وسيم السيسى: أقول لمن يهاجمون الرئيس «كنتم بتخافوا تخرجوا من بيوتكم».. وأطالب بفرض «قبضة حديدية» بالقانون لأننا فى «حرب»

كتب: إمام أحمد

وسيم السيسى: أقول لمن يهاجمون الرئيس «كنتم بتخافوا تخرجوا من بيوتكم».. وأطالب بفرض «قبضة حديدية» بالقانون لأننا فى «حرب»

وسيم السيسى: أقول لمن يهاجمون الرئيس «كنتم بتخافوا تخرجوا من بيوتكم».. وأطالب بفرض «قبضة حديدية» بالقانون لأننا فى «حرب»

«نحن شعب حكم الدنيا وساد، ونما والدهر فى المهد صغير».. كلمات كتبها الشاعر مأمون الشناوى، بدأ بها الدكتور وسيم السيسى، الباحث فى علم المصريات، صاحب كتاب «مصر التى لا تعرفونها»، حواره مع «الوطن»، الذى أكد فيه أن مصر القديمة استطاعت أن تسبق العالم كله بسنوات ضوئية، وعرفت من العلوم والحضارة والقانون ما لم يعرفه العالم، مشيراً إلى أن هذه الحضارة لا تزال قائمة حتى الآن لكن الشىء الذى اختلف بين «مصر الفرعونية» و«مصر 2017» هو مفهوم القوة فقط، ما أدى لانطفاء «النور المصرى» لأسباب عديدة.

{long_qoute_1}

وأضاف «السيسى» أن مصر استندت إلى مخزونها الثقافى الفرعونى القديم فى مواجهة المؤامرة عليها لإسقاطها وتقسيمها، واصفاً ثورات الربيع العربى بأنها كانت «خراباً عربياً» وليس ربيعاً، وجزء من مؤامرة أمريكية، وقال إنه يؤيد الرئيس السيسى لأنه استطاع أن يحمى مصر، وطالبه بفرض قبضة حديدية لاستعادة حضارة الـ7 آلاف سنة. رحلة طويلة على مدار التاريخ من مصر القديمة التى أضاءت العالم إلى مصر حالياً التى تواجه تحديات كبيرة تناولها الحوار فى سطوره المقبلة:

فى البداية.. ما الذى تغير بين المصريين القدماء أصحاب الحضارة العظيمة، والمصريين اليوم فى 2017؟

- الشىء الجوهرى الذى تغير هو مفهوم القوة، حيث كان المصريون القدماء لديهم إمبراطورية قوية وممتدة حتى بين النهرين شرقاً وإثيوبيا جنوباً، فى حين أن مصر حالياً تعانى من أزمات عديدة ونقاط ضعف عاشتها على مدار عقود بل قرون طويلة انحصر خلالها دورها وقوتها، وعمدة برلين كارن شبرد قال منذ بضعة أشهر عبارة جميلة: كيف كان سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟. مصر هى من وضعت قانون الأخلاق، والأخلاق لا تتغير والنور لا يغيب، والعالم كان فى ظلام ومصر أضاءت. حديثاً انطفأ هذا النور فى مصر لكن ما زالت الحضارة موجودة.

تحدثت عن إمبراطورية مصر القديمة، لكن بعض المؤخرين يتهمون مصر فى تلك الفترة بأنها كانت «دولة غازية».. ما حقيقة هذا الاتهام؟

- هذا اتهام كاذب، ومن يقوله جاهل أو مغرض، والحقيقة أن مصر فى تلك المرحلة كانت تدافع عن مصالحها، ولم تكن توسعاتها بهدف الغزو، وإنما بهدف التأمين، وإذا عدنا إلى إمبراطورية تحتمس الثالث فى الأسرة الـ18 الممتدة شرقاً وجنوباً وغرباً، نجد أنها جاءت بعد مأساة الهكسوس، وعرفت مصر بعدها أن الدفاع عن البيت لا يبدأ من باب البيت، ولكن من أبعد نقطة عن باب البيت، خاصة أنها كانت مهددة من شعوب البحر شمالاً، وبالتالى كان يجب تأمين حدودها على الجهات الأخرى كى لا تصبح مهددة على أكثر من جبهة.

