«سيدات» يتحدين الأزمة الاقتصادية بـ«تربية الفراخ وزراعة السطح.. والجمعيات»

«سيدات» يتحدين الأزمة الاقتصادية بـ«تربية الفراخ وزراعة السطح.. والجمعيات»
- أسعار الدواجن
- إعادة التدوير
- إعادة تدوير الملابس
- الأزمة الاقتصادية
- التواصل الاجتماعى
- الحمد لله
- المرأة المصرية
- الملابس القديمة
- أحدث الموديلات
- أدب
- أسعار الدواجن
- إعادة التدوير
- إعادة تدوير الملابس
- الأزمة الاقتصادية
- التواصل الاجتماعى
- الحمد لله
- المرأة المصرية
- الملابس القديمة
- أحدث الموديلات
- أدب
تظل المرأة المصرية هى عمود الأسرة والمحرك الأساسى لها، هى أول من تتحرك للبحث عن حلول لاجتياز الأزمة الاقتصادية، خاصة بعد الارتفاع الكبير الذى شهدته أسعار جميع السلع والخدمات، تجنباً للوقوع تحت طائلة الديون، منهن من دبرت أمورها بالعودة إلى موهبتها فى تفصيل الملابس، حيث تقوم بإعادة تدوير الملابس القديمة وتحولها إلى أخرى جديدة، ومنهن من احترفت العمل الزراعى وقامت بزراعة سطح وبلكونة منزلها بالأنواع الأساسية من الخضار والفاكهة، وأخريات وجدن فى تربية الطيور خير معين لهن من الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار الدواجن.
سهير خليل، 64 عاماً، حرصت على تربية الدواجن والبط، لتوفر القليل من ميزانية المنزل الشهرية، خصوصاً بعد أن وصل سعر الكيلو من الفراخ البلدى إلى 35 جنيهاً: «لما الدنيا بدأت تغلى قوى.. كنت عارفة إن مفيش حاجة هترجع تانى وترخص، فاستغليت أوضة فاضية عندى وقلت أربى طيور»، بعد تقاعدها على المعاش، أصبح لديها وقت فراغ كبير، قررت استغلاله فى شىء مفيد: «تربيتهم مش متعبة ومش مكلفة خالص وأهى الفراخ بتشيل بدل اللحمة اللى غليت هى كمان وبقينا نعتمد على الفراخ أكتر»، تأخذ الكتاكيت ما يقرب من 40 يوماً، لتصبح جاهزة للذبح، كما أن تكلفة إطعامها بسيطة مقارنة بالناتج من أعداد الكتاكيت التى تربيها: «شكارة العلف بـ300 جنيه».
تستخدم «سهير» غرفة من منزلها يبلغ حجمها «3 متر فى 3 متر»، لتربية 50 كتكوتاً: «كده إحنا بناكل أكل نضيف.. أحسن من حاجة بره اللى مش مضمونة وأرخص وكل حاجة تحت إيدينا.. بربى وأدبح وأبعت لابنى عشان أوفر المصاريف عليه هو كمان».
بينما تستغل رغدة جمال، 24 عاماً، ربة منزل، المساحات الفارغة بين الأشجار أمام منزلها فى محافظة البحيرة، لزراعة بعض أنواع من الخضار والفواكه الموسمية، للتصدى لغلاء الأسعار: «الدنيا بعد ما غليت بالشكل ده مش هقعد أندب حظى، اتصرفت على قدى وبالمتاح قدامى.. نزلت اشتريت بذور واتعلمت الزراعة الصح وزرعت قدام البيت وبقيت أهتم بيهم كويس عشان أطلع محاصيل كويسة»، كما أنها لا تستهلك مياهاً كثيرة، حيث تعتمد على المياه الجوفية، من خلال تركيب موتور خاص وخرطوم مياه يقوم بتنقيط التربة، حتى تصبح تُربة خصبة غير مُهلكة: «جوزى ساعدنى إنه يركب الموتور ويعمل الخرطوم ده عشان منبوظش التربة».
«الفلفل، الباذنجان، البصل، الثوم، البسلة، الخس، الكزبرة، البرتقال، المانجو، الموز، التين».. جانب من أنواع الخضار والفاكهة التى تحرص «رغدة» على زراعتها طوال أيام السنة حتى لا تضطر إلى الشراء من السوق: «يعنى لو عايزة أزرع حاجة زى الكزبرة دى.. يادوب بجيب بس حبوب من عند العطار مبتكلفنيش 5 جنيه»، أما عن باقى الخضار، فتقوم بزرع جذورها مرة أخرى، وتزويدها بالمياه ما بين الحين والآخر: «كده بتبقى كل حاجة عندى فى التلاجة وصابحة ومش بحتاج أشترى من بره».
«ملكة إعادة التدوير».. هكذا لُقبت هالة الصاوى، 30 عاماً، بين معظم السيدات، حيث تحرص على تفصيل الملابس لأطفالها من الملابس القديمة، تجنباً لشراء جديدة بأسعار مرتفعة: «طبعاً بعد ما كل حاجة غليت حتى الهدوم، رجعت أشتغل من تانى على ماكينة الخياطة القديمة بتاعتى، وبدأت أعمل لبنتى كل هدومها من القديم»، تتصفح «هالة» الأزياء الجديدة وأحدث الموديلات للصغار، وتقوم بتنفيذها باستخدام ملابسها وملابس زوجها غير المستعملة: «يعنى الموضوع كله مبيكلفنيش غير يا دوب ساعة أقص وأفصل».
لم تكتفِ «هالة» بعمل ملابس لطفلتها، بل قامت بعمل جروب خاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، لتعليم غيرها كيفية إعادة تدوير الملابس القديمة: «كل أسبوع بنزل للستات نوع جديد من الهدوم وبنزل الطريقة بالصور. يعنى اللى مابيعرفش يفصل مجرد ما يمشى على الخطوات هيعرف»، التسوق بالنسبة إلى «هالة» هو التعرف على الموضة الجديدة، أحياناً تلجأ إلى تصويرها بكاميرا المحمول، حتى عودتها إلى المنزل، وتقوم بتنفيذها فى الحال: «بيبقى عندى حماس وبقعد على الحاجة أعملها لحد ما أخلصها.. ممكن من الجيب القديمة أعمل فساتين وبرانيط للبنات، والولاد بعمل لهم ببيون أو سديرى صغير».
طريقة أخرى واجهت بها رباب محمد، غلاء المعيشة، وهى «الجمعيات» فمن خلالها استطاعت أن توفر احتياجاتها الأساسية خاصة فى المواسم والأعياد لتفك كربها وكرب كل جيرانها فى منطقة عين شمس الشرقية: «اتعرفت ما بين الجيران بعمل الجمعيات، كل اللى يتزنق ييجى لى يقول لى اعملى لى جمعية وأقبضها الأول»، معرفتها المتوطدة بالمحيطين جعلتها محل ثقة: «الحمد لله مابخيبش ظن حد ولا برد حد.. وكلنا بنفك زنقة بعض». مضيفة: «الموضوع مش بيوقف على الناس اللى أعرفها بس.. لا ده ممكن ناس معرفهمش عن طريق غيرهم بيحبوا يتعاملوا معايا عشان أمانتى وبيثقوا فيا»، جمعيات «رباب» تبدأ من 100 حتى 200 جنيه: «حسب كل واحد ومقدرته وهو مزنوق فى فلوس قد إيه.. وكله بالورقة والقلم عشان ما أتلخبطتش».