بالصور| المراكب النيلية خطر يداهم حياة 150 ألف مواطن بالغربية

كتب: أحمد فتحي

بالصور| المراكب النيلية خطر يداهم حياة 150 ألف مواطن بالغربية

بالصور| المراكب النيلية خطر يداهم حياة 150 ألف مواطن بالغربية

في مأساة وكارثة إنسانية يعاني منها قرابة أكثر من 150 ألف مواطن من أهالي قرى: صفط تراب، وعياش، وشبرا ملكان، وعزب حمد وراتب وراغب التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية استمرارًا لتجاهل المسئولين بديوان محافظة الغربية ومديريات الزراعة لشكاوي المواطنين من مخاطر تهدد أمن وحياة ذويهم من الأطفال وكبار السن والمشايخ وطلاب المدارس بسبب استخدامهم لمراكب نيلية للعبور بين ضفتي مياه بحر شبين التي تربط بين مراكز طنطا والسنطة والمحلة وسمنود.

وكانت المعاناة الحقيقية التى تهدد حياة وأرواح الأطفال وطلاب المدارس الذين يقبلون فى الساعات الأولى من فجر كل يوم الذهاب إلى مدارسهم الكائنة في قلب المدينة العمالية فيما يتحرك أولياء الأمور والعمالة بذات القرى والعزب من خلال استغلال معدية "المراكب النيلية" التي لا تتحمل طاقتها سوي 10 أفراد فيما يلجأ بعض العائلات والأسر إلي استقلالها بأعداد تزيد عن 19 فرد وهو ما يعرض حياتهم للخطر، والموت أمام مرأى ومسمع من كافة القيادات التنفيذية والأمنية ومسئولي الري والحي ثان قبل وقوع كارثة غرق المراكب النيلية الغير مرخصة.

وانتقلت "الوطن " لقضاء ما يقرب من 48 ساعة لرصد ملامح معاناة الأهالي والمواطنين الذين يعانون من تلك الأزمة قرابة أكثر من 40 سنة، حيث التقطت عدسة كاميراتنا لحظات انتظار الأهالي والعائلات وكبار ومشايخ العزب والقرى للمراكب النيلية كي تكون وسيلة تصل بهم من ضفة مياه بحر شبين إلى الضفة الأخرى التي تقع على بعد ما يقرب من 160 متر وسط غياب الرقابة من الجهات الأمنية والتنفيذية للكارثة فى ظل استمرار تعود الأهالي إلى انتهاج تلك الوسيلة سعيا فى قضاء حوائجهم.

"بجد إحنا مش عارفين نعمل إيه كل يوم أولادنا بيتعرضوا للبلطجة وقلة أدب والسباب بألفاظ نابية من المراكبية اللي عاملين أكثر من 4 مراكب وقوارب صغيرة للنقل عشان يروحوا المدارس وأشغالهم الحكومية فى قلب مدينة المحلة".. بتلك الكلمات التقطت خيط الحديث مع "الوطن" الحاجة زينب محمد سيدة عجوز غلب عليها هرم السن وخيم على ملامح وجهها الحزن والوجيعة معا واتسمت جلبابها وهي تجلس على ضفاف مياه النيل تنظر إلى سطح المياه التي سلطت عليه آشعة الشمس فى عز أوقات الظهيرة انتظارا لوصول حفيديها "سارة و محمد" من مدرستهما والاطمئنان على صحتهما استعدادا لتوصيلهما إلى منزل العائلة فى قلب عزبة حمد بمحل معيشة أفراد العائلة.

{long_qoute_2}

وعلى بعد خطوات من ضفاف مياه بحر الشبين المتصل  بفرع دمياط يجلس مجموعة من المواطنين على أحد المقاهي حيث أخذ عم "محمد حسن " يبلغ من العمر قرابة 58 سنة وهو يرفع يديه وينادي صبي القهوه ويردد، عبارة "يالا يابني خلص طلبي الله يكرمك عشان نلحق معدية المركب أحسن الشغل يروح علينا والله تعبنا وربنا يعدينا على خير".

