وزارة الذكاء الاصطناعى
- إنارة الشوارع
- الإمارات العربية المتحدة
- الإنسان الآلى
- التواصل الاجتماعى
- الثالثة عشرة
- الثقافة العربية
- الخطة الخمسية
- الخيال العلمى
- آثار
- آل مكتوم
- إنارة الشوارع
- الإمارات العربية المتحدة
- الإنسان الآلى
- التواصل الاجتماعى
- الثالثة عشرة
- الثقافة العربية
- الخطة الخمسية
- الخيال العلمى
- آثار
- آل مكتوم
يوم الخميس الموافق التاسع عشر من أكتوبر الحالى، وعبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، عن تعيين وزير دولة للذكاء الاصطناعى، مؤكداً أن «الموجة العالمية المقبلة هى الذكاء الاصطناعى ونريد أن نكون الدولة الأكثر استعداداً لها». كذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء فى دولة الإمارات الشقيقة أن «المرحلة الجديدة عنوانها مهارات المستقبل.. وعلوم المستقبل.. وتكنولوجيا المستقبل.. لأننا نسعى للتأسيس لمئوية نؤمن من خلالها مستقبل أجيالنا». وأضاف رئيس مجلس الوزراء فى الإمارات أن التعديل الحكومى الجديد جاء بناءً على الاجتماعات السنوية الأخيرة وإطلاق مئوية الإمارات وتلبيةً لمجموعة من المتطلبات المستقبلية بعيدة المدى.
وتعد «وزارة الدولة للذكاء الاصطناعى» هى الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتأتى بعد أقل من ثمانية أشهر على القمة العالمية للحكومات المنعقدة بمدينة دبى فى شهر فبراير 2017م، حيث تحدث المشاركون فى القمة عن آثار «الثورة التكنولوجية الرابعة» ممثلة فى الاعتماد على «الإنسان الآلى» فى أداء العديد من الأعمال بدلاً عن «الإنسان الطبيعى». ويعتبر «كلاوس شواب» رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، أول من لفت الانتباه إلى «الثورة التكنولوجية الرابعة» أو «ثورة الإنسان الآلى»، مؤكداً أنها ستكون مثل تسونامى يغير كل شىء، حيث سيعمل الإنسان الآلى (الروبوت) فى جميع الوظائف وفى كل المجالات، وسيعمل الذكاء الاصطناعى جنباً إلى جنب مع الذكاء البشرى، وسيطرد الروبوت الإنسان الطبيعى من الوظائف والأعمال.
لقد بدأنا نسمع عن «الطائرات بدون طيار»، «السيارة ذاتية القيادة»، «الطابعات ثلاثية الأبعاد»، «الشوارع الذكية» المعبدة بتقنية (V3) لتوليد الطاقة وإنارة الشوارع، وحاسبات آلية خارقة الأداء تم تصنيعها بتقنية النانو، وغيرها من التطورات التكنولوجية المتلاحقة التى ستغير الكثير من أوجه الحياة كما نعرفها اليوم. ويمكن أن تظهر إلى الوجود «المصانع الذكية»، التى تُدار بالإنسان الآلى وترتبط بالإنترنت، الأمر الذى يحقق المعادلة الاقتصادية الصعبة، وهى قلة التكاليف وكثرة الإنتاج. وربما نسمع قريباً عن اختراع «جنود آلية» قادرة على خوض غمار الحروب. ومؤخراً، قال الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» إن التعديل الجينى قد يساعد عما قريب على تأهيل جنود أكثر ضراوة فى القتال، وحذر من تبعات خطيرة للخطوة العلمية منبهاً إلى أن مضارها قد تضاهى القنبلة النووية. وأضاف بوتين، أثناء حديثه إلى حشد من الطلبة فى مهرجان بمدينة «سوتشى»، أن ثمة احتمالاً لأن تفرز الهندسة الوراثية جنوداً لا يحسون بالألم ولا بالخوف، أى إنهم سيكونون شبيهين بما دار فى الفيلم الأمريكى (Universal Soldier)، الذى ظهر فى شاشات العرض السينمائى سنة 1992م.
لقد بدأ العالم يستعد للثورة التكنولوجية الرابعة أو عصر الروبوت. ففى شهر مارس 2016م، قال الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما» إن الإنسان الآلى سوف يحل محل الإنسان البشرى فى خمسين بالمائة من الوظائف عام 2030م، وحينئذ سيكون ملايين الناس بلا عمل. واستعدت الصين للثورة التكنولوجية الرابعة من خلال الخطة الخمسية الثالثة عشرة، حيث قامت بتطوير قدرات وإمكانيات ومهارات أكثر من نصف شعبها للتعامل مع معطيات ومتطلبات هذه الطفرة التكنولوجية الهائلة. وفى قارتنا الأفريقية، قامت دولة رواندا التى تفتقر إلى شبكة طرق آمنة وسكك حديدية لازمة لنقل مستلزماتها إلى المناطق النائية، بتَشييد مطارات لطائرات بدون طيار بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية وسعة شحن تصل إلى عشرة كيلوجرامات وتطير لمسافة مائة كيلومتر.
ونعتقد أنه من الضرورى تدشين «حكومة المستقبل». فلا يكفى مجرد استحداث وزارة للذكاء الاصطناعى، وإنما تبدو الحاجة ماسة إلى تغيير وتطوير آليات العمل فى كل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، بما يتواكب مع متطلبات الثورة التكنولوجية الرابعة. كذلك، يبدو من المناسب استعمال مفردات جديدة بدلاً من المفردات المتداولة حالياً، بحيث نتحدث عن «الحق فى التعليم الذكى»، بدلاً عن «الحق فى التعليم». نحتاج إلى تطوير المنظومة التشريعية، بإقرار قوانين تنظم مختلف جوانب الثورة التكنولوجية، ومنها على سبيل المثال تشريع ينظم استخدام الطائرات بدون طيار. ويبدو من الملائم اعتماد منهجية استشراف المستقبل وتعزيز آليات الخيال العلمى فى الجامعات ومراكز الأبحاث والأعمال السينمائية والروايات. المأمول هو تغيير الثقافة العربية بحيث تتجه إلى استشراف المستقبل، بدلاً من الانغماس فى الماضى.
والله من وراء القصد...