نصر فريد واصل: الجهاد فى الإسلام «دفاع عن النفس» وليس قتالاً.. والفتاوى غير العصرية إفساد فى الأرض

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

نصر فريد واصل: الجهاد فى الإسلام «دفاع عن النفس» وليس قتالاً.. والفتاوى غير العصرية إفساد فى الأرض

نصر فريد واصل: الجهاد فى الإسلام «دفاع عن النفس» وليس قتالاً.. والفتاوى غير العصرية إفساد فى الأرض

قال الدكتور نصر فريد واصل، المفتى الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إن المنتمين للجماعات الإرهابية مفسدون فى الأرض، ويحاربون الله ورسوله، وأكد «واصل»، خلال حواره مع «الوطن» أن الجهاد فى الإسلام لم يشرّع للقتال، وإنما للدفاع عن النفس، مشيراً إلى أن صدور فتاوى غير عصرية غير مناسبة للزمان والمكان «إفساد فى الأرض».. وإلى نص الحوار:

الجماعات الإرهابية التى دأبت على استهداف قوات الجيش والشرطة والمدنيين فى مصر تدعى أنها تنفذ شرع الله.. بماذا ترد على ذلك؟

- الإسلام برىء من تلك الجماعات الإرهابية الظلامية الخائنة للدين والوطن، فالدين والعنف نقيضان لا يجتمعان أبداً، وهيئة كبار العلماء اجتمعت خلال الفترة الماضية، وأصدرت بياناً أيدت فيه تحركات الشرطة والجيش لإفشال مخططات تلك الحفنة من الإرهابيين المفسدين فى الأرض، المحاربين لله ورسوله، الذين استباحوا الدماء والأموال، وروّعوا الأبرياء والآمنين، فتلك الجماعات مفسدة فى الأرض، فالأزهر يدعم مؤسسات الدولة فى حربها الشاملة ضد هذه العصابات الإرهابية.

{long_qoute_1}

الجماعات الإرهابية تعتمد على فوضى الفتاوى الموجودة والدعوة على مستوى العالم الإسلامى لبسط نفوذها الدعوى.. كيف يمكن مواجهة ذلك؟

- الفتوى الشرعية التى تقوم على أصول شرعية هى التى تحقق الاستقرار للمجتمعات الإنسانية، والإسلام ورسالته جاءا سلاماً للعالم أجمع، فرسالة الإسلام قائمة على الوسطية والجمع بين الشرائع السماوية كلها فيما يتعلق بحقوق الإنسان سواء كانت هذه الحقوق فيما بينه وبين الله، أو بينه وبين العباد، والفتوى الحقيقية لا بد أن تراعى تحقيق السلام، سواء داخل المجتمعات الإسلامية أو غير الإسلامية، كما أن الجهاد فى الإسلام لم يشرع للقتال، وإنما للدفاع عن النفس، والبعض يستغل نصوص الجهاد باعتبارها فرضاً دائماً ويخلط بينه وبين الدعوة ويدعى أن الإسلام يخيّر الناس بالدخول فى الإسلام أو القتل، ولذلك ففتوى هؤلاء المكفرين دائماً شاذة يلفظها المواطن العادى، فتكفير الناس واستحلال الدماء أمر لا يكون بهذه السهولة واستحلالهم لها يخرجهم هم من الإسلام.

كيف يمكن إنهاء فوضى الفتاوى؟

- لا بد أن تنظم عملية الإفتاء، وألا تعرض على الناس إلا فتاوى الجهات المختصة، وهى الأزهر الشريف ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء، ولا يسمح لغيرهم بذلك إلا لمن يصل لدرجة الاجتهاد ويفتى فى ضوء فتاوى دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء، ولا يجتهد بالإفتاء فيما ليس فيه رأى للدار أو الهيئة، وعلى وسائل الإعلام المختلفة مسئولية كبرى فى استضافتها لغير المؤهلين أو المختصين فى الفتاوى الشرعية، الذين يصدرون فتاوى غير مناسبة للزمان والمكان والشخص والحال وهو ما يؤدى للإفساد فى الأرض والاضطرابات الاجتماعية، كما حدث فى سوريا والعراق وأفغانستان واليمن والكثير من الدول التى شاعت بها الفتن، وبات الناس يقتلون بعضهم بعضاً بسبب هذه الفتاوى الشاذة والضالة.

{long_qoute_2}

الإعلام يقول إنه يستضيف أزهريين، والمشاكل تأتى من فتاواهم؟

- هذا خطأ، فحتى استضافة الأزهريين لا بد ألا تكون سوى بإذن المشيخة أو دار الإفتاء، لتقول للوسائل: هل هذا مؤهل أم لا، فقضية ضبط الفتاوى متشعبة بها ما يتعلق بالدولة والجانب السياسى وبها الجانب القانونى والتشريعى والاجتماعى، حيث يتعلم الناس ألا يسمعوا أو يقبلوا الفتوى إلا ممن يطمئنون أنه من أهل الاختصاص.


مواضيع متعلقة