من جانبه أكد "حسن" أن كافة أهالي العزب يعانون من تجاهل مرير من جهة المسئولين وأعضاء مجلس النواب وكافة رجال المحليات لافتا بقوله "إحنا هنعمل إيه بعد كده خلاص إحنا يأسنا والبلطجية المراكبية بيوزعوا مخدرات وبيستغلوا المراكب فى أعمال مخلة ومحدش بيتحرك من رجال الشرطة أو مسئولي حي ثان ومجلس المدينة وحسبي الله ونعم الوكيل فى كل مسئول مش بيحس بآلامنا وفعلا حياة ولادنا فى خطر حقيقي".

من ناحية أخرى حاولت "الوطن" التجول فى شوارع العزب والقرى المضارة لرصد حياة أبنائها وذويهم فوجدت انتشار ورش الموبيليا ونجارة الأخشاب ومصانع بير السلم المتخصصة في تصنيع المنظفات وصناعة الطوب والمواد الإسمنتية ومباني ومنازل سكنية مصنوعة من الطوب الأحمر وبعضها من الطوب اللبن والمسقف معظم أسطحها بالبوص والخشب الحبيبي حيث التقينا مع "سوسن الأشقر" ربة منزل تحمل كميات من الأواني والملابس استعدادا لغسلها فى مياه "بحر شبين" ويرافقها فى جولتها أبنائها من الفتيات وأحفادها التي تتراوح أعمارهم السنية ما بين 10 إلى 16 سنة.

وأوضحت الأشقر أن استمرار تجاهل قيادات محافظة الغربية للأزمة وشكاوي عائلات العزب والقرى المجاورة لها وضع المواطنين فى أزمة حقيقية وهو العزل شبه الكامل عن الخدمات والمرافق لافتة بقولها "احنا مش عندنا طرق ممهدة وكل مداخل العزب والقرى طرقها ترابية وغير مرصوفة ولا يوجد مطبات صناعية ونعاني من استباحة بعض رجال الأعمال وذوي السلطة والنفوذ من أصحاب مصانع الطوب لردم مياه النيل والاعتداء على الطريق العام دون تدخل من الجهات الرقابية لردعهم حفاظا على الصالح العام للأهالي والجيران".

وأعربت السيدة التي وقفت أمام فرع النيل على أحد ضفافه وهي تشير بأصابعها ناحية "مراكب النيلية" أن العزب وأبنائها تعاني من نقص فى خدمات المدارس أو مكاتب البريد ومراكز الشباب فضلا عن بعد أقرب كوبري سيارات مسافة أكثر من 5 كيلوا مترا سيرا على الأقدام أو بالدارجات النارية حسب قولها.

فى المقابل عرضت " الوطن " الأزمة على طاولة مكتب اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية الذي أكد أنه بحث تلك الأزمة خلال المجلس التنفيذي مع مسئولي الري ومجلس مدينة المحلة وحي ثان وبعض البرلمانيين سعيا فى تلبية شكاوي المواطنين لافتا إلى إعطائه توجيهات عاجلة إلى المحاسب أحمد عبد السميع رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة سعيا فى وضع جدول زمني ورصد ميزانية مالية ضمن الخطة الاستثمارية لفحص تراخيص مراكب وبحث آلية تأمين حياة المواطنين من خلال وضع وبناء كوبري مشاة مناسب.

{long_qoute_3}

من ناحية أخرى أعطى اللواء طلعت منصور سكرتير عام محافظة الغربية توجيهات عاجلة إلى المهندس حازم الأشموني رئيس حي ثان بضرورة فحص تراخيص المراكب النيلية بذات المنطقة والتأكد من عدم صلاحيتها من عدمه وتأمين حياة المواطنين والبدء فى تنفيذ كافة الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لتنفيذ مشروع كوبري يحقق رغبات الأهالي المضارين فى الفترة القادمة.

فى ذات السياق أكد الدكتور محمد خليفة عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بدائرة بندر المحلة أنه تقدم بطلب إحاطة رسمي إلى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية ومحافظ الغربية سعيا فى توفير مبالغ مالية استعدادا لإنشاء كوبري للمشاة لتأمين حياة المواطنين بتكلفة مالية تصل إلى 2 مليون و47 ألف جنيه خلال الشهور القادمة.

وأوضح عضو مجلس النواب أنه تم التواصل مع أهالي العزب والسماع إلى شكواهم لرفعها لجهات الاختصاص مضيفا: "إحنا دورنا التواصل مع المسؤولين لحل مشكلاتهم وخدمتهم وعلينا أن نمد يد العون لخدمة الناس ورفع كيان الدولة مستقبلا ."

 

 


مواضيع متعلقة