منتدى خريجى جامعة القاهرة

 (1)

إن جامعة القاهرة هى عاصمة الحداثة فى مصر.. هى مسيرة النِّضال ضد الاستعمار، والكفاح ضد اليأس.. هى ذلك الميزان الذهبى بين العقل والروح.. الفكرة والحركة.. معالم التاريخ وحقائق العصر.. هى المقاول الأكبر للبناء الفكرى، وهى الصانع الأكبر لمسيرة الأمل.

(2)

أتشرف دوماً بأننى تخرجت فى قسم العلوم السياسية - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. جامعة القاهرة.

لا أستطيع أن أصف سعادتى الغامرة.. كلما رأيتُ صورة جامعتى العظيمة ساطعةً فى صحيفة أو مضيئةً على شاشة، كما لا أستطيع أن أصف مشاعرى كلمّا جاء طريقى مروراً إلى جوار أسوارها المهيبة.. أو جالَ ناظرىّ باتجاه القبة الشامخة.. الماجدة.

(3)

زرت جامعتى الباهرة قبل أيام.. وتحدثت ضمن فعاليّة فكرية جرت وقائعها فى رحاب الجامعة. التقيتُ الدكتور محمد عثمان الخشت.. أستاذ الفلسفة البارز ورئيس جامعة القاهرة.. وتذكرتُ تقديمه لى قبل سنوات إلى «دار قباء».. لأجل نشر كتابى «الحداثة والسياسة».. وتذكرت أيضاً تلك اللحظات التاريخية فى حياتى، حين اختارتنى إدارة الكلية لأكون الطالب الذى يستقبل خريج الفلسفة فى جامعة القاهرة: الأديب العالمى نجيب محفوظ.. أثناء احتفال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعيد ميلاده.. عبر ندوة رفيعة بعنوان: «الفكر السياسى فى أدب نجيب محفوظ».

(4)

تحدث أستاذ الفلسفة، رئيس جامعة القاهرة، عن «جامعات الجيل الثالث».. وعن ضرورة أن تقودَ العملية التعليمية إلى العملية الإنتاجية.. وأن يواصلَ العلم رحلته من «المدرج إلى المصنع». وقد قمتُ بدورى بإهداء رئيس الجامعة نسخة من كتاب أمريكى بعنوان «جامعات عظيمة».. وهو كتاب بالغ الأهمية لأحد أبرز رواد «علم اجتماع العلم» الكبار فى الولايات المتحدة.. ونشرت ترجمته الدار المصرية اللبنانية.

يشرح كتاب «جامعات عظيمة».. كيف تطورت الجامعات الأمريكية من جامعات تعليمية ناشئة إلى جامعات تعليمية مرموقة.. ثم كيف تطورّت إلى «جامعات بحثية» كبرى.. وكيف تأسست ثقافة «أرستقراطية المعرفة».. وانطلقت آلية المنح الجامعية.. للمتميزين غير القادرين.

ويحفل ذلك الكتاب الرائع.. بعرض سيرة العلم الموازية لسيرة الجامعات.. ومسيرة الحضارة الموازية لمسيرة المختبرات.

(5)

تحتاج جامعة القاهرة -بالإضافة إلى هيئة تدريسها الموقرة- إلى خريجيها لأجل استعادة ماضيها وصياغة مستقبلها. يحتاج الطريق الصعب لوصول جامعتنا العريقة إلى أن تكون واحدة من أفضل مائة جامعة فى العالم إلى جهد كبير. إنها تحتاج إلى أن تحمل أنباء المستقبل أخباراً من نوع: القمر الصناعى الذى أطلقته جامعة القاهرة.. المفاعل النووى البحثى الذى أسَّسته جامعة القاهرة.. مختبر علوم الفضاء الذى افتتحته جامعة القاهرة.

لقد بدأتُ مع أصدقاء أجلاء فى تأسيس منتدى خريجى جامعة القاهرة.. ليكون جمعية أهلية.. تعمل من أجل الدعم الفكرى والمساندة الشاملة للجامعة الأم فى بلادنا.

إننى أدعو نخبة خريجى جامعة القاهرة للمشاركة فى أعمال المؤتمر التأسيسى للمنتدى، الذى ننوى إطلاقه قريباً.. تحت رعاية حكومية لأعماله وأهدافه.

إن المنتدى.. هو الظهير النخبوى لجامعة القاهرة.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر