أمين «الجامعات العربية»: الاستقلال ضرورة.. ويجب ربط التعليم بحاجة المؤسسات الوطنية

كتب: مصطفى عريشة

أمين «الجامعات العربية»: الاستقلال ضرورة.. ويجب ربط التعليم بحاجة المؤسسات الوطنية

أمين «الجامعات العربية»: الاستقلال ضرورة.. ويجب ربط التعليم بحاجة المؤسسات الوطنية

قال الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، وزير التعليم العالى الأسبق، إن الفريق المصرى خاض معركة انتخابية بكل شرف ونزاهة فى انتخابات اتحاد الجامعات العربية، والحديث عن تصويت رؤساء جامعات مصريين لمرشح غير مصرى مجرد إشاعات.

وأضاف «سلامة»، فى أول حوار لـ«الوطن» بعد فوزه بمنصب أمين اتحاد الجامعات العربية الذى أنشأته جامعة الدول العربية عام 1964، أنه على الجامعات العربية مواجهة الإرهاب من خلال التوعية، ومواجهة الأفكار المتطرفة وإلا تكون مقصرة فى حق وطنها وأبنائها.

{long_qoute_1}

وأكد «سلامة» ضرورة استقلال الجامعات ومنح الحرية الكاملة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والحرية الأكاديمية التى تجعل الجامعات مستقلة، موضحاً أننا فى حاجة إلى جامعة لكل مليون نسمة حتى نصل إلى المعيار العالمى للتعليم، وإلى نص الحوار:

كيف تقيّم ما حدث فى الانتخابات على منصب أمين عام اتحاد الجامعات العربية؟

- خضنا معركة انتخابية كفريق مصرى بكل شرف ونزاهة، وعملت مجموعة رؤساء الجامعات المصرية بدعم كبير جداً من الدولة المصرية بصورة فى منتهى التجانس وروح فريق العمل الواحد، وبدأت قبل الانتخابات بأسابيع للإعداد للانتخابات والجميع عمل بروح وإخلاص شديد، وفى فترة انعقاد المؤتمر العام الذى تتم به الانتخابات كان للعمل القائم على أرض الواقع مع الوفود المختلفة من كل الدول العربية دور كبير وفعال، حيث تمكنا من تغيير وجهات نظر الكثيرين من الذين كان لهم تأثير لانتخاب مرشح آخر غير المرشح المصرى، كل هذا تم فى تناغم رائع لمجموعة متميزة من رؤساء الجامعات المصرية.

هل كان هناك اتجاه من بعض رؤساء الجامعات المصريين لانتخاب مرشح غير المرشح المصرى؟

- لا أعتقد أن أحد المصريين انتخب مرشحاً غير المصرى هذا غير معقول، لكن المرشح المنافس أشاع أن لديه أصوات بعض الجامعات المصرية، وهذا الكلام غير وارد وغير محتمل وغير قابل للنقاش وإنما هى إشاعات فقط. {left_qoute_1}

ماذا عن المنافسين المصريين لكم؟

- لم يشغل بالى، وكل ما كان يهمنا حصول مصر على المنصب، والحقيقة أننى لم أرشح نفسى للمنصب وإنما رشحتنى الجامعات المصرية، وبالتالى لم أكن أشعر بأى غضاضة من وجود مرشح آخر، لأن الأمر فى النهاية منافسة، والمهم فيها أن تحصل مصر على المنصب، وكانت ثقتى فى الجامعات المصرية ورؤسائها كبيرة وعلاقتى بهم جيدة ومتميزة جداً، وأعتقد أننى لم أحمل هماً لهذا للأمر.

ما الدور الذى ستقوم به من خلال منصبك كأمين لاتحاد الجامعات العربية؟

- اتحاد الجامعات العربية هو إحدى المنظمات التى أنشأتها جامعة الدول العربية، وكان عام 1964، وبدأ عمله عام 1968، أى منذ نحو 50 عاماً، هو منصب عربى كبير، والميزة فيه أن اختيار هيئة المكتب الخاصة به من أمين عام أو أمناء مساعدين يتم من خلال الانتخابات التى يصوت فيها رؤساء الجامعات، وهذا ما يؤكد أنه منصب رفيع ومؤثر، واتحاد الجامعات العربية ليس له اختصاص فى الأمور السياسية، لكنى أعتبره إحدى أهم أدوات القوى الناعمة التى تستطيع أن تؤدى دوراً كبيراً جداً فى نهضة الأمة العربية، وأن يكون المجال للعمل والتعاون بين الدول العربية مما يضع هذه الدول فى مكانها الصحيح بين دول العالم.