وكان من قوانين الحرب فى مصر منع العودة بأى غنائم، وعندما عادت كتيبة بغنائم تقول إحدى البرديات إن الملك رفضها، وقال لهم مصر ليست بحاجة إلى هذه الغنائم، وأن القوة فى النهر، ما يؤكد أن الإمبراطورية ليست بهدف الغزو أو النهب، ولكن بهدف تأمين الحدود، خاصة بعد احتلال الهكسوس لمصر نحو 200 سنة، ويقول بعض المؤرخين إن النساء توقفن عن الإنجاب لهول الحرب فى معركة التحرير. {left_qoute_1}

ماذا نتعلم من معارك وحروب مصر القديمة؟

- نتعلم أن الاحتلال قد لا يحدث بحرب، فالهكسوس دخلوا إلى مصر غزواً سلمياً، تسللوا مجموعات على مدار سنوات طويلة حتى باتوا يشكلون كتلة كبيرة داخل المجتمع المصرى وأصبحوا دولة داخل الدولة بعدد 3 ملايين شخص. ولذا أنا أحذر من التسلل السلمى إلى مصر والوصول إلى النسبة الحرجة 15% لاجئين أو مواطنين أجانب، لأنه من الصعب السيطرة على هذه النسبة داخل أى مجتمع.

قلت إن المصريين القدماء كان عندهم قانون للأخلاق.. ما هذا القانون؟

- كان المصرى القديم يحفظ عن ظهر قلب هذا القانون الذى يقول: لم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان ولا أعذب نباتاً بألا أسقيه ماءً، ولم أتعالَ على غيرى بسبب علو منصبى، ولم أرفع صوتى أثناء الحوار، كنت عيناً للأعمى ويداً للمشلول وقدماً للكسيح، وأباً لليتيم، قلبى نقى، ويداى طاهرتان.ولذلك قالوا فى الغرب بعد دراسة الحضارة المصرية: نحن نحتاج إلى ألفى سنة كى نصل إلى ما وصل إليه المصريون القدماء.

مصر عرفت العدالة القانونية والاجتماعية قبل الغرب، ويكفى أن المرأة كانت تعد من ممتلكات الرجل فى الغرب مثل المواشى، فى حين أنها كانت فى مصر شريكة الله فى الخلق، وصانعة النساء والرجال. والأسرة الأولى كان فيها ملكة من بين 9 ملوك اسمها نينت، سنة 5619 قبل الميلاد، كانت موسيقية وفنانة وكاهنة، إذاً مصر القديمة سبقت العالم بسنين ضوئية فى زمن الفراعنة.

وفى قراءتك للتاريخ.. لماذا تأخرت مصر عن العالم بعد ذلك؟

- السبب الأول هو توالى فترات الاحتلال التى بلغت فى مجموعها 2500 سنة وقعت فيها مصر تحت الاحتلال، والسبب الثانى هو خروج مهاجرين كثيرين من مصر إلى البلاد العربية أقاموا وعملوا هناك لسنوات طويلة، ثم عادوا بأفكار وثقافات مختلفة، وبدلاً من أن نكون مصدرين لحضارة نهرية عظيمة قائمة على الحب والتعاون، أصبحنا مستوردين لحضارة قبلية تقوم على الحرب والعداوة وقانونها: أنا أو أنت. والصهيونية العالمية غذت هذا الأمر، وعملت منذ «سايكس بيكو» على تفتيت المنطقة وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة. ثم فى 1983 وافق الكونجرس الأمريكى على مخطط «تقسيم المقسم» وعملوا على تنفيذ هذا المخطط طيلة السنوات الماضية حتى الآن، ونجحوا فى العراق وسوريا والسودان وليبيا، لكن فى مصر «اتكسرت رقبتهم» بالمخزون الحضارى لمصر.

