صفحات الإرهاب.. أداة التواصل ونقل الرسائل المشفرة وتجنيد الشباب

كتب: عبدالله عويس

صفحات الإرهاب.. أداة التواصل ونقل الرسائل المشفرة وتجنيد الشباب

صفحات الإرهاب.. أداة التواصل ونقل الرسائل المشفرة وتجنيد الشباب

صفحات تكرس الكراهية وتحض على العنف، وتدعو بشكل صريح إلى ممارسة الإرهاب، تجذب عدداً من الشباب وتغسل أدمغتهم بما تنشره من فيديوهات وصور ورسائل، ورغم محاربة وزارة الداخلية تلك الصفحات إلا أن عدداً كبيراً منها لا يزال يعمل، ومن خلاله يتواصل بعض الإرهابيين، ومن ناحية أخرى يعتمدون على التكنولوجيا فى أداء مهامهم.

تعليقات غاضبة تنم عن مشاعر الاستفزاز لدى العديد من المواطنين الذين لا يملكون سوى المهاجمة بالكلمات، وفى كل منشور تنشره صفحة تدعم الإرهاب، يدخل البعض فى دوامة من الجدل والنقاش مع بعض أفرادها يدعونهم إلى مراجعة أفكارهم، وقد يصل الأمر أحياناً إلى أقذع الشتائم، فهشام عادل كتب تعليقاً على أحد تلك المنشورات «تلاقيك عايش بره وبالك مرتاح وعمال تدعو للقتل وللحرق وتبهدل اقتصاد البلد، وكل ده بييجى على دماغ الناس»، بينما تمنت لهم لمياء عادل الموت «أنتم سفلة وبتسموا نفسكم مقاومة، بتقاوموا مين؟ ناس أبرياء ولا حتى تعرفوا عنهم حاجة هما إن شاء الله نالوا الشهادة وفى الجنة بإذن الله، وانتو كمان هتتصفوا قريب بس هتخشوا جهنم». الخطورة الأكبر للتطور التكنولوجى بالنسبة إلى الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، وصول الإرهابيين إلى المواطنين العاديين والتواصل معهم فكرياً من خلال الصفحات التى تعتبر بالنسبة لهم منصات إعلامية: «هو مفيش ليهم قناة أو محطة على الراديو، فهيوصل للشباب منين غير المواقع»، وتكمن خطورة أخرى لها فى الرسائل التى قد ترسل بين أفراد التنظيمات الإرهابية المشفرة، والتى يصعب فى كثير من الأحيان الوصول لها: «فى أكواد ورموز بتستخدم، ولو حد اطلع على رسالة ليهم مش هيفهم المقصود منها، وبيستخدموا هواتف خلوية بتتصل بالقمر الصناعى ويتواصلوا من خلالها، وده عايز إمكانيات كبيرة لرصدها»، ويوضح أن هناك وسائل عامة لمراقبة الإنترنت، ووسائل خاصة تستطيع الحكومة اتخاذها: «لكن من وجهة نظرى، تثقيف الشباب وتوعيتهم أهم من أى حاجة تانية، لإنه فى النهاية بيستهدف من ده كله عقول الشباب وغسل أدمغتهم».

{long_qoute_1}

اللواء محمد نجم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، اعتبر ذلك النوع من الصفحات خطراً على المجتمع، وتناميه يعتبر أشد خطورة: «هناك العديد من الصفحات على «فيس بوك» التى تدعو للإرهاب بشكل صريح، وبتعلم الناس إزاى تعمل قنابل ومتفجرات ومولوتوف، وتختلف نسب المشاركة بها»، ورغم عمل مباحث الإنترنت على إغلاق كثير منها إلا أنها لا تستطيع إغلاقها كلها: «مباحث الإنترنت تعمل بشكل متواصل لإغلاق تلك الصفحات، وبالفعل أغلقت العديد منها لكن هناك بعض الصفحات لا نستطيع إغلاقها، بسبب وجود أعضاء الصفحة بالخارج، وبالتالى لا نستطيع القبض عليهم»، متمنياً أن يكون هناك تطور كبير فى أجهزة الأمن، لسرعة الوصول إلى مديرى تلك الصفحات الذين يكون بعضهم على قدر كبير من المعرفة التقنية: «فى منهم لا يقع فى ما يسمى كمين إلكترونى». تحديث مباحث الإنترنت ومواكبة التطورات الجديدة، أمر يعتبره «نجم» ضرورياً فى الوقت الحالى، لقدرتها على الوصول إلى بعض العناصر الإرهابية التى تستخدم التكنولوجيا بشكل عام فى التواصل فيما بينها: «مباحث الإنترنت فيها مهندسين إلكترونيين على قدر عالى من الفهم ومحتاجين يفضلوا فى حالة تطوير لمعلوماتهم، ومحتاجين زيادة فى أعدادهم عشان نلاحق على الأعداد المهولة اللى بتستخدم صفحات التواصل».


مواضيع متعلقة