من محمد علي لـ"السيسي".. التعاون العسكري بين مصر وفرنسا في قرنين

من محمد علي لـ"السيسي".. التعاون العسكري بين مصر وفرنسا في قرنين
من المنتظر أن يبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعزيز التعاون العسكري الفرنسي المصري المستمر في الارتفاع منذ بداية عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ولم يجد البلدان فرصة لكي يظهرا أمام العالم قوة تعاونهم العسكري، أكبر من زياراة السيسي اليوم، حيث استقبلت السيسي الطائرات الرافال الفرنسية المصرية.
وترصد "الوطن" تاريخ التعاون العسكري المصري الفرنسي:
1- محمد علي
بدأ التعاون العسكري الفرنسي المصري منذ عهد أسرة محمد علي، حيث استعان الوالي محمد علي بسليمان باشا الفرنساوي لتدعيم وبناء جيشه الذي كان يبنيه لفرض سيطرته على حدوده وتوسيع مجالات سيطرته، كما ساهمت فرنسا في بناء السفن المصرية في هذا العهد.
2- صفقات عسكرية قديمة
بدأت الصفقات المصرية العسكرية من فرنسا منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت مصر تشتري عن طريق السعودية طائرات الميراج -5، ثم انتقلت لشرائها بشكل مباشر في الثمانينات بـ82 طائرة.
كما تشتري مصر وتتعاون مع فرنسا في تصنيع وتطوير طائرات الألفاجيت الفرنسية للتدريب والمروحية غازال وأجهزة الاتصال والإشارة.
3- مناورات مشتركة بين الطرفين
وهي مناورات بين الجانبين مستمرة منذ عام 1998، وتم عقدها في 2000، و2002، و2009 و2012 و2014 و2016.
واستمرت التدريبات حتى الآن، حيث أعلن المتحدث العسكري في يوليو الماضي، اختتام فعاليات تمرين كيلوبترا 2017 وذلك بنطاق البحرين المتوسط والأحمر.
وشاركت في التدريب وحدات وقطع بحرية، منها حاملتا المروحيات المصرية والفرنسية من طراز "مسترال"، وعدد من الفرقاطات وزوارق الصواريخ.
وشملت المناورات أيضا طائرات استكشاف ومكافحة الغواصات من الجانبين، ومقاتلات متعددة المهام من طراز "إف 16" التابعة لسلاح الجو المصري.
كما شمل التدريب قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال هجومية ودفاعية مشتركة، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتمارين المواصلات الإشارية واستقبال وإقلاع طائرات الهليكوبتر من أسطح الوحدات.
فيما يتعلق بالتدريبات الجوية، يتم إجراء تدريبات ثنائية تحمل اسم "نفرتاري" وكان آخرها التدريبات التي أجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2006.
كما أقيمت العام الماضي تمرين "رمسيس 2016" بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية والفرنسية والذي استمر لعدة أيام أمام سواحل مدينة الإسكندرية والمجال الجوي المصري.
تضمنت المرحلة الرئيسية تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية من خلال إدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، شملت التدريب على أعمال الاستطلاع الجوي والبحري واعتراض الأهداف المعادية والتي أظهرت مدى قدرة القوات المشتركة على تنظيم التعاون وتنفيذ المهام المخططة بدقة وكفاءة عالية.
4- منذ عهد السيسي
توسع التعاون العسكري المصري الفرنسي في فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث ساعد التقارب السياسي، ورغبة القيادة السياسية والعسكرية في تطوير القدرات الخاصة بالقوات المسلحة المصرية، على تعزيز هذا التقارب والتعاون العسكري في وقت سياسي.
وقَّع الجانبان في 2015 عودًا لتوريد حاملتين للمروحيات من طراز "ميسترال" مقابل 950 مليون يورو، و24 طائرة رافال متعددة المهام في نفس العام وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو.
ووصلت أولى حاملة المروحيات في يونيو العام الماضي، إلى القاعدة البحرية بمدينة الإسكندرية، واستغرقت رحلة حاملة الطائرات 14 يوما من ميناء سان ناذير غرب فرنسا.
فيما وصلت أولى دفعات الطائرة الفرنسية رافال، بـ3 طائرات في يوليو من عام 2015، وأبدى الجانب الفرنسي أكثر من مرة اندهاشه من سرعة استجابة الطيار المصري، وسرعة العمل على الطائرة الرافال، وتشهد القوات الجوية تدريبات مكثفة وعمل مستمر على مدار الساعة لرفع من القدرات البدنية والعلمية والنفسية والقتالية للطيار المقاتل، وفقا لأحدث النظم والطرق على مستوى العالم، حتى يكون قادرا على تنفيذ أي مهام يكلف بها في أسرع وقت وفي دقة عالية للغاية.
كما شملت الصفقات المصرية فرقطات بحرية، وصلت أولى الفرقاطة "تحيا مصر" في يوليو من عام 2015، كما شاركت الفرقاطة في احتفال قناة السويس الجديدة.
كما تحدثت وسائل إعلام فرنسية في أبريل من العام الماضي عن توقيع الجانبيين الفرنسي والمصري أن شركتي تالیس وأیرباص وقعتا اتفاقً ملیون دولار، وذلك بعد مشاورات بین السیسي وھولاند ووزراء دفاع البلدین.
وأوضحت أن كلا من الشركتین تلقیتا مؤخرا الودائع المتفق علیھا لبدء تصنیع الصفقة، مؤكدة أن ھذه الصفقة تعد نجاحًا آخر للتعاون المصري الفرنسي في صناعة الأسلحة.