«مصر» بين الإرهاب الداخلى الإخوانى والإرهاب الدولى الأمريكى (2)

سليمان شفيق

سليمان شفيق

كاتب صحفي

تتعرض مصر الآن لأكبر مؤامرة فى تاريخها الحديث، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، حيث إنه بعد حكم الإخوان لمدة عام.. تم تفكيك بنية مؤسسات الدولة من جراء عملية «الأخونة»، وحدث انقسام رأسى وأفقى فى كل من مؤسسات القضاء، خاصة بعد الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2013، وإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيين نائب عام «إخوانى» رفضه أغلبية أعضاء النيابة العامة، وكذلك التدخل السافر من الجماعة فى حركات تنقلات الشرطة، وترتيبها بحيث يصبح قادتها موالين للجماعة، وشاهدنا للمرة الأولى فى تاريخ الشرطة إضرابات واعتصامات من الضباط وأمناء الشرطة فى مواجهة الأخونة، ومحاولات اختراق الأجهزة السيادية، واحتكار وتدمير السلطة التشريعية عبر مجلس الشورى غير الشرعى، وأخونة مقاطع كبيرة من السلطة التنفيذية عبر حكومة قنديل الإخوانية، و لم يبقَ بعد عزل مرسى سوى القوات المسلحة.. والتى تشن العصابات الإخوانية الإرهابية حرباً ضدها خاصة فى سيناء، حيث سقط 214 ضحية بين قتيل وجريح من الشرطة والقوات المسلحة من جراء هجمات إرهابية فى الفترة من 29/7/2011، اليوم الذى شهد ما سمى بـ«جمعة قندهار» بميدان التحرير، وفى المساء قامت الجماعات السلفية الجهادية المتحالفة مع الإخوان، بالهجوم على قسم ثانى العريش، وإعلان سيناء إمارة إسلامية وحتى الآن، ويؤكد ذلك القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، حينما صرح فى اعتصام رابعة العدوية، بأن الهجمات الإرهابية فى شبه الجزيرة ستتوقف فوراً بعد عودة الرئيس المعزول محمد مرسى!! وفى الوقت الذى يشن فيه الإرهابيون حرب استنزاف للقوات المسلحة فى سيناء، تقوم فرق الموت التابعة للجماعة بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية، حيث تم الاعتداء حتى مساء الخميس 14 /8الجارى على 43 قسم بوليس و18 منشأة عامة، و12محكمة، قتل أثناء الدفاع عنها 143 ضابطاً وشرطياً وموظفاً عاماً، كما تم الهجوم ونهب متحفين، وحرق محافظة الجيزة، ومحاولة اقتحام 32 منشأة عامة أخرى مثل اقتحام محكمة دير مواس 270 كم جنوب المنيا والاستيلاء على ملفات القضايا والأحراز، وعلى الصعيد المسيحى فى ذات الفترة تم حرق 37 كنيسة بشكل كامل، والاعتداء الجزئى على 22 كنيسة، منها 8 كنائس أثرية مسجلة فى اليونيسكو مثل دير وكنيسة العذراء والأنبا إبرام بدلجا مركز دير مواس290 جنوب القاهرة، والذى تم حرقه وتدميره بالكامل، والشروع فى بناء مسجد عليه، كما تم الاعتداء وحرق 6 مدارس مسيحية أشهرها مدرسة الأقباط فى المنيا، والفرنسسكان فى السويس، و7 منشآ ت ثقافية مسيحية.. أشهرها جمعية «الجزويت والفرير» فى المنيا ودار الكتاب المقدس بالقاهرة، وكذلك تم تدمير وحرق 40 محلاً تجارياً مملوكاً للأقباط، وفندقين، واستشهد فى نفس الفترة 6 مواطنين مسيحيين فى أعمال عنف استهدفوا فيها بصفتهم الدينية، وفى نفس الوقت تحاول الإدارة الأمريكية تدويل القضية