بعد اعترافات حمد بن جاسم.. كيف تآمرت قطر على السعودية؟

بعد اعترافات حمد بن جاسم.. كيف تآمرت قطر على السعودية؟
اعترف رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق، حمد بن جاسم، للتلفزيون القطري، بصحة التسجيلات المسربة الخاصة بالتآمر على المملكة العربية السعودية.
وخلال عدة مقاطع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قال "بن جاسم" لدى سؤاله عن صحة التسجيلات: "التسجيلات جزء منها صحيح"، معترفًا: "جاءتنا الأشرطة قبل ما تطلع في الإذاعات، وجاء هنا إلى الدوحة الأمير سعود والأمير مقرن، وقالوا فيه عندنا موضوع الملك (عبدالله) مكلفنا نعطيكم إياه، هاي أشرطة أنتم متكلمين فيها عن السعودية وعلى تآمر"، مشيرًا إلى أنه لا يذكر تاريخ الواقعة.
وفي تسريبات سابقة، قال "بن جاسم"، إنه اجتمع مع المخابرات البريطانية والأمريكية في لندن لتحليل الوضع في المملكة العربية السعودية، ووصف خلال حديثه الحكومة السعودية بـ"الهرمة" والضعيفة، مضيفا أنهم "لا يستطيعون العمل لمدة 8 ساعات"، معتبرا أنه لا أمل من "الصف الأول" الذي يحكم المملكة.
وأضاف "بن جاسم": "الأمل في (الصف الثاني) في السعودية، مطالبا بعمل علاقات شخصية معهم ومقابلة بعضهم في أوروبا"، مطالبا بتقديم خدمات لقيادات الصف الثاني حتى يحدث "التمكين" لهم.
وتابع، أن بريطانيا أخبرته أنها تقف مع "آل سعود" لعدم وجود بديل، مؤكدا أن بريطانيا تعتبر البديل هم "الإسلاميين" الذين يمثلون خطرا عليها.
واعتبر رئيس وزراء قطر، خلال التسجيل، أن قطر تمكنت من سحب القواعد الأمريكية من السعودية ونقلها إلى قطر، بالإضافة إلى إحداث "خلخلة" بهذه الخطوة، مشيرا إلى أن أمريكا أعطت السعودية قواعد أخرى "مدفوعة الثمن".
وقال "بن جاسم"، إن السعودية لم يعد لها سيطرة في الجامعة العربية وذلك بفضل تعاون قطر مع أمريكا في هذا الشأن.
وبالرجوع إلى التسجيلات التي تداولها مؤخرًا ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد احتوت على صوتين أحدهما لأمير قطر السابق حمد بن خليفة، ولرئيس وزرائها السابق ووزير خارجيتها حمد بن جاسم، مع الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، يهاجمان فيهما السعودية والأسرة الحاكمة بها.
وكانت "تغريدات" نشرت في يونيو 2017، من قبل المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، كشفت عن بعض خيوط المؤامرة التي قادها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، لاغتيال العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ووعد "القحطاني"، المستشار بالديوان الملكي بمرتبة وزير والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، بنشر مزيد من التغريدات على حسابه بـ"تويتر" قريبا، لكشف تفاصيل إضافية عن المؤامرة التي باءت بالفشل، مؤكدا أن كل ما قاله موثق بالدليل.
وحسب تغريدات "القحطاني"، فإن العقيد الليبي محمد إسماعيل كان من يقود المؤامرة عن الجانب الليبي بالتنسيق مع منشقي لندن، في إشارة لمجموعة من السعوديين الذين يقيمون في لندن، ونجحت الدوحة في استمالتهم لضرب استقرار المملكة السعودية.
ومن أبرز هؤلاء، وفقا لتغريدات "القحطاني" التي نشرها تحت "هاشتاج كشف_الحساب 1"، سعد الفقيه الذي قال لمبعوث أمير قطر السابق إن "الاغتيال قابل للتنفيذ وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام على يد من يسميهم بالجهاديين".
وجاء نص "تغريدات القحطاني" كالآتي:
-في العام 2003 في مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ، تطاول معمر القذافي على السعودية والملك فهد، فرد عليه ولي العهد الأمير عبدالله بشدة.
- أوضح الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برده القاسي تاريخ "القذافي"، ودور الغرب بإيصاله للحكم، وقال كلمته التاريخية #أنت_من_جابك_للحكم.
- جن جنون "القذافي" وتواصل مع المنشقين السعوديين، وخاصة المقيمين بلندن فلم يتفاعلوا معه، لاتفاقهم مع أمير قطر حمد بن خليفة بالعمل لصالحه.
- طلب "القذافي" منه مساعدته في الانتقام من الأمير "عبدالله"، وأبدى "حمد" استعداده لذلك، فاتفقا على عقد اجتماع بين مخابرات الدولتين بالدوحة.
- كان ممثل "القذافي" في الاجتماع العقيد محمد إسماعيل، الذي أكد للقطريين أن أي تعاون لا يهدف إلى اغتيال الأمير "عبدالله" مرفوض تماما.
- حاول القطريون اقناعه بصعوبة ذلك نظرا للتبعات الخطيرة في حال فشل المخطط، لكن الليبيون أصروا على موقفهم وغادروا الدوحة غاضبين.
- ركب حمد بن خليفة طائرته وتوجه لـ"القذافي" فورا، وتأسف لسوء الفهم الذي حصل من رجاله، وأبدى استعداده التام لتنفيذ كل ما يطلبه "القذافي".
- أصدر حمد بن خليفة أوامره لـ"منشقي لندن" بالعمل على تنفيذ كل الأوامر التي تصلهم من العقيد الليبي محمد إسماعيل.
- أبدى المنشقون سعادتهم بتنفيذ المخطط، وأكد "سعد" أن الاغتيال قابل للتنفيذ وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام على يد من يسميهم بالجهاديين.
- كانت قناة الجزيرة حينها تعمل على تنفيذ الخطة التي وضعها "سعد"، واعتمدها "حمد"، والتي تتلخص بالدعاية لما أسموه بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
- نجحت الخطة بنظرهم بعد قرار إخراج القاعدة الأمريكية من الخرج، الذي أحالوه للضغط الهائل للشعار الذي روجوه "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب".
- كان "سعد" آنذاك الحصان الرابح الذي يراهن عليه "حمد"، وخاصة بعد أن لمس تحقق جزء كبير من استراتيجيته بهز شرعية النظام السعودي كما يزعم.
- "تفجيرات الرياض" وخروج القاعدة الأمريكية من السعودية لقطر، كانت ورقة "سعد" الرابحة، التي أقنع بها "حمد" بأنه الأجدر بتنفيذ طلب "القذافي" الخطير.