ولماذا فشلت دول شقيقة بينما نجحت مصر فى مواجهة هذا التقسيم؟

- بسبب المخزون الحضارى الفرعونى لدينا، ولأن عندنا جيشاً وطنياً قوياً، وأيضاً لأن الشعب المصرى شعب متماسك وموحد برغم أى شوائب أو خلل طارئ. لكن للأسف ما زال عندنا ناس أغبياء يفرقون بين المصريين فى الداخل من مسلمين وأقباط، ويتبنون خطاباً رجعياً متخلفاً، وكونداليزا رايس قالت الجائزة الكبرى هى مصر، وفى مشروع برنارد لويس الذى قدمه للكونجرس الأمريكى 1981 ودرسوه عامين ثم وافقوا عليه حول منطقة الشرق الأوسط، نجد أن مصر مقسمة إلى عدة دويلات، دولة مسيحية فى الشمال عاصمتها الإسكندرية، ودولة إسلامية سنية من جنوب الدلتا حتى أسيوط عاصمتها القاهرة، ومن أسيوط حتى شمال السودان دولة نوبية عاصمتها أسوان، وشرق الدلتا وسيناء دولة فلسطينية تحت الهيمنة الإسرائيلية وتكون إسرائيل فعلاً وصلت من النيل إلى الفرات، وفى التليفزيون وعلى الفيس بوك يقولون هذه أوهام ولا توجد مؤامرة.

{long_qoute_2}

ما رأيك فى رفض البعض الحديث عن وجود مؤامرة ومخطط للتقسيم؟

- هؤلاء لا يقرأون ولا يعرفون شيئاً، وليعودوا إلى مذكرات موشيه شاريت أول وزير خارجية لإسرائيل ورئيس وزرائها الثانى، وهو يقول «نحن قطرة فى محيط كراهية، ولا يمكن لإسرائيل أن يكون لها اليد العليا، إلا بتدمير 3 دول، وذكرها بالترتيب: العراق، سوريا، مصر». ورد عليه «بن جوريون» أول رئيس وزراء لإسرائيل وسأله: كيف؟. فقال له من خلال صراعات طائفية ودينية. فرد عليه «بن جوريون»: «قد ننجح فى العراق وسوريا، أما فى مصر فالكتلة الصلبة من المسلمين والمسيحيين يصعب تفتيتها لكننا سنحاول معهم». وعلشان كده اللى كاسر مناخيرهم هى مصر. وسيجموند فرويد وهو يهودى للنخاع قال فى كتابه «موسى والتوحيد» صفحة 113 إن العقدة التاريخية لليهود هى الحضارة المصرية القديمة. {left_qoute_2}

ومتى بدأت فكرة المؤامرة لتقسيم البلدان العربية؟

- بدأت منذ 1907، لأنه فى 1905 تولى رئاسة وزراء بريطانيا السير هنرى كمبل بنر، وفى 1907 جمع وفود 7 دول أوروبية، وقال لهم إن منطقة الشرق الأوسط غنية جداً، لكن تجمعها لغة واحدة وثقافة دينية واحدة، وهذه المنطقة إذا قويت وتقدمت يمكن أن تخنق العالم، ولابد من خلق كيان فى وسط هذه المنطقة، هذا الكيان يفصل المشرق العربى عن المغرب العربى، ويخلق عدم استقرار وعدم توازن، لأن الاستقرار سيخلق تنمية وتقدماً.

وماذا تستفيد القوى الغربية من تقسيم المنطقة؟

- أولاً تضمن ألا تكون للمنطقة قائمة فى المستقبل، وتنشغل بصراعاتها، والأهم من ذلك هو تحويلها إلى أكبر سوق سلاح فى العالم، والسلاح من أهم مصادر اقتصاديات الدول الكبرى. والصهيونية هدفها السيطرة على العالم وهى تحكم الآن أمريكا، و«بول فيندلى» قال فى كتابه «من يجرؤ على الكلام؟» إن اليهود فى بلادنا يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز ولم يعد لدينا إلا أن نغير اسم نيويورك إلى جويورك، و(جو) تشير إلى اليهود.

هل تاريخنا المصرى القديم تعرض للتشويه؟

- طبعاً، والصهيونية هى التى روَّجت لكثير من تلك الأكاذيب حول الفراعنة، والبعض منا يرددها دون علم ولا دراية، قالوا إن الفراعنة كانوا عباد أوثان ولم يعرفوا التوحيد، وكان عندهم صراعات آلهة وكهنة وملوك، وكل ده كلام فارغ.