عبر الأمم المتحدة دفاعاً عن الإرهابيين الإخوان وإغفال تام للجرائم الإرهابية الإخوانية، والقيام بذلك الدور عن طريق حكومة أردوغان التركية، ومخلب القط الأمريكى «قطر»، وذلك من أجل استدعاء النموذج السورى، داخلياً عن طريق الحرب الأهلية، وخارجياً عبر الاعتراف بحكم الإخوان، وإحداث انفصام فى الجسد المصرى، وتقوم المخابرات الأمريكية (سى أى إيه) بالاشتراك مع التنظيم الدولى للإخوان المسلمين بأكبر عملية حرب دعائية نفسية ضد الشعب والدولة المصرية.. لم تحدث منذ 1956، حينما حاولت المخابرات البريطانية والفرنسية مع الإخوان اغتيال عبدالناصر 1954، ثم العدوان الثلاثى على مصر حينذاك، نفس الدور مع فارق الزمن، ونفس المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية 1967، وفى الحالتين فشلت تلك المؤامرات وانتصر الشعب والوطن، الآن بنفس السيناريوهات، الإدارة الأمريكية، إما أن تركع مصر وتعيد حكم الإخوان، أو أن تكون ثورة 30يونيو «انقلاباً»!! السفارة الأمريكية تقلص موظفيها، وتحذر رعاياها بعدم الذهاب لمصر، وحكومة «الناتو الأردوغانية» تتحرك دبلوماسياً، بأوامر أمريكية نحو الأمم المتحدة، وتشتبك مع المؤامرة فرنسا، وبريطانيا، على غرار دورهما فى 1956، الهدف هو استباحة الإرادة الوطنية المصرية دولياً، وإهدار السيادة الوطنية، ولكن فات هؤلاء أن مصر أكبر من تلك المؤامرات، وأن الشعب المصرى لديه خبرات تاريخية تفوق تلك المخططات، الشرطة تلملم لحم شهدائها وتقاوم، على غرار مقاومتها للمحتل البريطانى فى 25 يناير 1950، والمواطنون المصريون الأقباط لايبالون بحرق كنائسهم، وممتلكاتهم، ويتشبثون بالوطن، يدفعون الشهيد تلو الشهيد، ولا يبالون إلا بوحدة الوطن، يرفضون التصدى لكل تلك الويلات حتى لايقعوا فى فخ الحرب الأهلية الطائفية، كل ذلك لاتريد الإدارة الأمريكية رؤيته، ولا تتحدث إلا عن العنف الموجه ضد الإخوان!! منظمة العفو الدولية أكدت فى تقريرها عن التعذيب الممنهج فى اعتصام «رابعة»، والذى أدى لقتل العشرات الذين تم استخراجهم من مقبرة جماعية تحت منصة الاعتصام، وممثلة الخارجية الأمريكية لا ترى إلا أكاذيب «الجزيرة»، وما يسمى بعنف الدولة ضد الإخوان «العزل» رغم ضبط الأطنان من السلاح والذخيرة فى رابعة والنهضة، ولا يشاهد أصحاب الضمير فى الغرب التمثيل بجثث الضحايا من الشرطة بعد اقتحام قسم كرداسة بالجيزة، ولا يبالون فى الغرب «المسيحى» بحرق الكنائس والاعتداء على المقدسات بما فيها ما تبقى من رفات القديسين، وترويع الرهبان والراهبات مثلما حدث فى الأديرة، وانتهاك براءة الأطفال، وحرمة النساء، إن تحالف الغرب الأمريكى الأنجلو سكسونى مع الهمجية الإرهابية الإخوانية أكبر دليل على سقوط الضمير للحكومات الغربية، ولكن مصر بمسلميها وأقباطها، بنسائها وشبابها، وأطفالها، لن تركع وستسقط المؤامرة وتحيا مصر. منظمة العفو الدولية أكدت فى تقريرها عن التعذيب الممنهج فى اعتصام «رابعة»، والذى أدى لقتل العشرات الذين تم استخراجهم من مقبرة جماعية تحت منصة الاعتصام، وممثلة الخارجية الأمريكية لا ترى إلا أكاذيب «الجزيرة».