تصدر "القاعدة" وتراجع "داعش".. تنظيم بن لادن يعيد بناء نفسه

كتب: لطفي سالمان

تصدر "القاعدة" وتراجع "داعش".. تنظيم بن لادن يعيد بناء نفسه

تصدر "القاعدة" وتراجع "داعش".. تنظيم بن لادن يعيد بناء نفسه

يطرح تراجع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، بفعل ضربات التحالف الدولي والجيشين العراقي والسوري، التساؤل حول إمكانية عودة تنظيم القاعدة، لصدارة العمل الإرهابي مجددًا.

وعمل تنظيم القاعدة، خلال السنوات القليلة الماضية، على أخذ خطوة للوراء، وترك الساحة لتنظيم داعش. وترك القاعدة الساحة لداعش، لم يكن، إلا رغبة في إعادة البناء من جديد لخلاياه في أوروبا وأسيا وأفريقيا.

ويعمل التنظيم حاليا على ملء الفراغ التكفيري، الذي سيتركه "داعش"، بعد هزيمته، من خلال احتواء العناصر التكفيرية، التي عملت مع "داعش" أو ترغب في الالتحاق بالعمل الإرهابي.

من جانبه، قال عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق علي سفيان، في تصريحات لمجلة "فورين بوليسي" الامريكية، إنَّ القاعدة في طور التحول من كونها جماعة إرهابية صغيرة ذات فروع متصارعة لتكون شبكة قوية عابرة للقوميات من الأفرع التي اكتسبت زيادة في الأعضاء وقوة قتالية وتمتد الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

وترى فورين بوليسي، في التقرير، الذي نشر في أغسطس الماضي، إنَّ تنظيم القاعدة اليوم تنظيم مختلف عما كان عليه منذ عقد مضى؛ فالحركة الآن أقل مركزية، وأقل تركيزًا على عمليات إرهابية في الغرب.

ويقول مصطفى خير، الباحث في شؤون الحركات الجهادية، إن تنظيم القاعدة أخذ خطوة للوراء، خلال السنوات الماضية، تاركًا الساحة لتنظيم داعش، لأسباب يراها قياداته أولها ضعف التنظيم وتراجع شعبيته وثانيها عدم رغبته في التضحية بما تبقى من عناصر في معارك جهادية جهادية وثالثها بناء نفسه على أنقاض داعش.

وتابع "خير": "تنظيم القاعدة، في الوقت الحاضر، يستعد للصدارة مرة أخرى، مستفيدين من فلول التنظيمات الأخرى، وشبكاته القديمة في الغرب، والأخرى التي يحاول بنائها في أفريقيا والدول العربية"، مشيرًا إلى أن عناصر القاعدة أكثر قوة ومعرفة بطبيعة المعارك مع الجيوش النظامية، على عكس عناصر داعش.

ويختتم قائلا: "يبقى مستقبل القاعدة، مرهونًا بمدى قدرة التنظيم، على إعادة بناء نفسه مرة أخرى، والتعامل مع القوى العالمية المحاربة للإرهاب"، مشيرًا إلى أن التنظيم سيعود لأفكاره الأول، وهي تركيز أهدافه ضد الغرب، لكسب شعبية في الدول العربية، لاستقطاب المزيد من العناصر.


مواضيع متعلقة