أزمة المرشد مع مكتب الإرشاد (٢)
- الدكتور محمد بديع
- خيرت الشاطر
- زوبعة فى فنجان
- سعد الكتاتنى
- صلاة الجمعة
- عصام العريان
- غير راض
- فى مكتب
- قصر العينى
- أخطر
- الدكتور محمد بديع
- خيرت الشاطر
- زوبعة فى فنجان
- سعد الكتاتنى
- صلاة الجمعة
- عصام العريان
- غير راض
- فى مكتب
- قصر العينى
- أخطر
(١) بناء على أمر المرشد «عاكف»، اتصل بى هاتفياً الدكتور محمد بديع فى مساء يوم الخميس ٨ أكتوبر ٢٠٠٩، وأخبرنى أنه قادم إلىّ فى أسيوط بعد صلاة الجمعة.. وفعلاً جاءنى ومعه الدكتور محمد سعد الكتاتنى.. حكيا لى بالتفصيل ما حدث من المرشد فى جلسة المكتب بشأن الدكتور عصام العريان، وأن المرشد عازم على ألا يعود(!) وبالتالى لا بد من حضورى لتحمل مسئولياتى كنائب أول.. قلت: لا بأس، لكن بشرط أن يكون المرشد فى بؤرة الضوء ومركز الصورة، وألا نتخذ قراراً فى الأمور الحرجة إلا بعد مشورته وأخذ رأيه.. ثم لا بد أن نكون على صلة مستمرة به لإحاطته بكل ما يجرى.. فوافقانى على ما قلت.. وجرى بيننا حوار طويل حول المرشد وإدارته لمكتب الإرشاد وتصرفات بعض الأعضاء بما يوجع القلب.
(٢) كنت أعلم من خلال معرفتى الوثيقة بطبيعة المرشد «عاكف» أنه عائد لا محالة، وأن المسألة لا تعدو كونها «زوبعة فى فنجان»، وأن التخوف أو القلق من عدم العودة ليس وارداً.. فكثيراً ما كان الرجل يغضب ويترك المكتب ونتصل به لإرضائه، فيعود وكأن شيئاً لم يكن.. صحيح أن ما حدث من أزمة بينه وبين مكتب الإرشاد هذه المرة كان فوق تصوره، إلا أنه لم يكن ليبتعد عن إخوانه، ولو حاول ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.. وهذه خصلة طيبة فيه يحمد عليها وتحسب له.
(٣) فى يوم الأحد ١١ أكتوبر ٢٠٠٩، جاءنى الدكتور محمود عزت، ثم الدكتور محمد مرسى وتحدثا معى قليلاً.. لكن الحديث المفصل كان بعدها بيوم، أى يوم الاثنين، ولم يختلف فى مجمله عما حكاه الدكتور «بديع» والدكتور «الكتاتنى».. قلت: سأتصل بالمرشد لأسمع منه، فهذا حقه.. وقد تم ذلك بالفعل فى صبيحة اليوم التالى، أى يوم الثلاثاء، حيث دعانى لتناول الغداء معه فى مزرعته.. وعلى مدار ٣ ساعات حكى لى المرشد «عاكف» والمرارة تعتصره ما كان من أعضاء المكتب.. والحقيقة أن الروايتين لم تختلفا كثيراً، اللهم فى اتهام المرشد لهم بعدم قبول الدكتور عصام العريان كعضو فى مكتب الإرشاد، يقابله بلا شك اتهام أعضاء المكتب له بمحاولة فرضه عليهم (هكذا).. وقال: إن المهندس حلمى عبدالمجيد غير مستريح وغير راض عن سلوك أعضاء المكتب فى هذه القضية، وإنهم أحرجوه حرجاً بالغاً.. قلت: كنت أرجو ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، وكان من الممكن أن تناقش بهدوء على أساس اللائحة، خاصة أنها فى صالح الدكتور «العريان».. وإذا كان ثمة اختلاف فى تفسيرها، فكان بالإمكان اللجوء إلى لجنة قانونية ويكون رأيها ملزماً للجميع.. أما وقد وصلنا إلى هذا الحال والدنيا كلها تتحدث عنه، فلا بد من احتواء المشكلة حتى لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك.. قال المرشد: ألا يزال أعضاء المكتب على رفضهم قبول الدكتور «العريان»؟ قلت: لا أخفى عليك، هم مصرون على رأيهم.. قال المرشد: وأنا أيضاً مصر على رأيى، وبالتالى لن نلتقى.. قلت: يا أستاذ «عاكف».. مع إيمانى بأحقية الدكتور «العريان» فى عضوية المكتب.. لكن وضع المكتب لا يمكن أن يستمر على هذا الحال، خاصة أنه ينعكس سلباً على الجماعة ككل.. أنا معك أنه لا بد من حل للمشكلة.
