بعد إعلان حاكمها حل البرلمان وتراجعه.. ما سر التخبط في إقليم كتالونيا؟

بعد إعلان حاكمها حل البرلمان وتراجعه.. ما سر التخبط في إقليم كتالونيا؟
اشتعلت أزمة انفصال إقليم كتالونيا الإسباني، أمس الخميس، حيث قام رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون، صباحًا بإعلان انتخابات برلمانية جديدة داخل الإقليم وحل برلمان الإقليم، ثم عاد مساء ليلغي قراره ويعدل عنه في تخبط واضح بسبب تزايد الضغوط الحكومية على الإقليم.
وكان إقليم كتالونيا نظم في وقت سابق من الشهر الجاري استفتاء للدستور قاومته الحكومة بكل قوة حيث حظرت الاستفتاء وصادرت أوراق التصويت.
وأكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، أن الأزمة في كتالونيا ستتجه إلى التفاوض لضمان حصول كل الأطراف على مكاسب، وهذا منهج واضح تتبعه كل الدول الأوروبية، مضيفًا أن تزايد الضغوط الجماهيرية على رئيس الإقليم دفعته إلى إعلان حل برلمان الأقليم، لكن الضغوط الحكومية دفعته للتراجع عن القرار الخاص.
وأكد "حسين" في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن التخبط الكتالوني أكد قوة الحكومة الإسبانية التي رفضت محاولة الانفصال الكتالونية بمختلف مؤسساتها، وصولا للملك الذي لا يتدخل كثيرًا في الحياة السياسية، محذرًا من تصاعد لهجة الانقسام وتفتيت الشعوب وأثرها على المجتمع العالمي الذي قد يتجه إلى الحرب العالمية بسبب تزايد تلك النزعات الانفصالية في إسبانيا والعراق، مشيرًا إلى أن التقسيم الذي حدث في كوريا في خمسينات القرن الماضي أنتج كوريا الشمالية التي تهدد الولايات المتحدة الأمريكية الآن.
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الحكام في كتالونيا قاموا بحسابات خاطئة وذلك عندما قاموا بخطوة استفتاء الانقسام، لأنهم لم يقدروا أن الخطوة مخالفة للدستور الإسباني، كما أنهم لم يتوقعوا أن تكون المعارضة الأوروبية بكل هذة القوة، واعتمدوا على كون الأقليم أغنى الإقاليم الإسبانية، ولكن بدون النظر إلى أن الإقليم قوته الاقتصادية تكمن في التواصل مع الحكومة الإسبانية والحدود الأوروبية لها، مشيرًا إلى أن تلك العوامل شجعت الحكومة الإسبانية على خطوة إلغاء الحكم الذاتي في الإقليم.
وأكد "حسن" في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن ما سيحدث في المستقبل بالنسبة لكتالونيا ستحدده الحكومة الإسبانية المركزية فقط، وليست الحكومة في كتالونيا التي فقدت معظم صلاحياتها وتعاني من انخفاض شعبيتها بنسبة كبيرة وذلك بسبب أنهم حمسوا الشعب لطموح معين بما لا يتوافق مع إمكانيات الشعب الكتالوني والحكومة الكتالونية، متوقعًا أن مسألة عودة الحكم الذاتي بكافة الصلاحيات للحكومة الكتالونية لن تعود مرة أخرى خلال السنوات المقبلة، حيث إن الحكومة الكتالونية هي التي ستعين إداراة محلية في كتالونيا والتي ستقوم فيما بعد بالتفاوض مع الحكومة لاستعادة تلك الصلاحيات.