في ذكرى رحيله.. كيف تحدث مصطفى محمود عن صحراء سيناء؟

كتب: أحمد مصطفى عثمان

في ذكرى رحيله.. كيف تحدث مصطفى محمود عن صحراء سيناء؟

في ذكرى رحيله.. كيف تحدث مصطفى محمود عن صحراء سيناء؟

8 سنوات على رحيل فقيه "العلم والإيمان" مصطفى محمود، الذي ولد يوم 27 ديسمبر 1921، في محافظة المنوفية، وتوفي 31 أكتوبر عام 2009، كان برنامجه "العلم والإيمان"، بمثابة جولة أسبوعية للتفكر والتدبر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وكان لحديثه بعد فلسفي وديني أحبه الجميع أطفالا وشبابا وكهولا، ولا زالت أقواله المأثورة تعيش بيننا حتى الآن.

"عالم الصحراء.. عالم عجيب"، هكذا بدأ الراحل مصطفى محمود حديثه عن صحراء سيناء في أحد حلقاته، مشيرًا إلى أن حلمه عندما كان صبيًا هو أخذ جولة في الصحراء الكبرى، وبالفعل دارت الأيام وأتت الفرصة عام 1963 ليتحقق حلمه، أقلعت الطائرة به من مطار طرابلس وهبطت في إحدى واحات الصحراء الكبرى وتدعى واحة "غدامس"، "أول ما حطيت رجلي على المطار، حسيت بهوا مختلف"، مشيرًا إلى ارتفاع درجة الحرارة هناك إلى 48 درجة.

روى الفيلسوف، عن أول يوم له في الواحة، بأنه كان يجلس في الاستراحة التي نزلت بها، إحدى الممثلات العالمية وتدعى "صوفيا لورين"، وعندما حل المساء وجاء وقت النوم، نظر  مصطفى محمود لنافذة الغرفة ليجدها عليها وابلا من العقارب، ما أثار في قلبه الذعر والخوف فأخذ يبحث داخل الغرفة عن العقارب، ولكنه لم يجد شيئًا ليطمئن قلبه قليلً.

وفي اليوم التالي تقابل الفيلسوف مع محافظ الواحة ويدعى الشيخ يونس ليسأله عن أإذا وجد راحته في الواحة أو لا، ليرد بعكس ما بداخله بأنه مطمئن ووجد راحته في "غدامس"، ولكنه أشار للشيخ يونس عن العقارب التي كانت على النافذة، وسأله عن كيفية تعامل القبائل مع مثل هذه العقارب وكيف يتعايشون معها، ليرد الشيخ يونس قائلًا: "العقارب ما تعمل شيء.. إحنا عندنا الولاد بيلموا العقارب في طاسة ويلعبوا بيها".

"صحراء سيناء" بها غرائب وعجائب أخرى كثيرة، فهناك درجة الحرارة صباحًا تكون 48 درجة وليلًا تتحول إلى تحت الصفر، وتقوم الرياح بنقش الرمال كما تقوم بنحت الجبال وأهم ما قامت بنحته الجبال "معبد سليمان"، وصحراء سيناء لا توجد بها إلا كائنات تتكيف معها كالثعابين والمعز الوحشي والنسور والعقارب والسحالي بأنواعها والفئران.

وأوضح محمود، أن سيناء يوجد بها صخور رسوبية وعلى حد تفسير العالم الجليل، أن هذه الصخور تدل على أن المياه كانت تغمر أرض سيناء في الماضي، "الصخور دي بتدل على أنه كان فيها بحر زمان منذ ملايين السنين"، مشيرا أن الفراعنة لديهم جبال مليئة بالنحاس والحديد ويكتب عليها بالخط الهيروغليفي داخل سيناء.

"سينا دي مكان عجيب بيئة غريبة، الجبال هناك ألوان كل جبل له لون يختلف عن التاني"، ولفت محمود أن في سيناء يصفون النمل بملك الحكمة، وذلك لأنه يدخر في الصيف من أجل الشتاء، كما تحدث عن أن من المأكولات المفضلة لبدو سيناء "الجراد المشوي بالزبد"، مضيفًا: "الجراد عندهم زي الجمبري عندنا".

 

 

 


مواضيع متعلقة