا موقع معركة عسكرية تسمى بـ"عجاجيا"، حيث تصدى الجيش المصري لجيش "السنوسي" والجيش الألماني يغزو مصر، واستطاعوا أن يحتلوا مرسى مطروح وسيوة والداخلة والخارجة وحتى الفيوم لكن الجيش المصري انتصر في المعركة وطردهم.
قضية السودان والسيادة عليها كانت محل تنازع بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية، تصدى فيها الجيش المصري في عام 1916 لهجوم لسلطان دارفور مدعومًا من القوات الألمانية، لكنه هُزم واستطاع الجيش المصري أن يحتل عاصمة "دارفور"، وتم القبض على "بن دينار" وإعدامه، وضُمت دارفور إلى السودان منذ ذلك الحين بفضل الجيش المصري، كما تم إرسال قوات مصرية عسكرية إلى أراضي العراق والحجاز وفلسطين.