ما الإطار العام الذى ستعمل عليه من خلال الاتحاد فى الفترة المقبلة؟

- العالم الآن يقوم على اقتصاد المعرفة، فإذا استطعنا من خلال جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية بناء مجتمع قادر على العلم والبحث العلمى المتميز، أعتقد أنه سيكون انطلاقة مهمة جداً فى مسيرة التقدم الاقتصادى والاجتماعى لمجتمعاتنا العربية ونضعها فى مرتبة منافسة مع المجتمعات الدولية. وتحدثت إلى الحضور قبل التصويت على المنصب عن أننى سأضع استراتيجية واضحة ومحددة بخطة عمل حقيقية يكون متوافقاً عليها من كل الجامعات العربية قبل تسلمى للمنصب بعد شهرين، وهى فرصة لأن نضع استراتيجية محدثة لاتحاد الجامعات العربية وخطة لتنفيذ هذه الاستراتيجية المبنية على الواقع والمأمول بالتعاون مع الأمناء المساعدين للاتحاد.

كيف تكون عملية التطوير؟

- ترتكز على تطوير منظومة التعليم بوجه عام لنحدث توازناً بين المعارف والتطوير التكنولوجى الحادث فى العالم، وسنعمل على تطوير مسارات البحث العلمى وربط العملية التعليمية بالجامعات بحيث يكون التوجه الرئيسى هو ربط البحث العلمى بالمؤسسات داخل البلاد وتسخير كل الجهود البحثية للنهوض بالصناعات العربية ليكون التعليم مرتبطاً بسوق العمل، ولدينا 8 مجالس للدراسات العليا، والتدريب، وضمان الجودة، والأنشطة، وغيرها من المجالس مقراتها داخل جامعات عربية مختلفة، تعمل من خلال الاتحاد، وسنبدأ فى تفعيلها لأقصى درجة، وهناك مجموعة جمعيات علمية لكل كلية على مستوى الجامعات العربية للتواصل بين كل كلية فى تخصصها ومناقشة المقررات الدراسية.

الفترة الماضية تعرضت الجامعات لحالة من الركود السياسى وتدخلات فى استقلالية الجامعات، كيف ترى ذلك؟

- هذا غير صحى للجامعات، ويجب أن تُمنح الجامعات الحرية الأكاديمية، سواء على مستوى أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب، ولا بد أن نفهم معنى الحرية الأكاديمية ونفرق بينها وبين أى أمور أخرى.

الإرهاب ملف يواجه مصر والمنطقة العربية، هل سيكون للجامعات العربية دور فى مواجهة الأفكار المتطرفة؟

- دور الجامعات مهم جداً فى مواجهة الإرهاب، ويجب أن يكون فعالاً فى عملية التوعية ومواجهة الأفكار المتطرفة ومنع الشباب من الانجراف لهذه الأمور، وإلا تكون المؤسسات التعليمية مقصرة فى حق وطنها وأبنائها.

بصفتك كنت وزيراً أسبق للتعليم العالى، ما الذى عانيت منه خلال فترة توليك المنصب؟ وما الذى تحتاجه الجامعات؟

- مررنا فى مصر بأوقات صعبة فى منظومة التعليم الجامعى وفى فترة من الفترات كان لدينا 4 جامعات ثم وصل العدد لـ12 جامعة وتوقفت الأمور عند ذلك وسط زيادة كبيرة فى عدد الطلاب، وأصبح العبء على الجامعات كبيراً، ونحن فى حاجة إلى جامعة لكل مليون نسمة حتى نتمكن من تقديم تعليم جيد لعدد مقبول بمستوى ممتاز، والآن استطعنا زيادة عدد الجامعات ووضعنا استراتيجية حرصت عليها الدولة وهى وجود جامعة حكومية، على الأقل، فى كل محافظة، وفتحنا باباً للجامعات الخاصة ليكون العدد أكثر من 40 جامعة حكومية وخاصة، وهى خطوة أولى لتحسين جودة التعليم الجامعى، وأعتقد أننا فى مصر نحتاج لتعديل بعض الأشياء من بينها عمل تزاوج بين المدارس العلمية من خلال عدم استمرار أعضاء هيئة التدريس فى نفس الجامعة، بل يجب أن يتم نقلهم من جامعة لأخرى حتى يتم بناء المدارس العلمية بصورة حيوية.

الجامعات فى مصر كان بها أعضاء هيئة تدريس من كل دول العالم وهذا الوجود يكون بمثابة فارق فى العملية التعليمية، ووجود طلاب أجانب أيضاً كل هذا له أهمية حتى فى عملية تصنيف الجامعات ونشر الأبحاث العلمية على مستوى دولى يعمل على دعم التعليم، ونحن فى حاجة للتعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية، ويجب أن يكون الخريج العربى من الجامعات خريجاً عالمياً وليس محلياً حتى يتمكن من المنافسة مع دول العالم وخلق جيل قادر على التنمية.


مواضيع متعلقة