وما هى الحقيقة؟

- الفراعنة أول من عرفوا الدين، وكلمة الدين كلمة مصرية قديمة، وكلمات «الصوم والحج والنبى» كلمات مصرية قديمة، «نبى» من كلمة «نب» أى سيد، أى سيد قومه، والقرآن قال: «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً» من سورة مريم آية 56، والنبى إدريس هو الملك أودوريس، 5500 قبل الميلاد، أى قبل الأديان السماوية الثلاثة بـ3 آلاف سنة على الأقل. وكان المصريون القدماء يحجون إلى مكانين، إلى أبيدوس فى جنوب سوهاج حيث قبر أودوريس أو أوزوريس، وإلى الجزيرة التى لم يكن اسمها الجزيرة العربية فى ذلك الوقت، ولذلك نجد أن الطائف فى الجزيرة على خط عرض طيبة فى مصر.

من الأمور الشائعة أيضاً أن ملوكنا فى مصر القديمة كانوا مجموعة الفراعنة الطغاة، وكلمة فرعون أصبحت تعنى الطاغية فى عقول الناس.. ما صحة ذلك؟

- أكاذيب مضللة من الصهيونية العالمية يروجها المصريون الذين لا يعرفون شيئاً عن تاريخهم بكل أسف. وهم بذلك يحققون ما قاله المؤرخ الإغريقى اليونانى عندما انتصرت اليونان على سبارتا، وقال: «هزمناهم ليس حين غزوناهم بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم»، وهم للأسف لا ينسوننا تاريخنا وحضارتنا فقط، بل يدفعوننا إلى أن نحتقر تاريخنا وحضارتنا. أولاً كلمة فرعون تعنى البيت العالى وترمز للملك، ومصر القديمة عرفت 561 ملكاً، ولنفرض مثلاً أن 5 أو 10 كانوا طغاة، كما يرددون، فأين بقية قائمة ملوك مصر وإنجازاتهم العظيمة فى حق مصر وحق البشرية.

ملوكنا القدماء كانوا أعدل الناس وأصحاب فضل على العالم كله لأنهم أحرزوا وقدموا للعالم أعظم حضارة، وهذا ليس تحيزاً بل الحقيقة، ولو هناك ملك أو رئيس حالياً فى العالم يقدم لشعبه والإنسانية ما قدمه فراعنة مصر لأقاموا له التماثيل وسموا ميادين العالم على اسمه.

القانون فى مصر القديمة كان عالمياً وعادلاً وأحدث دهشة للمؤرخين لأنه قام على دعامتين، الأولى أن العدل أساس الملك. والثانية العدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء بسواء. وتحتمس الثالث فى عز مجده أراد أن يغير فقرة فى القانون، فرد عليه قاضى القضاة وقال له: اعلم أن كلمة الحاكم لا تعلو فوق كلمة القانون، واعتذر تحتمس الثالث وطلب المغفرة، هل هناك دكتاتور يقوم بذلك؟. العالم لم يعرف عدالة بهذا الشكل أبداً، وحقوق الإنسان التى تتحدث بها أمريكا كذباً كانت موجودة فى مصر القديمة منذ 7 آلاف سنة، حقوق إنسان بجد مش كذب وتضليل للتدخل فى شئون الدول وغزو البلدان.

هل الجهل بتاريخنا جزء من أزمتنا الحالية؟

- بل هو كل أزمتنا الحالية، ووصل الجهل إلى أن نطلق اسم «قمبيز الثانى» ملك الأخمينيين الفُرس المجرم قائد أول غزو فارسى لمصر، وقال فيه أمير الشعراء شوقى: «لا رعاك التاريخ يا يوم قمبيز، ولا طنطنت بك الأنباء». نعمل شارعاً باسمه فى حى الدقى، إيه الخيبة دى؟!، نضع اسم محتل على بعض شوارعنا، كما نضع اسم الخليفة المأمون الذى قتل 800 ألف مصرى من المسلمين والمسيحيين فى ثورة البشمرين الكبرى، والدكتورة نعمات أحمد فؤاد تقول فى كتابها «أعيدوا كتابة التاريخ» إن التاريخ لن يغفر للمأمون ما فعله بمصر، نضع أسماء غزاة وننسى أجدادنا العظماء مثل أوزوريس ورمسيس وتحتمس وسنوسرت الثالث أول من اكتشف رأس الرجاء الصالح قبل البرتغاليين حديثاً، وكان يقوم برحلات كبيرة، وسافر إلى أستراليا، وهو أيضاً أول واحد حفر قناة السويس فى الأسرة الـ12 وأعيد فتحها للمرة الثانية فى عهد رمسيس الثانى بالأسرة الـ19 ثم أعيد فتحها فى الأسرة الـ26. وأنا أقول «اللى عايز مصر تنور، عليه أن يعيد تاريخها وحضارتها ويقدمها إلى العالم».

