خبراء: «الحج إلى مصر» يعزز مكانتها على خريطة السياحة الدينية

كتب: عبده أبوغنيمة

خبراء: «الحج إلى مصر» يعزز مكانتها على خريطة السياحة الدينية

خبراء: «الحج إلى مصر» يعزز مكانتها على خريطة السياحة الدينية

اتفق عدد من خبراء السياحة على أن رحلات مسار العائلة المقدسة سيكون لها تأثير إيجابى على الحركة السياحية الوافدة لمصر، لكنهم اختلفوا على تحديد رقم معين يمكن تحقيقه خلال العام الأول، وطالب الخبراء بضرورة تطوير المدن التى يمر بها المسار وتوفير الغرف الفندقية الكافية والطاقة الناقلة للسياح، معتبرين أن المسار سيضع مصر على خارطة السياحة الدينية بعد اعتماد الرحلة كأحد برامج الحج الفاتيكانى وهو ما يسهم بشكل إيجابى فى تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج التى تأثرت بشدة خلال السنوات الماضية.

وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء، إن برنامج مسار العائلة المقدسة سيجذب بعد تشغيله فى مايو المقبل ما بين 300 إلى 400 ألف سائح خلال العام الأول يمكن مضاعفتها خلال السنوات المقبلة. وأضاف، لـ«الوطن»، أن اعتماد بابا الفاتيكان للمسار كأحد برامج الحج الفاتيكانى سيجعل مصر قبلة لكل مسيحيى العالم، ويسهم فى تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.

وطالب «عبداللطيف» الدولة بضرورة الاهتمام بالمدن التى يمر بها المسار وتهيئتها سياحياً حتى لا تحدث أزمات تهدر مجهود وزارة السياحة خلال الفترة الماضية لاعتماد البرنامج لدى الفاتيكان، لافتاً إلى أن غالبية المدن التى تقع داخل مسار العائلة المقدسة لا توجد بها أماكن صالحة لإقامة السياح، وبها نقص فى الخدمات الأساسية الأخرى، وطالب الجهات المسئولة بالعمل خلال الـ7 أشهر المقبلة، قبل بدء الرحلات رسمياً، على تلافى أى سلبيات قد تؤثر على سمعة مصر السياحية.

وأكد أن دعوة البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان، العالم لزيارة مصر سيكون لها مردود كبير فى عودة الحركة السياحية لمصر والتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان وأن الدولة تسير بخطى جيدة فى تحقيق التنمية المستدامة، منوهاً بأنه يجب وضع برنامج رحلة العائلة المقدسة ضمن خطط الدعاية لمصر فى المعارض الخارجية وإعطاؤه المساحة الكافية لذلك.

{long_qoute_1}

وأضاف الدكتور مصطفى خليل، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن برنامج رحلة العائلة المقدسة يمثل نمطاً جديداً للسياحة المصرية يضاف للسياحة الشاطئية والثقافية، منوها بأن توقيت اعتماد المسار من الفاتيكان مثالى جداً بعد انتهاء أزمة الشاب الإيطالى جوليو ريجينى الذى قتل بالقاهرة خلال فبراير 2015، خاصة فى ظل وجود طلب إيطالى متزايد على السفر إلى مصر.

وأكد أن نمط السياحة الدينية الذى يندرج ضمنه المسار مفيد جداً للسياحة المصرية لأن السائح الذى يقصد زيارة المقدسات الدينية لا يرتبط بوقت معين بل يأتى طوال العام ما يعطى انتعاشة سياحية للمدن التى يمر بها المسار، موضحاً أن السياح المقبلين من مختلف الأعمار وهو ما يعطى ميزة إضافية لتنوع الرغبات الشرائية والتسويقية لهم خلال الوقت الذى يقضونه فى مصر.

وأشار إلى أن الـ8 مواقع التى سيبدأ بها برنامج المسار حالياً جيدة للغاية حتى يتم تأهيل بقية الأماكن التى تقع داخل المسار وعددها نحو 25 موقعاً، منوهًا بأن الفترة المقبلة ستشهد إقبالاً كبيراً على حجز البرامج شريطة الترويج الجيد لها من خلال الحملة الدولية لمصر فى الخارج أو مكاتب مصر السياحية أو عن طريق القطاع السياحى الخاص.

وأوضح «خليل» أن اتحاد الغرف السياحية سيقدم كل أوجه الدعم لترميم الآثار والكنائس التى تدخل ضمن المسار، منوها بأنه يجب اعتبار هذا المسار خطة قومية للدولة وينبغى على جميع الوزارات والهيئات والكيانات المشاركة بذل الجهد لإنجاحه لما فى ذلك من مردود إيجابى سياسى واقتصادى وسياحى على مصر.

من جانبه، قال سامح سعد، مستشار وزير السياحة السابق، إن رحلات المسار ستجذب خلال العام الأول لبدايتها نحو 1.5% من الأعداد الإجمالية للسائحين الوافدين لمصر، مشيراً إلى أن مسار العائلة المقدسة كان يتم تنظيم الرحلات إليه خلال الأعوام الماضية من مسيحيى الشرق فقط قبل أن يتم اعتماده من بابا الفاتيكان.

وأضاف أنه من الضرورى استكمال التجهيزات بالمدن التى تمر بها الرحلة، مشيراً إلى أن مناطق وادى النطرون بحاجة إلى خدمات كثيرة لتطوير البنية التحتية به لتكون ملائمة لإقامة السياح كما أن محافظة أسيوط لا يوجد بها عدد كافٍ من الغرف الفندقية تستوعب الأعداد المتوقع حضورها وهو ما يجب العمل عليه من الآن، وشدد على أنه لا يجب التهوين أو التهويل من الأعداد المتوقع قدومها لزيارة المسار حيث سيكون العام الأول تجريبياً ومن الممكن أن تتضاعف الأعداد خلال الأعوام المقبلة شريطة تلافى جميع السلبيات.

وقال على غنيم، عضو اتحاد الغرف السياحية السابق، إن الأزمة الكبرى التى ستواجه المسار هى نقص الطاقة الجوية الناقلة للسياح لأن غالبية السياح المتوقع حضورهم لزيارة مسار العائلة المقدسة من دول أمريكا اللاتينية التى لا توجد بينها وبين مصر وسيلة انتقال مباشر، لافتاً إلى أنه يجب تنظيم زيارات إعلامية وتعريفية لنقاط المسار للوفود الأجنبية ليروا بأعينهم البرنامج كاملاً.

وأضاف أن مسار العائلة المقدسة سيفتح الباب لتحقيق التنمية المستدامة للدولة عن طريق تطوير جميع المدن التى مرت بها الرحلة حتى تكون لائقة لاستقبال السياح، ومنوها بأن مدن الصعيد والقاهرة ستكون الأكثر استفادة بعد بدء تشغيل الرحلات.

 


مواضيع متعلقة