(٤) عند هذا الحد، دار فى مخيلتى شريط كامل عن تصرفات المرشد «عاكف» منذ توليه منصبه فى ١٤ يناير ٢٠٠٤.. صحيح أن الرجل كانت له بعض الإيجابيات، لكن سلبياته كانت أكبر بكثير.. وأخطر ما فى الموضوع أننا للأسف لم نتخذ من الإجراءات والتدابير عن أى مرحلة من المراحل ما يصوب الخطأ ويرأب الصدع ويسد الثغرة.. لم نتوقف يوماً لنراجع أنفسنا ونسأل: لم فعلنا كذا، ولم نفعل كذا؟! وحتى لو توقفنا مرة لنتساءل، كان هناك دائماً من يبحث عن مخرج ويقدم لنا مبرراً يدغدغ به عواطفنا ويهدهد مشاعرنا.. وعادة للأسف ما كنا نسعد أو نأنس لذلك.. ولا بأس من أن نلقى باللوم على الظروف الضاغطة والأوضاع الاستثنائية السيئة حتى نريح أنفسنا من تأنيب الضمير.. كنا كمن يبحث عن غيبوبة يتماهى معها أو يذوب فيها ولا يفيق منها هرباً أو انسلاخاً من واقع مؤلم بائس.
(٥) قررت أن أصارح المرشد بالحقيقة مهما كانت مرارتها، إذ من غير المعقول أن يختصر أو يجتزئ الأداء المتواضع والمتراجع لمكتب الإرشاد فى مشكلة الدكتور عصام العريان؟! من غير المعقول أن تلهينا هذه المشكلة عن النفاذ إلى ما يحدث تحت السطح أو خلف الستار؟! قلت: يا أستاذ «عاكف»، المشكلة فى نظرى أعمق من مسألة الدكتور «العريان».. أنت تعلم، كما أعلم، أن أعضاء مكتب الإرشاد لا يريدون تصعيد الرجل ولأسباب ليس هنا مجال بحثها أو مناقشتها.. لكن ما يحتاج إلى بحث ومناقشة، بل مواجهة، هو الأسلوب البائس الذى يدار به المكتب وتدار به الجماعة.
(٦) حكيت للمرشد طرفاً مما وضعت يدى عليه، وكيف أن الجماعة وقعت تحت سيطرة عدد محدود للغاية من أعضاء المكتب (سميتهم له)، تقوم بالتخديم عليها دائرة محيطة بها من ستة أعضاء آخرين (سميتهم له أيضاً)، وأن هذه وتلك ليس قرارها بيدها وإنما بيد غيرها وهو المهندس خيرت الشاطر الذى كان مسجوناً آنذاك، لكنه يأتى كل يوم اثنين إلى مستشفى قصر العينى حيث يذهب إليه بعضهم ليأخذوا رأيه فى أى مشكلة أو أمر يعن لهم.. وقلت للرجل إنى على استعداد لمواجهة الجميع، كما حملته المسئولية عما جرى وما زال يجرى.. اكتنفت المرشد «عاكف» وهو يستمع إلىّ فى تلك اللحظات، سحابة كثيفة من الذهول، أفاق بعدها ليقول: يعنى أنا كنت، وأشار بيده إلى ما يضعه المهرجون على رؤوسهم(!!!).. قلت: نعم، لكنك أنت السبب.. قال: وهل هذا جزائى أن وثقت بهم؟ قلت: لقد تخليت عن دورك الحقيقى الذى كان يجب عليك أن تقوم به.. (وللحديث بقية إن شاء الله).