بمناسبة الجهل بالتاريخ، هناك بعض الشخصيات التاريخية حدث حولها جدل كبير الفترة الأخيرة، مثل أحمد عرابى.. ما رأيك فى الجدل الذى حدث؟

- التاريخ لا يجب أن تدخل فيه الآراء الشخصية، هذه هى الأزمة وسبب الجدل. فمثلاً البعض يقول جمال عبدالناصر أعظم شخصية فى التاريخ الحديث كله، بينما آخرون يقولون إن التاريخ لن يغفر له ما صنعه، كلا القولين عبارة عن آراء شخصية، وعندما نتحدث عن الشخصيات التاريخية قديماً أو حديثاً نذكر ما قدموه وما أخفقوا فيه بدون آراء شخصية وتعبيرات شخصية، مثل «هذا أحقر شخصية» كما وصف يوسف زيدان، صلاح الدين الأيوبى، أو «هذا أفضل شخصية». هذه آراء والتاريخ لا يجب أن نتناوله بالآراء، ولكن نذكر الوقائع، لأن الآراء الشخصية تفسد التاريخ. «عرابى» انتصر على الإنجليز فى معارك عديدة حتى جاءت معركة التل الكبير، وفوجئ بمحاصرة القوات الإنجليزية لجيشه بسبب خيانة حدثت، وكان انكساراً عسكرياً لكنه أيضاً كان انتصاراً للوحدة الوطنية، لأن مصر كلها توحدت وفئات الشعب المختلفة وقفت مع «عرابى» والجيش المصرى من مسلمين ومسيحيين. وقبل الحكم على «عرابى» علينا أن نسأل من الذى كان يواجه «عرابى»، الخديو ومعه كل الخونة ومعه السلطان العثمانى ومعه الإنجليز. ومات «عرابى» فى 1911 وبعد 7 سنوات كانت ثورة سعد زغلول، لأن الأفراد يموتون لكن إرادة الشعوب لا تموت، وقامت ثورة سعد فى عز مجد إنجلترا.

وماذا عن صلاح الدين الأيوبى؟

- له إيجابيات وله سلبيات، إيجابياته فى مسألة تحرير القدس، رغم أن البعض لهم رأى آخر فى ذلك، وأيضاً فى أنه أوقف التمدد الشيعى فى مصر. لكن من أهم سلبياته أنه جاء بوالٍ طاغٍ أو قرقوش، والمصريون بسبب ظلمه أطلقوا عليه «أراجوز»، وهذا الوالى أذاق مصر الأمرين، وصلاح الدين لم يقم فى مصر لكن فى يوم واحد قتل 5 آلاف مصرى ووضع بعض الجثث على الشجر، وفى الإسكندرية قتل 3 آلاف مصرى، هذه حقائق ووقائع تاريخية، نذكرها ونترك الناس تحدد موقفها، ونذكر الإيجابيات والسلبيات، لأن النقد لا يكون نقداً إلا بهذه الطريقة ودون سباب أو إهانة.

كيف كان دور العلم فى بناء هذه الحضارة العظيمة؟

- مصر عرفت العلم قبل علماء الرياضيات والفيزياء فى العالم، وكل معادلات أينشتاين تعتمد على قوانين مصرية فى الأساس، «العالم كان زى العيل اللى بيرضع» لا يفهم ولا يعقل شيئاً ونحن كنا نضع قوانين الرياضيات والطب فى مصر ونبنى أعظم حضارة ونكتب القوانين والمواثيق التى تسبق المواثيق الدولية حالياً، لدرجة أن المصريين القدماء كانوا يزرعون أسناناً من الأسرة الثانية والثالثة، لكن بعض السلفيين وبتوع الجماعات الدينية اللى عايشين على كف الموت هم من يتهمون حضارة مصر بأنها حضارة أوثان لأنهم جهلة، كما رأينا بعد ما سموه الربيع العربى.

