عمارات الإسكان الاجتماعى وسط المقابر فى المنوفية.. «صباح الخير أيها الموتى»

عمارات الإسكان الاجتماعى وسط المقابر فى المنوفية.. «صباح الخير أيها الموتى»
- أمن المنوفية
- أهالى القرية
- أهالى قرية
- الإسكان الاجتماعى
- التعدى على أملاك الدولة
- الكتلة السكنية
- اللواء محمد
- المياه الجوفية
- الوحدات السكنية
- أبواب
- أمن المنوفية
- أهالى القرية
- أهالى قرية
- الإسكان الاجتماعى
- التعدى على أملاك الدولة
- الكتلة السكنية
- اللواء محمد
- المياه الجوفية
- الوحدات السكنية
- أبواب
«صباح الخير أيها الموتى»، سيقولها يومياً سكان مشروع الإسكان الاجتماعى فى قرية الأخماس التابعة لمركز السادات بالمنوفية، فعلى أبواب العمارات الجديدة تسد شواهد القبور الشوارع، ولا تترك مساحة حركة للكبار أو الصغار، المشاة أو السيارات، رغم أن المشروع مقام على مساحة واسعة تصل إلى 30 فداناً.
«الوطن» زارت مساكن «الأخماس» الجديدة.. هنا تجتمع الحياة والموت فى صورة واحدة، دون أن يفصل بينهما أكثر من أمتار قليلة، وتقع المنطقة التى تضم ما يتجاوز الـ1200 مقبرة على «تبة» ترتفع 15 متراً عن باقى أنحاء القرية، ما جعلها مناسبة لإنشاء المقابر، نظراً لبعدها عن المياه الجوفية والزراعية.
اختارت محافظة المنوفية التبة المرتفعة لإنشاء عمارات الإسكان الاجتماعى، التى شكلت ضلعين حول المقابر، بينما تشكل عزبة المطاريد العشوائية ضلعاً ثالثاً، بينما لم تزد المسافة بين العمارات الجديدة والمقابر على 3 أمتار، ما دفع مستحقى الوحدات السكنية إلى المطالبة بإنشاء سور عازل يفصل الأحياء عن الأموات.
مسئولو المحافظة ردوا على مطالب مستحقى الوحدات السكنية بوعود بنقل المقابر بعيداً عن الكتلة السكنية، ما أثار غضب عدد آخر من أهالى القرية المعترضين على نقل رفات أجدادهم، يقول عبدالجواد محمد عبدالرازق، تُرَبى، وحارس المقابر «عمرى 63 سنة، وأعمل لحاداً منذ 40 سنة تقريباً، ووعيت على الدنيا وأنا أجد هذه المقابر فى هذا المكان».
وأضاف «المشكلة ليست فى المقابر، وإنما فى المساكن الجديدة، فالمسئولون اختاروا المكان الخاطئ لإقامتها، ورغم أننا شكونا كثيراً إلا أننا لم نجد صدى لهذه الشكاوى، باستثناء تهديدات متكررة بإزالة التُّرَب»، موضحاً «المقابر المتاخمة للمساكن مدفون بها الكثير من أهالى القرية، ولا أحد يمكن أن يرضى بأن تتعرض عظام أجداده للنقل، فحرمة التُّرَب أكبر من حرمة المنازل، وكل المطلوب من المسئولين إنشاء سور ليفصل العمارات عن المقابر».
{long_qoute_1}
محمد حريبة، أحد أهالى قرية الأخماس، قال «لا يوجد مكان آخر لدفن الأموات سوى هذا المكان»، موضحاً «فى البداية كان بناء العمارات بالنسبة لنا مجرد شائعة لم نصدقها، لكنها تحولت إلى حقيقة، فالأرض متاخمة للمقابر وامتداد لها، كما تقع فى منطقة بعيدة عن العمران، وكان الأولى بالمسئولين أن يبنوا العمارات فى منطقة أخرى».
أحد الفائزين بوحدة سكنية فى مشروع الأخماس، قال لـ«الوطن» إنه تقدم لحجز إحدى الوحدات منذ 3 أشهر بنظام الكراسات فى مكاتب البريد، دون إخطار المتقدمين بموقع الوحدات المتقدمين لها، لأن التقديم خاص بـ3 مشروعات فى مركز السادات، هى وحدات الخطاطبة وكفر داود والأخماس، موضحاً «عند إبلاغى بتخصيص وحدة لى فى منطقة الأخماس، زرت المكان على الطبيعة، ما أصابنى بصدمة كبيرة، وتقدمت بالعديد من التظلمات، لأننى لن أعيش مع أبنائى وسط المقابر».
من جهته، قال محمد زكى، رئيس مجلس مركز ومدينة السادات، إن وزارة الإسكان التابع لها المشروع طرحت الوحدات للتمليك بكراسات شروط من خلال مكاتب البريد، موضحاً أن «اختيار الموقع مسئولية الإسكان، وسبق أن أرسل مجلس المدينة مخاطبات للإسكان، طالبنا فيها بضرورة إنشاء سور فاصل بين العمارات والمقابر، ومؤخراً صدرت قرارات إزالة لعدد من المقابر المتاخمة للعمارات، وتوجهت وحدة تابعة للرقابة الجنائية فى مديرية أمن المنوفية إلى الموقع لتحديد موعد تنفيذ القرار».
اللواء محمد سليمان، وكيل وزارة الإسكان فى المنوفية، أكد أن المقابر هى تعديات على أملاك الدولة، وصدرت لها قرارات إزالة بالكامل، موضحاً «ننتظر تنفيذ الإزالة، كما أن المقابر أقيمت بعد إنشاء عمارات الإسكان الاجتماعى، وليس حسبما يدعى الأهالى، كما أنهم مستمرون فى التعدى على أملاك الدولة المخصصة لإنشاء خدمات قرية الأخماس».
وأشار إلى أن «الوحدات طُرحت على الجمهور ولم يتم تسليمها بعد، بسبب عدم استكمال المرافق، وتنتظر مديرية الإسكان تنفيذ قرار الإزالة لكامل المقابر، أو على أقل تقدير بناء سور لعزلها عن الوحدات السكنية الجديدة، قبل تسليم الوحدات إلى مستحقيها».