وكيف ترى ثورات الربيع العربى؟

- هذه ثورات خراب عربى، وتحقق المؤامرة التى وضعت منذ سنة 1907، والمؤامرة هى مكيدة يراد بها الإضرار بدولة أو مؤسسة أو فرد، بعكس المخطط وهو تخطيط يقصد به الإعمار. هل نحن بعد ما يسمونه الربيع العربى دخلنا فى إعمار أم فى خراب؟ إذاً هى مؤامرة.

أخيراً كيف ترى أداء الرئيس السيسى خلال الفترة الأولى من رئاسته التى تقترب من نهايتها؟

- يكفى أنه الذى حطم المخطط الذى بدأ منذ 1907، وهو المؤامرة الأمريكية الشريرة التى تتمثل فى مخطط برنارد لويس فى تقسيم مصر إلى 4 دول، ويكفى أنه أنقذنا من احتلال صهيونى أمريكى إخوانى، وبمشاركة قطر وتركيا فى المنطقة، والناس الغاضبون من الرئيس السيسى حالياً أقول لهم: أنتم منذ 3 سنوات كنتم تخشون الخروج من بيوتكم بسبب انفلات الأمن وانتشار المتطرفين والبلطجية، ويكفى الأمن الداخلى الذى نعيشه حالياً الذى يعود بقوة، والجيش والشرطة كل يوم تنزف دماء أبنائهما هنا وهناك، والبعض فى النهاية يخرج على شاشة التليفزيون علشان ينظّر ويقول إنه لا يؤمن بفكرة المؤامرة، ويرفع شعارات الطبقة المطحونة وثورة الجياع، بينظَّروا علينا وناسيين أنهم فى حرب، شعوب دول أوروبا زمن الحرب العالمية الثانية تحملت أقسى أنواع التقشف، وكانت البيضة توزع على الرجل كل أسبوع، لماذا لا نتحمل ونحن نعيش فى حرب أيضاً؟.

وليس الأمن فقط، أيضاً الرئيس يقوم بجهود كبيرة للتنمية، ونرى مشروعات قومية وطرقاً وبنية تحتية وكهرباء لم تكن موجودة، ويتحرك على مستوى العلاقات الخارجية بعد أن كنا مطرودين من أفريقيا ومن أوروبا وأمريكا. الآن مصر موجودة فى أفريقيا ومجلس الأمن وعلى المستوى العربى.

كل يوم أحسن من اللى قبله مع السيسى، وللأسف معارضته والهجوم عليه نوع من أنواع عدم الاعتراف بالجميل والتلوث الفكرى من ناس بتفكر بس خطوة لقدام دون رؤية شاملة.

هل تعتقد أن هناك مرشحاً يستطيع الدخول فى منافسة قوية مع الرئيس السيسى حال خوضه الانتخابات؟

- يا ريت، عايزين نشوف مرشح يشارك وينافس، لكن لا أعتقد أنه هيقدر ياخد صوتين أو تلاتة فى منافسة نزيهة وحقيقية مع الرئيس السيسى، لن يحصل إلا على أصوات المنتفعين والمتشددين والجماعات الدينية والشوية اللى عاملين فيها بتوع ثورة زى 6 أبريل والمهرجين وغيرهم. وصوتى سوف يكون للرئيس السيسى فى حال ترشحه طبعاً.

لو تقدمت بطلب للرئيس السيسى، ماذا تطلب منه؟

- أطلب منه قبضة حديدية، وكله بالقانون. سيادة القانون وتطبيقه بقبضة حديدية على رقاب الجميع لاستعادة حضارة مصر القديمة.

أخيراً هل تابعت انتخابات اليونيسكو؟

- طبعاً.

وهل تعرضنا لفخ لإسقاط المرشحة المصرية كما يرى البعض؟

- لا، غير صحيح، كان يمكن الاعتقاد بذلك إذا فاز المرشح القطرى، لكن فازت مرشحة فرنسا، وفرنسا بلد للثقافة والفن والعلم، ومصر خاضت منافسة قوية وكانت على بعد خطوة من الفوز بالمنصب، والخارجية المصرية بذلت مجهوداً عظيماً، لكن لم تنجح مرشحتنا وخرجت بإحصائية مشرفة وهارد لك، ونقول لفرنسا مبروك.


مواضيع متعلقة